النهار الاخبارية - وكالات
تدخلت الإدارة الأمريكية، الأحد 12 مارس/آذار 2023، بسلسلة من تدابير الطوارئ، لتعزيز الثقة في القطاع المصرفي، بعدما أنذر إفلاس "بنك سيليكون فالي" (بنك وادي السيليكون)، بإثارة أزمة ممنهجة على نطاق أوسع، وذلك في وقت أعلنت الجهات التنظيمية في نيويورك إغلاق بنك "سيجنتشر" بسبب إفلاسه.
الجهات التنظيمية الأمريكية، قالت إن عملاء بنك وادي السيليكون المفلس سيتمكنون من الوصول إلى ودائعهم، بدءاً من اليوم الاثنين 13 مارس/آذار 2023، كما أنشأت الجهات التنظيمية منشأة جديدة، حتى يمكن للمصارف الحصول على تمويلات الطوارئ.
كذلك اتخذ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) قراراً للتيسير على البنوك للاقتراض منه في حالات الطوارئ.
يأتي هذا فيما تحركت الجهات التنظيمية بسرعة أيضاً لإغلاق بنك "سيجنتشر" الذي يتخذ من نيويورك مقراً له، والذي تعرض للضغوط خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك في ثاني حالة إفلاس لبنك في غضون أيام.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأحد 12 مارس/آذار 2023، إن وزيرة الخزانة، ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني، عملا بدأب مع الجهات التنظيمية في قطاع المصارف للتصدي للمشكلات في البنكين.
أضاف بايدن في بيان: "يمكن للشعب الأمريكي وللشركات الأمريكية الوثوق بأن ودائعهم المصرفية ستكون موجودة حينما يحتاجون إليها".
بايدن تعهد أيضاً بمحاسبة الأشخاص المسؤولين عن إفلاس بنك وادي السيليكون، وبنك "سيغنِتشر"، وقال: "أنا ملتزم بشدة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى ومواصلة جهودنا لتعزيز الرقابة والتنظيم للبنوك الكبرى حتى لا نجد أنفسنا في هذا الموقف مرة أخرى".
تُشير إدارة الخدمات المالية في ولاية نيويورك، إلى أن الودائع لدى بنك "سيجنتشر" بلغت حوالي 88.59 مليار دولار في المجمل، وذلك حتى يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 2022.
تسبب تدخل الجهات التنظيمية الأمريكية، في جعل سيليكون فالي والأسواق العالمية تتنفس الصعداء، ورفع المستثمرون عقود الأسهم الآجلة في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الأمريكي، بنسبة 1.2%، كما ارتفعت عقود مؤشر ناسداك الآجلة 1.3%.
بدوره، قال كارل سكاموتا كبير خبراء استراتيجيات السوق في شركة كورباي بتورنتو: "نعتقد أن الخطوات التي اتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) ووزارة الخزانة والمؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع ستكسر بلا شك حلقة مفرغة نفسية على مستوى قطاع المصارف الإقليمي".
يسلط تدخل حكومة بايدن الضوء على تأثر النظام المالي والأسواق العالمية بحملة قاسية، يقودها البنك المركزي الأمريكي وبنوك مركزية رئيسية أخرى لكبح التضخم.
وبحسب المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، فإن نحو 89% من ودائع بنك وادي السيليكون، والبالغة 175 مليار دولار، كانت غير مؤمن عليها حتى نهاية 2022.
في هذا الصدد، قالت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية، وجيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، ومارتن جروينبرج رئيس المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، إنه سيتم تعويض جميع المودعين، بما في ذلك من تخطت ودائعهم الحد الأقصى للتأمين الحكومي.
يُشار إلى أن إغلاق بنك "وادي السيليكون" لا يمثل أكبر عملية إفلاس مصرفي منذ إغلاق بنك "واشنطن ميوتشوال" للادخار في عام 2008 فحسب، بل أيضاً يمثل ثاني أكبر إفلاس لبنك بالتجزئة في الولايات المتحدة.