الأحد 29 أيلول 2024

إيطاليا تحمّل روسيا مسؤولية زيادة عدد قوارب المهاجرين عبر البحر المتوسط

النهار الاخبارية - وكالات 

قالت الحكومة الإيطالية، الإثنين 13 مارس/آذار 2023، إن مجموعة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة مسؤولة عن زيادة أعداد قوارب المهاجرين التي تحاول عبور البحر المتوسط، في إطار ما قالت إنه استراتيجية من موسكو للانتقام من دول تدعم أوكرانيا.

وقال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو، في بيان: "أعتقد أن الزيادة الهائلة في ظاهرة الهجرة انطلاقاً من الشواطئ الإفريقية هي أيضاً إلى حد كبير، جزء من استراتيجية واضحة للحرب متعددة الأساليب التي تنفذها فاغنر، مستغلةً نفوذها في بعض الدول الإفريقية". 

وأظهرت أرقام وزارة الداخلية أن نحو 20 ألفاً وصلوا إلى إيطاليا حتى الآن هذا العام مقارنة بوصول 6100 في الفترة نفسها من عام 2022، في حين تشكل قضية الهجرة ضغوطاً على الحكومة اليمينية الإيطالية.

في المقابل، تواجه قوات فاغنر اتهامات بأن لها أنشطة في عدة دول إفريقية، من ضمنها ليبيا ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، كما تقود المجموعة محاولة روسيا الاستيلاء على مدينة باخموت الأوكرانية. 

مساعدة الناتو
في السياق، دعا الوزير الإيطالي حلفاء بلاده في حلف شمال الأطلسي إلى مساعدة إيطاليا على التصدي لمشكلة ارتفاع أعداد المهاجرين الذين يصلون إليها. 

وقال إن "حلف شمال الأطلسي يصبح أقوى إذا تم تقاسم المشكلات الناجمة عن الخيارات الجماعية.. لكنه معرض لخطر الانهيار إذا تركت البلدان الأكثر عرضة لشتى أشكال الانتقام بمفردها". 

فيما أدلى وزير الخارجية أنطونيو تاجاني، أيضاً بتصريحات مماثلة، إذ قال خلال زيارة لإسرائيل، لوكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، إنه من المقلق أن العديد من المهاجرين جاءوا من مناطق "تسيطر عليها مجموعة فاغنر".

غرق قوارب المهاجرين
ويأتي ذلك فيما تواجه إيطاليا انتقادات بعد فقدان 30 مهاجراً، إثر انقلاب قارب أبحر من ليبيا، إذ قال خفر السواحل الإيطالي إنه جرى إنقاذ 17 مهاجراً من وسط البحر المتوسط، الأحد 12 مارس/آذار الجاري، فيما لا يزال 30 آخرون في عداد المفقودين.

وجاءت المأساة بعد غرق قارب، في 26 فبراير/شباط 2023، على مقربة من منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا، وهو الحادث الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 79 شخصاً، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.

مبادرة (هاتف الإنذار) الخيرية التي تستقبل اتصالات قوارب المهاجرين، توقعت أن يكون المفقودون الثلاثون قد لقوا حتفهم، وحمَّلت إيطاليا المسؤولية عن ذلك بسبب الإحجام عن إرسال خفر السواحل رغم إبلاغهم عدة مرات يوم السبت الماضي، أن القارب يواجه مشكلة.

أضافت المبادرة في بيان لها، الأحد 12 مارس/آذار 2023: "من الواضح أن السلطات الإيطالية كانت تحاول التهرب من نقل الأشخاص إلى إيطاليا، وتلكأت في التدخل حتى يصل ما يسمى بخفر السواحل الليبي وإعادة الناس قسراً إلى ليبيا".

ضغوط على الحكومة اليمينية
الانتقادات التي تواجهها إيطاليا في القضية المتعلقة بإنقاذ المهاجرين، تزيد الضغوط على الحكومة اليمينية التي تولت مهامها في أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعدما تعهدت بالحد من تدفق المهاجرين.

من جانبها، تأمل رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني اليمينية أن يسفر اجتماع الاتحاد الأوروبي المقرر عقده في وقت لاحق من هذا الشهر، عن تضامن ملموس من زملائها قادة دول الاتحاد الأوروبي، في إدارة الأعداد الكبيرة من المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يأتون إلى البلدان الواقعة على حافة البحر المتوسط​، وضمن ذلك اليونان وقبرص ومالطا وإسبانيا وكذلك إيطاليا.

يُشار إلى أنه منذ بداية العام الحالي وحتى 10 مارس/آذار 2023، وصل نحو 17600 مهاجر، من ضمنهم بضعة آلاف نزلوا بالموانئ الإيطالية في الأيام العديدة الماضية.

يُقدَّر هذا بنحو ثلاثة أضعاف عدد المهاجرين خلال الفترة الزمنية نفسها في كل من العامين السابقين، على الرغم من أنَّ جائحة "كوفيد-19" ربما أدت إلى عدد أقل من الرحلات.