الجمعة 15 تشرين الثاني 2024

الأراضي الزراعية بأمريكا “ساحة حرب” جديدة بين واشنطن وبكين..

النهار الاخبارية - وكالات 

قال موقع "The Hill" الأمريكي إن الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة باتت ساحة حرب جديدة بين واشنطن وبكين، وأشارت إلى أن البيانات الفيدرالية تؤكد أن المستثمرين الصينيين يملكون حوالي 0.3٪ من الأراضي الزراعية الأمريكية.

الموقع الأمريكي قال، في تقرير له الأربعاء، 24 مايو/أيار 2023، إن شراء أراضيهم أصبح قضية رئيسية؛ حيث يكثف السياسيون على مستوى الولاية والمستوى الفيدرالي معركتهم ضد التهديدات المتصورة من الصين.

حسب الموقع، فإنه في الشهرين الماضيين، أقر المشرعون في أكثر من 20 ولاية، أو نظروا في تشريعات تقيّد مشتريات الصين من الأراضي الزراعية الأمريكية. 

بينما أشار إلى وعد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بأنه إذا استعاد البيت الأبيض، فسيمنع المستثمرين الصينيين من شراء الأراضي الزراعية الأمريكية والبنية التحتية الحيوية الأخرى، ويفرض بيع ممتلكاتهم الحالية. 

كما قال ترامب في فيديو حملته الانتخابية السابقة: "تنفق الصين تريليونات الدولارات للاستحواذ على جواهر التاج لاقتصاد الولايات المتحدة، لحماية بلدنا، نحتاج إلى سنّ قيود جديدة صارمة على الملكية الصينية لأي بنية تحتية حيوية في الولايات المتحدة، بما في ذلك الطاقة والتكنولوجيا والاتصالات والأراضي الزراعية".

منع الأراضي الزراعية الأمريكية على الصينيين
بينما وقع حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس (يمين)، عدة مشاريع قوانين هذا الشهر تحظر على المواطنين الصينيين شراء أراضٍ في الولاية. 

كما أنه في الشهر الماضي، أقرّ مجلس النواب في نورث كارولينا مشروع قانون من شأنه أن يمنع حكومات "الخصوم الأجانب" من شراء الأراضي الزراعية، وكذلك أي أرض تقع في نطاق 25 ميلاً من منشأة عسكرية. 

فيما أقرّ مجلس شيوخ تكساس الشهر الماضي مشروع قانون يحظر على مواطني الصين شراء العقارات، مع استثناءات معينة. ويدفع المشرعون على المستوى الفيدرالي أيضاً بالتشريعات لمنع الصين من شراء الأراضي الزراعية. 


حيث قدمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين مشروع قانون، يُعرف باسم قانون PASS ، يحظر على مواطني الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية شراء الأراضي الزراعية الأمريكية، أو الاستثمار في الأعمال الزراعية الأمريكية. 

بينما وافق مجلس النواب بسهولة على تعديل قانون الطاقة الذي قدمه الجمهوريون في أواخر مارس/آذار الماضي، يحظر على الحزب الشيوعي الصيني شراء الأراضي الزراعية الأمريكية أو الأراضي المستخدمة للطاقة المتجددة.

هل يهدد الأمن القومي الأمريكي؟
زادت ملكية الصين للأراضي الزراعية الأمريكية 5 أضعاف خلال العقد الماضي، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، من 69000 فدان عام 2011، إلى ما يقرب من 384000 فدان عام 2021. وهذا يمثل حوالي 1% من 3% من جميع الأراضي الزراعية الأمريكية مملوكة من قبل رعايا أجانب. 

لم يكن معدل هذه الزيادة متساوياً، حيث جاء جزء كبير من الزيادة من عملية شراء واحدة عام 2013، عندما اشترت شركة WH Group الصينية Smithfield Foods، أكبر منتج للحوم الخنازير في الولايات المتحدة. 

بعد ذلك، ظلت مساحة الأراضي الزراعية الأمريكية المملوكة للمستثمرين الصينيين راكدة إلى حد كبير حتى عام 2019. وزادت الأراضي المملوكة للصين بأكثر من 136 ألف فدان بين عامي 2019 و2021، لكن هذا كان بالكامل تقريباً من عمليات الاستحواذ التي قامت بها الشركات الأمريكية مع المساهمين الصينيين.

فيما سعت الأغلبية الجمهورية الجديدة في مجلس النواب إلى جعل الصين محور تركيز، وإنشاء لجنة مختارة حول "المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والحزب الشيوعي الصيني".

أحد الجمهوريين في اللجنة، النائب دان نيوهاوس، قد قدم مراراً وتكراراً تشريعات تمنع الحكومة الصينية من شراء الأراضي الزراعية الأمريكية. وقال في الجلسة الأولى للجنة في أواخر فبراير/شباط: "لطالما قلت إن الأمن الغذائي هو الأمن القومي بالمعنى الحرفي للكلمة".

بينما وافق مستشار الأمن القومي السابق لترامب، إتش آر ماكماستر، الذي أدلى بشهادته في جلسة الاستماع، على أن هذه المسألة مدعاة للقلق. وقال إن الحكومة الصينية منخرطة في جهود منسقة لجعل الزراعة الأمريكية معتمدة على الصين.