النهار الاخبارية - وكالات
التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الخميس 11 مايو/أيار 2023، مجموعة من الشباب الأتراك في المكتبة الوطنية بالمجمع الرئاسي، وأجاب عن أسئلتهم التي تطرقت إلى مواضيع حساسة قبل أيام قليلة من يوم الاقتراع التاريخي الذي ينتظر البلاد.
شملت الأسئلة التي وجهها الشباب مواضيع حساسة مثل اتهامات باعتقال سياسيين وصحفيين، والأزمة الاقتصادية والتضخم والغلاء في الأسعار، وإيجارات المنازل التي تضاعفت في الأشهر الأخيرة عدة مرات.
لدى سؤاله عن مزاعم بوجود عدد كبير من الصحفيين في السجون وضياع حرية الصحافة بتركيا، قال أردوغان: "لا يوجد عدد كبير من الصحفيين في السجون كما يزعم حتى الآن".
أضاف: "دعهم يعطون أسماء الصحفيين المعتقليين بجدية، إذا كان هناك بالفعل مثل هذا الموقف".
وقال أردوغان: "أنا رئيس دخلت السجن بسبب جريمة رأي، أمضيت نحو 4 أشهر و10 أيام في السجن عندما كنت رئيس البلدية، لماذا حكموا علي بهذا الحكم؟ قرأت قصيدة في كتاب وزارة التربية الوطنية! لقد أخذوني لأنني قرأت هذه القصيدة. لم أطلق النار على أحد، ولم أقتل أحداً، أنا فقط قرأت قصيدة، لهذا السبب".
وقال أردوغان: "إن ممن يدعون أنهم صحفيون معتقلون، أعضاء في تنظيم بي كي كي الإرهابي متهمون بتهريب الأسلحة وجرائم مماثلة، ولا علاقة لهم بالصحافة".
وعن الاقتصاد أجاب الرئيس التركي حين سئل عن فريق مرشح المعارضة كليجدار أوغلو الاقتصادي: "عندما أفكر فيمن يتكون الفريق الاقتصادي لتحالف الأمة المعارض، خلف الأبواب المغلقة، في الفنادق، يلتقي بالممثلين من صندوق النقد الدولي، للاقتراض، لماذا يجب أن نقترض من صندوق النقد الدولي؟ هل أنا كليجدار أوغلو؟".
وأضاف أردوغان: "تعهد كليجدار أوغلو بتقديم 300 مليار دولار من أسماك القرش في لندن، لن نلجأ إلى مثل هذا الشيء أبداً".
قال أردوغان: "قد أنهينا علاقاتنا مع صندوق النقد الدولي، ونحن نقف بمواردنا الخاصة، ولسنا بحاجة إلى قروض في الوقت الحالي"، مشيراً كذلك إلى أن "احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط والقدرة عالية جداً جداً. نأمل ألا نكون في حاجة ماسة إلى الخارج للغاز الطبيعي أو النفط".
وعن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في المتاجر بشكل مضاعف، وجهت إحدى الفتيات سؤالها للرئيس التركي فأجاب: "الأسعار قد ارتفعت منذ فترة، نحاول بكل الجهود تجاوز هذه الأزمة، ولكن بعد الانتخابات سنقف على أرضية مختلفة تماماً، حيث سنحاسب المتجاوزين من خلال القضاء".
فيما قال أردوغان: "هل ترون وعود تحالف الأمة مقنعة؟ هل تجدون هذه الوعود قابلة للتصديق؟ لم أر قط أياً من وعودهم قابلة للتصديق، لأن كل شيء مبني على الأكاذيب".
وشملت أجوبة الرئيس التركي أمثلة تفصيلية عن واقع البلديات التي تقودها أحزاب المعارضة وعن واقع الخدمات فيها، مقابل ما تقدمه بلديات "العدالة والتنمية".
كما قدم الرئيس التركي وعوداً للشباب بتجاوز هذه الأزمات تباعاً بعد الانتخابات.
وعن اللاجئين والذي يشكل ملفاً رئيسياً لمرشحي المعارضة، قال أردوغان: "كدولة 99% من سكانها مسلمون، هناك شعب سوري يقاتل من أجل الحياة والموت مع المنظمات الإرهابية، حتى الآن، بنينا أكثر من 100 ألف منزل في شمال سوريا لهم، ونتيجة لذلك بدأ المهاجرون إلى هذه المنازل تدريجياً".
لكن أردوغان استدرك: "لكن أن أعطي وعوداً بأن أعيدهم إلى بلادهم، أنا شخصياً لا أؤيد ذلك سيكون هذا اضطهاداً".
وأكمل: "هناك أطباء ومهندسون وحقوقيون بين اللاجئين السوريين الذين أتوا إلى تركيا، فهل يعقل أن نطردهم؟ هذا تصرف غير إنساني ولا أخلاقي، والأهم من كل ذلك ليس إسلامياً".
فيما لفت أردوغان إلى أن قوات الأمن التركية والجهات المعنية لا تتساهل مع السوريين الذين يقومون بتصرفات سيئة.
وانتهت مساء الثلاثاء 9 مايو/ أيار، عمليات التصويت للانتخابات الرئاسية والعامة التركية في الممثليات بالخارج، والتي بدأت في 27 أبريل/نيسان الماضي، ويتوجه الناخبون في عموم تركيا إلى صناديق الاقتراع يوم 14 مايو/أيار، لاختيار مرشحيهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.