الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

التحالف ضد "داعش" ـ استعادة الموقوفين ومواجهة التنظيم بأفريقيا

أكدت واشنطن تأييدها لمبادرة إيطالية بالتركيز على أفريقيا في المعركة ضد "تنظيم الدولة"، مطالبة الحلفاء خلال مؤتمر للتحالف الدولي ضد التنظيم، باستعادة مواطنيهم الموقوفين الذين كانوا يحاربون مع "داعش"، وهم بالآلاف.
عقد التحالف الدولي المناهض لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) والذي يضم 83 دولة، اجتماعا (28 يونيو/حزيران 2021) في العاصمة الإيطالية روما، وسط تزايد المخاوف من أنشطة التنظيم الإرهابي في أفريقيا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي استضاف الاجتماع مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، إن الدول الأعضاء بالتحالف حققت نجاحا كبيرا، إلا أن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به. 
ولفت إلى أن التنظيم لا يزال قادرا على شن هجمات كبيرة في العراق وسوريا، على الرغم من الضربات القاصمة التي وجهها التحالف له في هذين البلدين في السنوات الأخيرة. وحذر من أن التنظيم يشكل تهديدا متزايدا لمناطق خارج الشرق الأوسط، بما في ذلك أفغانستان واليمن وشمال سيناء بمصر ومناطق في غرب أفريقيا.
من جانبه قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قبل المحادثات: "في العراق وسوريا، تم صد داعش ولكنه لم يُهزم؛ بل إنه يكتسب نفوذا في مناطق أخرى". وتنشر ألمانيا نحو 250 عسكريا في العراق، يعملون ضمن عمليات التحالف.
وقال الوزير الأمريكي في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي، "ندعم بقوة مبادرة إيطاليا الرامية لتركيز جهود التحالف ضد داعش على أفريقيا بينما نبقي عيوننا على سوريا والعراق"، في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".
وحث بلينكن حلفاء الولايات المتحدة على استعادة مواطنيهم الموقوفين في الخارج بعدما حاربوا في صفوف التنظيم المتطرف "وإعادة تأهيلهم وحتى ملاحقتهم قضائيا"، معتبرا أنه لا يمكن أن يبقوا معتقلين إلى ما لا نهاية في سوريا، وأن "هذا الوضع لا يحتمل ولا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية".
وثمة عشرة آلاف مقاتل يشتبه أنهم كانوا في صفوف التنظيم معتقلون في شمال سوريا لدى فصائل كردية متحالفة مع الدول الغربية وفق التقديرات الأمريكية.
وكانت فرنسا وبريطانيا وهما من أقرب حلفاء الولايات المتحدة من أكثر المتحفظين على إعادة مواطنيهما رغم نداءات الإدارة الأمريكية المتكررة حتى في عهد الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب. ويتردد البلدان اللذان شهدا اعتداءات إرهابية دامية، كثيرا في  إعادة مواطنين سلكوا طريق التطرف إلى أراضيهما.
وجاء في تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" نشر في آذار/مارس الماضي أن قوات سوريا الديموقراطية  تحتجز أكثر من 63 ألف امرأة وطفل من أفراد عائلات مقاتلين يشتبه بأنهم كانوا مع تنظيم "الدولة الإسلامية"  من أكثر من 60 بلدا في مخيمين محاطين بأسلاك شائكة.
وتم إعلان النصر على التنظيم عسكريا في 2017 لكنه مازال يتواجد منذ ذلك الحين في أجزاء من شمال العراق ومنطقة حدودية مع سوريا. وشهدت الأشهر القليلة الماضية أكثر من 25 هجوما مميتا ألقى مسؤولون عراقيون المسؤولية عنها على مسلحي "داعش". وقتل تفجير في سوق مزدحمة ببغداد في يناير كانون الثاني أكثر من 30 شخصا.