الجمعة 27 أيلول 2024

اشتباكات بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” تهدد الهدنة..

النهار الاخبارية - وكالات 

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء 24 مايو/أيار 2023، اشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، ما يهدد بانهيار اتفاق لوقف إطلاق بين الجانبين، اللذين تبادلا الاتهامات بخرق الهدنة، فيما أعلن الجيش السوداني أن طائرة حربية له سقطت بعد حدوث عطل فيها، في حين قالت قوات "الدعم السريع" إنها أسقطتها.

وكالة رويترز نقلت عن شهود في الخرطوم، قولهم إن اشتباكات وقعت في عدة مناطق بالعاصمة بعد ظهر اليوم الأربعاء، وتحدثوا أنهم رأوا أعمدة دخان أسود تتصاعد إلى السماء في غرب وسط الخرطوم، كما سُمع دوي قصف بالقرب من معسكر للجيش في جنوب المدينة.

كذلك سمعت أصوات اشتباكات ونيران مدفعية في بحري، إحدى المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم، وفي وقت سابق، أبلغ سكان عن قصف مدفعي قرب قاعدة وادي سيدنا العسكرية في ضواحي أم درمان.

هذا التصعيد من شأنه أن يهدد الاتفاق الهش على الهدنة الذي تم التوصل إليه يوم السبت 20 مايو/أيار 2023، بعد محادثات بوساطة سعودية وأمريكية في جدة، ولم تنجح إعلانات سابقة لوقف إطلاق النار في وقف القتال.

من جانبهما، تبادل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، وقال الجيش في بيان، إن قوات "الدعم السريع" قامت بـ"انتهاك الهدنة المعلنة منذ بدايتها يوم الإثنين الموافق 22 مايو/أيار 2023، طبقاً لاتفاق جدة، بالهجوم على مدينتي الجنينة وزالنجي (غرب) ومواصلة احتلال المستشفيات وآخرها مستشفى أحمد قاسم (بالعاصمة الخرطوم)، واستمرار محاولات حصار مدينة الأبيض (جنوب)".

من جانبها، ذكرت قوات "الدعم السريع" في بيان، أن الجيش "خرق الهدنة الإنسانية المعلنة وقام بالهجوم على قواتنا في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري".

أضاف البيان: "استخدمت قواتنا حق الدفاع عن النفس وعن مواقع تمركزها، واستطاعت صد هجوم في منطقة شارع الغابة (وسط الخرطوم) والاستيلاء على 3 دبابات وتدمير أخرى، فيما لا تزال عمليات الحصر مستمرة لخسائر القوات المعتدية".

سقوط طائرة حربية
إلى جانب تبادل الاتهامات، قدم كل من الجيش وقوات "الدعم السريع" رواية مختلفة حول طائرة حربية تابعة للجيش، سقطت الأربعاء 24 مايو/أيار 2023، في مدينة أم درمان.

الجيش السوداني قال إن طائرة "سقطت نهار اليوم (الأربعاء) إثر عطل فني في المحرك، وتمكن الطياران من مغادرتها بسلام"، في حين قالت قوات "الدعم السريع": "في أم درمان (غربي العاصمة) هاجم الطيران مواقع قواتنا بالخرطوم وتم إسقاط طائرة ميغ".

بدورهم، أكد شهود في أم درمان سقوط الطائرة الحربية للجيش، ونشرت قوات "الدعم السريع" مقاطع مصورة قالت إنها لسقوط الطائرة الحربية. 

ويدور القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، وأدى إلى تفاقم أزمة إنسانية وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، كما يهدد بزعزعة استقرار المنطقة الأوسع.

شهد الصراع بين الجانبين ضربات جوية متواصلة واشتباكات، تركت كثيراً من السكان يواجهون صعوبة في النجاة، في ظل انقطاع المياه والكهرباء لفترات طويلة وانهيار في الخدمات الصحية وانتشار الفوضى والنهب.

كان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قد وصف الوضع في السودان بأنه "مفجع"، وقال إن هناك شهادات "مقلقة للغاية" عن وقوع عنف جنسي في الخرطوم ودارفور، حيث جرى الإبلاغ عن 25 حالة على الأقل، مضيفاً أن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.

بدورها، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من مليون نزحوا داخل السودان حتى الآن وفر 319 ألفاً إلى دول مجاورة، بعضها يعاني من الفقر ولديه تاريخ من الصراعات الداخلية.