السبت 5 تشرين الأول 2024

الاتحاد الأوروبي يبدأ معاقبة بيلاروسيا بسبب أزمة الحدود البولندية، يدرس ترحيل لاجئين لدول بينها مصر


النهار الاخباريه وكالات 

وجَّه الاتحاد الأوروبي انتقادات إلى رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، بدعوى تصرفه مثل "رجل عصابات" في الأزمة الإنسانية المتفاقمة على حدود بلاده مع بولندا، وبدأت الدول الأوروبية في اتخاذ إجراءات عقابية ضد بيلاروسيا.

صحيفة The Guardian البريطانية، أشارت الثلاثاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إلى أن الاتحاد الأوروبي يجري محادثات مع 13 دولة يمكن أن تكون محلاً لاستقبال الأشخاص الذين ترسلهم بيلاروسيا إلى الحدود، من بينها دول عربية.

فيما استمر مئات الأشخاص في الارتحال إلى الحدود، يوم الثلاثاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث أعلنت الحكومة البولندية أن ما بين 3 آلاف إلى 4 آلاف شخص قد استقروا في مخيم بدائي على الحدود، مقابل قرية كونيتشا.

انتقادات تلاحق بيلاروسيا
في أول رد على التطورات الطارئة، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والبالغ عددها 27 دولة، على تعليق جزئي لاتفاقية تيسير منح التأشيرات بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، الثلاثاء، وانتقدت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الحكومةَ البيلاروسية، لكونها "تتلاعب بحياة الناس في خدمة أغراض سياسية".

كما قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، إنه لمن غير المقبول أن تستخدم حكومة لوكاشينكو الناس كبيادق لها في لعبة سياسية، موضحاً: "هذا نهج غير إنساني وأسلوب شبيه حقاً بأساليب العصابات من نظام لوكاشينكو، أن يكذب على الناس على هذا النحو، إنه يسيء استغلال الناس ويُضللهم ويستجلبهم إلى بيلاروسيا، بناءً على وعد كاذب بدخولٍ سهل إلى الاتحاد الأوروبي".

لاجئون على الحدود مع بولندا/ رويترز
لاجئون على الحدود مع بولندا/ رويترز
من جانبها، أرسلت بولندا قرابة 11 ألف جندي إلى المنطقة الحدودية، وأنشأت منطقة عسكرية بعمق ثلاثة كيلومترات، وأقامت سياجاً من الأسلاك الشائكة، وأقرت الشروع في بناء جدار حدودي، كما أنها تفرض حالة طوارئ في المنطقة، مع تعتيم إعلامي.

في السياق نفسه، صوَّت البرلمان الليتواني، يوم الثلاثاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني، على إعلان حالة الطوارئ على حدودها مع بيلاروسيا، في المناطق التي حاول المهاجرون العبور منها، وفي معسكرات احتجاز المهاجرين في العاصمة وأماكن أخرى. ويمنح القرار الشرطةَ الليتوانية سلطات إضافية لطرد طالبي اللجوء، وتقييد محاولات السفر والتجمعات العامة بالقرب من الحدود.

بوتين يتضامن مع لوكاشينكو
في المقابل، أوردت وكالة الأنباء البيلاروسية Belta، أن لوكاشينكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدَّثا هاتفياً، يوم الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني، وأعربا عن قلقهما بشأن احتشاد القوات البولندية على الحدود.

قال لوكاشينكو: "إنهم يشعلون حرباً مع هؤلاء الأشخاص المساكين على حدود بولندا مع بيلاروسيا، ويحشدون طوابير الدبابات، من الواضح أن هذا إما تدريب أو ابتزاز، سوف نتصدى لهذه المحاولات بهدوء".

أضاف في تهديد مستتر، وربما يكون فارغاً، أن روسيا قد تضطر للتدخل، حيث قال: "نحن لا نتحرش بهم… لأننا نعلم أنه إذا، لا سمح الله، ارتكبنا خطأ ما، أو تعثرنا، فإن هذا سوف يجر روسيا على الفور إلى هذه الدوامة، وهي أكبر قوة نووية".

فيما اقترح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن يزود الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بمساعدات مالية لوقف تدفق اللاجئين، في إشارة إلى اتفاق مماثل سابق مع تركيا.

قوات سلوفينية تواجه اللاجئين بالغاز المسيل للدموع/ رويترز
قوات سلوفينية تواجه اللاجئين بالغاز المسيل للدموع/ رويترز
ترحيل اللاجئين لدول عربية
من جهة أخرى، قالت بروكسل إنها تجري محادثات مع 13 دولة، يمكن أن تكون محلاً لاستقبال الأشخاص الذين ترسلهم بيلاروسيا إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. 

هذه الدول هي الكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل ومصر وجورجيا وغينيا والعراق والأردن وكازاخستان ولبنان وباكستان وطاجيكستان وتركيا.

لكن بحسب ما ورد، فإن مينسك أصدرت تأشيرات خاصة تسمح للأشخاص بالسفر جواً إلى بيلاروسيا من العراق ودول أخرى في الشرق الأوسط.

قال الرئيس البولندي أندريه دودا: "النظام البيلاروسي يهاجم الحدود البولندية والاتحاد الأوروبي بطريقة لا مثيل لها… هذه أعمال عدوانية يجب التصدي لها، والوفاء بما تلزمنا إياه عضويتنا في الاتحاد الاروبي