الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

الأندية التركية تتحد لإغاثة منكوبي الزلزال..

النهار الاخبارية - وكالات 

اتحدت كبار الأندية في الدوري التركي، من أجل تقديم الدعم والعون لإغاثة منكوبي ومتضرري الزلزال "المدمر"، الذي هز 10 مناطق في جنوب البلاد قبل أيام.

وتحوّل التنافس الشديد والعداوة الرياضية إلى أعمال خير وجهود إغاثة، كلها من أجل التخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال، الذي دمّر مناطق بالكامل، وأودى بحياة عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك.

الأندية تتحد لإغاثة منكوبي زلزال تركيا
وحيّدت أندية غالطة سراي، متصدر الدوري في الموسم الجاري 2022-2023، وفنربخشة وبشكتاش وطرابزون سبور، خلافاتها وعملت معاً لمد يد العون للمحتاجين.

وفي لفتة رائعة، يناقش مسؤولو بشكتاش وفنربخشة وغالطة سراي وطرابزون سبور مسألة تصميم قميص مشترك، وطرحه للبيع في اجتماع رابطة الأندية.


وسيتم تخصيص عائدات بيع هذا القميص "الاستثنائي" للتبرع بها كاملة لصالح ضحايا الكارثة، وفقاً لصحيفة لموقع milliyet التركي.

وقال الموقع: "بعد كارثة الزلزال في كهرمان مرعش التي هزت 10 مقاطعات، شمّر عالم كرة القدم عن سواعده لتنفيذ مشاريع إغاثية مشتركة، وتم إعلان التعبئة في جميع أنحاء البلاد".

وأضاف: "عمل الخصوم اللدودون بشكل مشترك لدعم متضرري الزلازل بأفضل طريقة ممكنة، وشمّر عمالقة الرياضة التركية الأربعة عن سواعدهم لتنفيذ مشاريع مشتركة أخرى لضحايا الكارثة".

ويواصل بشكتاش عمله في إرسال المواد التموينية لمناطق الزلزال، عبر عشرات الشاحنات، بدعم واضح من جماهيره التي جمعت تبرعاتها في ملعب "فودافون بارك".

وأصدر النادي بياناً عبر موقعه الإلكتروني، قال فيه: "سنداوي الجراح التي سببها الزلزال معاً، تتغير احتياجات مواطنينا في تلك المناطق يوماً بعد يوم".

وأضاف: "من الأهمية بمكان أن يتم توجيه المساعدة نحو احتياجات مواطنينا، نذكركم بأننا نواصل قبول المواد التموينية والحاجات الأساسية في (فودافون بارك)، مثل حليب الأطفال، زجاجات الرضاعة، كريمات الحروق، قفازات العمال، أغطية الأسرّة، مناشف، فوط صحية".

فنربخشة يوفر خياماً للمتضررين
أما فنربخشة، فيعمل منذ الأيام الأولى على مساعدة المنكوبين، لكنه أكد من ناحيته أن الحاجة الأكثر إلحاحاً هي توفير الخيام.

وعلى الفوز باشر النادي وبالتنسيق مع حاكم المنطقة، العمل على إنشاء مدينة تحتوي على 100 خيمة، تضم مراحيض متنقلة، ودش متنقل، ثم تمت زيادتها فيما بعد إلى 200 خيمة للحاجة الماسة إليها.


كما يعمل النادي حالياً على توزيع الوجبات الساخنة والطازجة للمتضررين، بفضل وجود مطبخ متنقل، بدعم من جماهير فنربخشة.

من جهته حثّ غالطة سراي مشجعيه على إرسال تبرعاتهم، وإيداعها في حسابات النادي، الذي سيعمل بدوره على تجهيز الآلاف من خيم الإيواء، المجهزة بجميع لوازم الحياة.

أساطير متصدر الدوري في الموسم الحالي، لم تقف مكتوفة الأيدي، فها هو غوركي بوبيسكو، الذي طرح حذاءه الذي خاض به نهائي الدوري الأوروبي عام 2000 ضد أرسنال، وسدد به إحدى ركلات الترجيح ثم الفوز باللقب، للبيع في مزاد علني، وتخصيص عائداته لإغاثة المتضررين.

وقال بوبيسكو (55 عاماً): "ما زلت لا أستطيع التغلب على الصدمة، تركيا التي كانت موطني منذ سنوات ما زالت غالية جداً بالنسبة لي، هذا يجعلني حزيناً للغاية".

ريع مباراة طرابزون وبازل لمساعدة المنكوبين
وعندما جاء الدور على طرابزون سبور، ظهر رئيسه أحمد أغا أوغلو، ليعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تخصيص ريع مباراة الفريق ضد بازل السويسري في دوري المؤتمر الأوروبي، لمساعدة المنكوبين.

وقال آغا أوغلو: "لقد أظهرنا بوضوح شديدٍ أن طرابزون سبور ليس مجرد نادٍ لكرة القدم، بل هو واحد من المنظمات غير الحكومية التي تتولى المسؤولية الاجتماعية الأكثر أهمية في المنطقة".


وأضاف: "يوم الخميس 16 فبراير/شباط 2023 لدينا مباراة يجب أن نلعبها ضد بازل في دوري المؤتمرات، لقد قررنا التبرع بكل مداخيل هذه المباراة لمصلحة إدارة الكوارث والطوارئ؛ في محاولة منا لتضميد الجراح قدر الإمكان، نتوقع سخاء أكبر من جماهير طرابزون سبور المحترمين، وتحديداً حاملي التذاكر الموسمية".

في هذه الأثناء، وصف الصحفي التركي إيركان غوفين شاحنة محملة بالمواد الإغاثية، وضعت عليها شعارات غالطة سراي وفنربخشة وبشكتاش، جنباً إلى جنب، بأنها "مثل الحلم".

وقال غوفين: "هذه الأمة (الأندية) رائعة، والرياضة وكرة القدم رائعة في جزء كبير منها، كم أنا سعيد".

شاحنات إغاثية
من جانبه يستمر نادي إسطنبول باشاك شهير، في إرسال شاحنات الإغاثة للمناطق المنكوبة، فجهز شاحنتين جديدتين؛ إحداهما في الطريق إلى آدي يامان، والأخرى ستتجه إلى ملاطية.

وارتفع عدد الضحايا إلى 31 ألفاً و643 قتيلاً (حصيلة غير نهائية) وفق ما أعلنته هيئة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، وذلك في زلزال كهرمان مرعش، الذي اعتبره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أقوى بثلاثة أضعاف من الزلزال الذي ضرب البلاد عام 1999.