الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

الأمم المتحدة تدعو تونس لوقف طرد اللاجئين “فوراً”

النهار الاخبارية - وكالات 

دعت الأمم المتحدة، الثلاثاء 1 أغسطس/آب 2023، إلى "وقف فوري لطرد" المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء من تونس إلى الحدود مع ليبيا والجزائر، حيث مئات المهاجرين عالقون بلا طعام ولا مياه تحت أشعة شمس حارقة.

 وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية: "نشعر بقلق بالغ إزاء طرد المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء من تونس إلى الحدود مع ليبيا وكذلك الجزائر". 

أضاف أن "العديد من المهاجرين لقوا حتفهم على الحدود مع ليبيا، ويقال إن المئات، بمن فيهم النساء الحوامل والأطفال، ما زالوا عالقين هناك في ظروف قاسية للغاية مع قلة فرص الحصول على الطعام والماء". 

مطالبات بنقلهم لمواقع آمنة
ودعا المسؤول الأممي إلى "النقل العاجل لمن تقطعت بهم السبل على طول الحدود إلى مواقع آمنة؛ حيث يمكن حمايتهم والحصول على ما يكفي من الماء والغذاء والمأوى والرعاية الطبية". 

واختتم حق حديثه قائلاً إنه "يجب حماية جميع المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء ومعاملتهم بكرامة، والاحترام الكامل لحقوقهم الإنسانية بغض النظر عن وضعهم، بما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان واللاجئين". 

ولم يصدر تعليق فوري من السلطات التونسية على تصريحات المتحدث الأممي، غير أن تونس رفضت، في بيان لوزارة الداخلية، الأسبوع الماضي، اتهامات موجهة إليها بالإساءة للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، يجري تداولها في منصات التواصل الاجتماعي. 

جاء ذلك في معرض رد تونس على دعوة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، إلى إيجاد حل عاجل للمهاجرين غير النظاميين العالقين على الحدود التونسية الليبية. 

قلق أممي
وأعربت المنظمتان في بيان مشترك، الخميس 27 يوليو/تموز 2023، عن قلقهما إزاء سلامة وصحة مئات المهاجرين غير النظاميين واللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في ظروف صعبة بعد أن أُرسلوا إلى تونس. 

وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، مقاطع مصورة تظهر أوضاعاً إنسانية صعبة يواجهها مهاجرون غير نظاميين من جنوب الصحراء على الحدود التونسية الليبية. 

وسبق أن شدد الرئيس التونسي قيس سعيد، على رفض أن تكون بلاده أرض عبور أو توطين للمهاجرين غير النظاميين من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء، مع تأكيد الاعتزاز بالانتماء الإفريقي.

محاصرون في الصحراء
ولا يزال مئات المهاجرين متروكين لمصيرهم في منطقة عازلة على الحدود بين تونس وليبيا، دون طعام ولا مياه تحت أشعة شمس حارقة، وفق ما ذكره تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، الأربعاء 26 يوليو/تموز، وقالت إن من بين المهاجرين، في منطقة رأس جدير، نساء حوامل وأطفالاً.

حيث أقام نحو 140 مهاجراً من إفريقيا جنوب الصحراء، قالوا إنّهم في المنطقة منذ ثلاثة أسابيع، مخيّماً مؤقتاً على حافة مستنقع ملحي، على بُعد 30 متراً من حاجز رأس جدير الحدودي الليبي (شمال). 

فيما يحاول رجال ونساء وأطفال تحمُّل الحر الشديد نهاراً والبرد ليلاً، بلا مياه أو طعام أو وسيلة للاحتماء من أشعة الشمس والرياح.

يشار إلى أنه إثر صدامات أودت بحياة مواطن تونسي، في الثالث من يوليو/تموز، طُرد عشرات المهاجرين الأفارقة من صفاقس، ونُقلوا إلى مناطق حدودية مع ليبيا والجزائر في ظروف إنسانية صعبة، أدت إلى وفاة بعضهم في الصحراء القاحلة، خاصة على الحدود التونسية الليبية.

وتشهد تونس، منذ فترة، تصاعداً لافتاً في وتيرة الهجرة غير النظامية إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، خصوصاً باتجاه سواحل إيطاليا، على وقع تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية في البلد الإفريقي ودول إفريقية أخرى، لا سيما جنوب الصحراء.​​​​​​​