الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

البنتاغون يعلن رصده “منطاداً صينياً” جديداً يعبر أمريكا اللاتينية..

النهار الاخبارية - وكالات 

قالت وزارة الخارجية الصينية، السبت 4 فبراير/شباط 2023، إن تحليق "منطاد" صيني فوق الولايات المتحدة كان جراء أسباب قاهرة، متهمة السياسيين ووسائل الإعلام الأمريكية باستغلال الوضع لتشويه سمعة الصين، فيما كشف البنتاغون أنه رصد منطاد تجسس آخر يعبر أمريكا اللاتينية.

وبالتزامن قال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، في بيان "نحن على علم بتقارير عن منطاد يحلق فوق أمريكا اللاتينية. نعتبر أن الأمر يتعلق بمنطاد تجسس صيني آخر"، من دون أن يحدد موقعه بدقة.

الوزارة الصينية قالت في بيان لها إن "الصين تلتزم دائماً بصرامة بالقانون الدولي، وتحترم سيادة ووحدة أراضي جميع الدول" وأضافت إن بكين وواشنطن لم تعلنا عن أي زيارة لبلينكن، وإن "بيانات الولايات المتحدة شأن خاص بها، ونحن نحترم ذلك".

فيما أشارت الوزارة في بيان منفصل إلى أن وانغ يي، مدير اللجنة المركزية للشؤون الخارجية الصينية، تحدث إلى بلينكن عبر الهاتف وناقش كيفية معالجة الحوادث العرضية بطريقة هادئة ومهنية، وقالت الوزارة إن وانغ أبلغ بلينكن أن على الطرفين التواصل في الوقت المناسب، وتجنب أي سوء تقدير.

فيما قالت الولايات المتحدة إنها تشتبه بأنه كان منطاداً للتجسس، وقد ارتكب "انتهاكاً واضحاً" لسيادة الولايات المتحدة، كما أرجأت واشنطن زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الصين، والتي كان من المتوقع أن تبدأ الجمعة.

منطاد صيني في أمريكا  
وكان البنتاغون قد أعلن في وقت سابق أنه يتعقب تحركات منطاد تجسس صيني يحلق على ارتفاع شاهق فوق الولايات المتّحدة، ويشمل ذلك مناطق تضم مواقع عسكرية حساسة.

   وبناء على طلب الرئيس جو بايدن، بحث البنتاغون إمكانية إسقاط المنطاد، لكنه قرر في نهاية المطاف عدم فعل ذلك، بسبب المخاطر التي يشكلها تساقط الحطام على الناس، بحسب مسؤول دفاعي كبير.

فيما تابع المسؤول الدفاعي: "نتخذ خطوات لحماية أنفسنا في مواجهة عملية جمع معلومات حساسة"، مشدداً على "القيمة المحدودة للمنطاد لناحية جمع معلومات استخبارية". موضحاً "اعتبرنا أن المنطاد كبير بما يكفي ليتسبب الحطام بأضرار" إذا تم إسقاطه في منطقة مأهولة.

 وزيارة بلينكن لبكين كانت ستكون الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى الصين منذ 2018، وكانت تهدف إلى تخفيف التوترات بين الولايات المتّحدة والعملاق الآسيوي، الذي تعتبره واشنطن منافسها الرئيسي في العالم.

 لكن المسؤول الأمريكي نفسه شدد على وجوب عدم إعطاء الحادث أكثر من حجمه، مشيراً إلى أن بلينكن سيحدد موعداً جديداً للزيارة، ما إن "تتوافر الظروف المناسبة". مضيفاً أن الولايات المتحدة لا تزال "واثقة" بقدرتها على إبقاء "قنوات الاتصال مفتوحة" مع الصين رغم إرجاء الزيارة.

منطاد تجسس في كندا 
 وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فقد حلق المنطاد فوق جزر ألوشيان في شمال المحيط الهادئ، ثم مرّ عبر الأجواء الكندية، قبل أن يدخل الأجواء الأمريكية قبل يومين.

 من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الكندية، نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية، أن "الكنديين في أمان، وكندا تتخذ التدابير لضمان أمن مجالها الجوي، بما يشمل تتبّع حادث ثان محتمل". ولم تذكر كندا الصين.

 وأثارت واشنطن القضية مع السلطات الصينية. وقال المسؤول الأمريكي: "أبلغناهم بخطورة الواقعة. أوضحنا لهم أننا سنفعل كل ما هو ضروري لحماية شعبنا على أراضينا".

  واستنكر رئيس مجلس النواب الجمهوري، كيفن مكارثي، مساء الخميس "العمل المزعزع للاستقرار" الذي تقوم به الصين و"يتجاهل بدون خجل سيادة الولايات المتحدة".

 ودعا مكارثي بايدن إلى "عدم التزام الصمت"، مطالباً الإدارة بإبلاغ أعضاء الكونغرس بمجريات هذه القضية.

 وفي بيان مشترك قال البرلماني الجمهوري مايك غالاغر وزميله الديمقراطي وراجا كريشنامورثي اللذان يترأسان لجنة برلمانية حول الصين إنّ "هذا الانتهاك للسيادة الأمريكية، قبل أيام فقط من زيارة وزير الخارجية بلينكن للصين، يُظهر أن الدلائل الأخيرة على الانفتاح" من جانب بكين "لا تعكس تغييراً حقيقياً في السياسة الصينية". وفي منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث" كتب الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب "أسقِطوا هذا المنطاد!".

   واغتنمت المعارضة الجمهورية هذه الواقعة للتنديد بسياسة اليد الممدودة التي تنتهجها إدارة بايدن تجاه بكين، بحسب قولها.