الخميس 28 تشرين الثاني 2024

الاستخبارات الهولندية تكشف مخططاً لاغتيال رئيس الوزراء.. المشتبهون خططوا لاستهدافه أثناء مؤتمر صحفي



النهار الاخباىيه  


كشفت معلومات استخباراتية عن مخطط أعده مجموعة من الهولنديين لاغتيال رئيس وزرائهم مارك روت، خلال إلقائه مؤتمراً صحفياً، في أحدث تهديدات تنال المسؤول الذي قالت وسائل إعلام محلية الأسبوع الماضي، إنه مهدد بالخطف. 

فقد تعرض روته للاستهداف من قِبل عصابة مخدرات عقب مقتل صحفي ناشط واغتيال محامٍ عام 2019 في أعقاب محاكمة عصابة مافيا بارزة، وذلك حسبما نشرت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2021.

من المعروف عن روته (54 عاماً)، أنه يحب ركوب الدراجات والتجول في أرجاء مدينة لاهاي، لكنه الآن تحت حماية وحدة شرطة مسلحة للنخبة على مدار 24 ساعة، بعد تعرضه للرصد من "مراقبين" لهم علاقة بعصابات مخدرات.


تنصّت على المكالمات 


جهاز المخابرات العامة والأمن بهولندا تصنت على 9 أشخاص وسجّل محادثات ناقشوا في إحداها قتل مارك روته قبل أيام من اعتقالهم في 23 سبتمبر/أيلول بمدينة آيندهوفن، بحسب صحيفة The Times البريطانية الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021. 

بحسب الصحيفة، فإن جميع المشتبهين يحملون الجنسية الهولندية بين سن 18 و31 عاماً؛ 8 منهم مولودون في هولندا وواحد بأفغانستان.

ووفقاً لنص سُرِّب إلى محطة RTL الإذاعية، قال أحد المشتبهين: "إخواني، ببندقية كلاشينكوف هجومية من طراز AK، سنقتنصه هو وحراسه، في مؤتمر صحفي، كل ما نحتاجه هو ست رصاصات". 

إضافة إلى ذلك، تحدث المشتبه بهم عن قتل زعيمي أبرز الأحزاب اليمينية المتطرفة في البلاد، غيرت فيلدرز وتيري باوديت. 

قال أحد المشتبه بهم: "سأطلق النيران على رأسَي روته وفيلدرز، وبعد ذلك سيدخل اسمي في كتب التاريخ". 

كما اقترح مشتبه به آخَر اختطاف فيلدرز، الذي يعيش تحت حماية الشرطة منذ عام 2004، وتصوير إعدامه. وقال: "سنجعل غيرت فيلدرز يقول شيئاً ما، ثم بعد ذلك سأقطع رأسه في بث مباشر على فيسبوك".

من جانبه، قال فيلدرز، زعيم حزب الحرية المناهض للمسلمين، إنَّ التهديدات لم تنتهِ قط؛ مضيفاً: "هذا يقودني للجنون. لكني أكمل بقناعة كبيرة ضد أسلمة بلادنا. هذه هي مهمتي".

وفقاً لمصادر جهاز المخابرات العامة والأمن، فإن المشتبه بهم شاهدوا أيضاً مقاطع فيديو إعدام، وفيلم دعاية لتنظيم الدولة "داعش" يعطي تعليمات حول كيفية صنع القنابل. 

كما سجّل جهاز تنصّت مزروع في سيارة، المشتبه بهم وهم يغنون أغاني قتالية، وقد استأجروا مرآباً لاستخدامه صالة ألعاب رياضية للتدريب القتالي.

من جانبهم، رفض محامو الرجال تهم الإرهاب وقالوا إنَّ المشتبه بهم كانوا يمزحون في جلسات خاصة. 

حيث قال المحامي بيتر بلاسمان، الذي يمثل ثلاثة من المشتبه بهم، إنهم أجروا "محادثة سخيفة أثناء مشاهدة أحد الأفلام على منصة نتفليكس، وقالوا مثل هذه الأشياء لكنهم لم يضعوا أية خطط أو استعدادات". 

وأضاف المحامي بلاسمان أنَّ أياً من المشتبه بهم لم يُعتقَل من قبل، وكانوا سيذهبون إلى الشرطة ليشرحوا موقفهم لو أنهم أدركوا أنهم مشتبه بهم في تهم تتعلق بالإرهاب. 


تهديدات بالخطف 


يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت وسائل إعلام هولندية، بأن ثمة معلومات استخباراتية تتحدث عن مخطط "للاعتداء أو خطف" رئيس الوزراء مارك روته، الأمر الذي دعا الأجهزة الأمنية إلى زيادة إجراءات حمايته وتأمينه، على خلفية تلك التهديدات.

بينما لم يرِد أي بيان حكومي من أي جهة يؤكد أو يدحض تلك الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام، بهذا الخصوص. وقال المتحدث الرسمي: "نحن لا ندلي بتصريحات أبداً بشأن الأوضاع والتدابير الأمنية".

في حين يُعتقد أن روته يخضع مؤخراً لمراقبة العصابات بالتزامن مع اغتيالات لشخصيات عامة رائدة ومحاكمة رضوان التاغي، أحد أباطرة تجار المخدرات المزعومين.

إذ قالت صحيفة De Telegraaf الهولندية: "رُصد المراقبون بالقرب من روته. وقد يكون من بينهم مشتبهون تابعون لموكرو مافيا". وأخبرت مصادر أمنية صحيفة Het Parool بأن التهديد قد تحدد في مطلع الشهر الجاري (سبتمبر/أيلول)، وأنه أُخذ "على محمل الجد".

من جهتها، تعتقد مصادر أمنية وشرطية أن خطط قتل أو اختطاف روته مرتبطة بحملة مخدرات وإرهاب تهدف إلى زرع الخوف وزعزعة استقرار الدولة الهولندية. وقال أحد المصادر: "إن اغتيال أو خطف روته يتوافق مع الموقف".

يشار إلى أن روته كان قد شجب سابقاً عمليات الاغتيال بصفتها هجمات على المجتمع الهولندي وحرياته، متعهداً باتخاذ إجراءات جديدة في "معركة ستحقق فيها هولندا النصر". وأعلنت حكومته المؤقتة، مع استمرار محادثات الائتلاف عقب الانتخابات المنعقدة في مارس/آذار، الأسبوع الماضي، عن منح أكثر من 500 مليون دولار أمريكي لمكافحة الجريمة