الثلاثاء 24 أيلول 2024

”إيكواس” تحدد موعداً لاجتماع قادتها العسكريين لوضع “خطط التدخل العسكري المحتمل”

النهار الاخبارية - وكالات 

قررت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، الجمعة 11 أغسطس/آب 2023، عقد اجتماع جديد لقادة جيوش الدول الأعضاء خلال أيام؛ من أجل "إعداد خطط لتدخل عسكري محتمل" في النيجر، في الوقت نفسه تظاهر الآلاف من أنصار المجلس العسكري في النيجر، أمام القاعدة العسكرية الفرنسية بالعاصمة نيامي؛ تنديداً بالضغط الإفريقي والفرنسي على الانقلابيين.

قال متحدث باسم "إيكواس" (لم تحدد هويته) في تصريحات صحفية، إن "قادة جيش غرب إفريقيا سيجتمعون  لإعداد خطط لتدخل عسكري محتمل في النيجر". وكانت وسائل إعلام قد تداولت أن القادة الإفريقيين سيجتمعون السبت؛ ما دفع متحدث "إيكواس" إلى التوضيح للصحفيين أن "الاجتماع سيكون الأسبوع المقبل وليس غداً".

اجتماع لـ"إيكواس" لإقرار التدخل العسكري في النيجر
يأتي ذلك غداة قمة لقادة "إيكواس" في العاصمة النيجيرية أبوجا، خلصت في بيانها الختامي، إلى "عدم استبعاد أي خيار لحل أزمة النيجر وضمن ذلك استخدام القوة باعتباره ملاذاً أخيراً".

وفي السياق ذاته، كشف مسؤول نيجيري وآخر من كوت ديفوار، للصحفيين، أن الاجتماع المرتقب سيُعقد في 19 أغسطس/آب 2023 في غانا.

وفيما لم تُذكر تفاصيل أكثر بشأن الاجتماع وقوام القوة العسكرية للتدخل المحتمل في نيامي، كشف رئيس كوت ديفوار الحسن وتارا، أن بلاده "ستساهم بكتيبة من 850 إلى 1100 عسكري"، وأن نيجيريا وبنين ودولاً أخرى ستشارك أيضاً، دون مزيد توضيح.

وكانت "إيكواس" منحت في 30 يوليو/تموز 2023 المجلس العسكري بالنيجر مهلة انتهت الأحد الماضي، للإفراج عن الرئيس محمد بازوم وإعادته للحكم، بعدما أطاح به انقلاب عسكري في الـ26 من الشهر نفسه.

مظاهرات في النيجر ضد فرنسا
في سياق متصل، تظاهر الآلاف من أنصار المجلس العسكري في النيجر، الجمعة، أمام القاعدة العسكرية الفرنسية بالعاصمة نيامي، تنديداً بالضغط الإفريقي والفرنسي على الانقلابيين.

ونقلت وسائل إعلام محلية وإفريقية وفرنسية، بينها "فيرست نيجر" و"لو ديريكت إينفو" و"تريبون أويست" و"فرانس 24″، مقاطع مصورة ظهر فيها الآلاف من المواطنين النيجريين وهم يحتشدون أمام القاعدة الفرنسية في نيامي.

وردد المتظاهرون شعارات منددة بالتدخل الغربي في الشأن الداخلي لبلادهم، خصوصاً الفرنسي، وضغوط المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وهتفوا: "فلتسقط فرنسا، فلتسقط إيكواس".

ويعتبر كثيرون في النيجر أن فرنسا، المستعمر السابق لبلادهم، لا يحق لها التدخل في قراراتهم السيادية، ويقولون إن الانقلابيين تحركوا للتخلص من نفوذ باريس في بلادهم وسيطرتها على مقدّراتهم.

كما يعتبرون أن "إيكواس" تمثل أداة بيد فرنسا، وليس مخوّلاً لها التدخل في الشأن الداخلي للنيجر؛ لكونها دولة ذات سيادة.

وكانت دعوات قد أطلقت في وقت مبكر من صباح الجمعة، للتظاهر في العاصمة نيامي دعماً للانقلابيين ومناهضةً لقرارات إيكواس وتهديدها بالتدخل العسكري لتنحية العسكريين عن السلطة.

يأتي ذلك غداة قمة لقادة "إيكواس" في العاصمة النيجيرية أبوجا، خلصت في بيانها الختامي، إلى "عدم استبعاد أي خيار لحل أزمة النيجر وضمن ذلك استخدام القوة باعتباره ملاذاً أخيراً". 

وقبيل انعقاد القمة، كشف الجنرال عبد الرحمن تياني، الذي قاد الانقلاب العسكري، النقاب عن مجلس وزراء انتقالي مكون من 21 وزيراً، بينهم ضباط جيش ومدنيون.​​​​​​​

قلق أوروبي على مصير محمد بازوم
في الوقت نفسه أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة، عن "قلق عميق" بشأن ظروف احتجاز رئيس النيجر المعزول محمد بازوم.

وقال بوريل في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "يكرر الاتحاد الأوروبي الإعراب عن قلقه العميق إزاء احتجاز الرئيس محمد بازوم وأسرته في ظروف متدهورة". وذكر أن المحتجزين "وفق آخر المعلومات، حُرموا من الطعام والكهرباء والرعاية الصحية لعدة أيام".

وتابع بوريل: "ندعو مرة أخرى إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم"، ولفت إلى أن بازوم "كرّس حياته للعمل على تحسين الحياة اليومية للنيجريين"، معتبراً أنه "لا يوجد مبرر لمثل هذه المعاملة".

أمريكا تتوعد بمحاسبة المجلس العسكري في النيجر
في حين توعّد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بمحاسبة المجلس العسكري في النيجر على سلامة الرئيس المحتجز محمد بازوم، وأعلن دعمه قرارات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس".

وقال بلينكن في بيان نشرته الخارجية الأمريكية على موقعها، الجمعة: "تنضم الولايات المتحدة إلى إيكواس في الدعوة إلى استعادة النظام الدستوري في النيجر".

وأضاف: "تقدّر الولايات المتحدة تصميم إيكواس على استكشاف جميع الخيارات من أجل الحل السلمي للأزمة، الديمقراطية هي أفضل أساس للتنمية والتماسك الاجتماعي والاستقرار في النيجر".

وكرّر بلينكن "إدانة الاعتقال غير القانوني للرئيس محمد بازوم وعائلته وأعضاء الحكومة، والظروف غير المقبولة التي يتم احتجازهم في ظلها"، ودعا إلى "الإفراج الفوري عنهم".

وشدد على أنه "على غرار إيكواس، ستحاسب الولايات المتحدة مجلس حماية الوطن (العسكري الانقلابي) على سلامة وأمن الرئيس بازوم وعائلته وأعضاء الحكومة المحتجزين".

وبحسب بيانات سابقة، تواصل بلينكن هاتفياً مع بازوم بشكل يومي تقريباً، وأكد له مراراً إصرار الولايات المتحدة على عودة النظام الدستوري ودعمها الإفراج الفوري عن الرئيس المحتجز وإعادته إلى منصبه.

جدير بالذكر أن رئيس وزراء النيجر المعزول أحمدو محمدو، سبق أن قال في لقاء تلفزيوني إن بازوم محتجز مع زوجته وابنه دون كهرباء أو مياه جارية.

يذكر أنه منذ 26 يوليو/تموز 2023 تعتقل عناصر من فوج الحرس الرئاسي بقيادة الجنرال عبد الرحمن تياني، الرئيس بازوم، ومساء اليوم نفسه أعلن الجيش استيلاءه على السلطة، ما قوبل باستنكار دولي ودعوات إلى إعادة أول رئيس منتخب ديمقراطياً للبلاد إلى منصبه.