السبت 23 تشرين الثاني 2024

3 تحقيقات مختلفه بسقوط مروحية الرئيس الإيراني لم تستبعد التخريب المتعمد


النهار الاخباريه وكالات 
كشفت مصادر إيرانية عن أن 3 جهات مختلفة في إيران تحقق في حادثة سقوط مروحية الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وبشكل منفصل ومستقل، موضحة تفاصيل عمّا وجدته حتى الآن، وعن الأسئلة التي لا تزال عالقة في التحقيقات.
أوضحت المصادر أن الـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي، تقوم بها جهات أمنية واستخباراتية وعسكرية في إيران، ولكن بشكل منفصل، بناءً على أوامر من القيادة العليا في طهران.
ثلا ث تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي
حصلت النهار الاخباريه على تفاصيل متعلقة بالنتائج الأولية من مصادر مطلعة على سير الـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي، للجهات الثلاث، وهي: وزارة الاستخبارات، واستخبارات الحرس الثوري، والجيش الإيراني. 
لتكشف أن "احتمال وجود تخريب متعمد في المروحية لا يزال قائماً"، على عكس الرواية الرسمية المعلنة.
وهي كالتالي:
المصدر المطلع على سير التحقيقات الأمنية (وزارة الاستخبارات):
– صحيح أن الطقس كان سيئاً، ولكن طيار مروحية الرئيس كان على علم بالظروف المناخية وأبلغ قادته بها.
– أثناء الطيران، أمر قائد مروحية الرئيس الطائرتين المصاحبتين لمروحية الرئيس بالطيران بارتفاع أكبر لتفادي الضباب الذي زاد بشكل مفاجئ. 
– نفذ قادة الطائرتين أوامر قائد مروحية الرئيس، ومن ثم فقدوا أثر مروحية الرئيس، والاتصال بها.
– رسالة الطيار الأخيرة لبرج المراقبة كانت: سوف أقوم بالهبوط الاضطراري نظراً لسوء الأحوال الجوية. 
– حين بدأ الطيار بالهبوط الاضطراري، كانت الأمور تبدو أنها على ما يرام، ثم فقدت جميع الاتصالات بمروحية الرئيس بشكل لا يزال غامضاً.
– أجهزة التتبع في مروحية الرئيس، وأجهزة التتبع الخاصة بالطوارئ التي كان يحملها الحارس الشخصي لإبراهيم رئيسي توقفت فجأة، وبطريقة غير متوقعة.
مصدر مطلع على تحقيقات الحرس الثوري:
– نتائج تحقيقات استخبارات الحرس الثوري تُشير إلى أن حالة المروحية كانت ممتازة، رغم أنها قديمة، لكن تمت صيانتها وشراء قطع الغيار الخاصة بها عبر السوق السوداء، كما يحدث دائماً في قطاع الطيران الإيراني الواقع تحت العقوبات الأمريكية والغربية منذ عقود (بسبب برنامج إيران النووي).
– كلام قائد المروحية في آخر اتصال له أكد أن الغيوم كثيفة، وأنه سيضطر إلى الهبوط الاضطراري، وأنه مدرّب على هذا الأمر جيداً.
– المروحية سقطت قبل الهبوط الاضطراري بسبب عطل مفاجئ، وليس بسبب الطقس وحسب، لكن التحقيقات لم تحدد ما هو العطل بعد. 
– العطل ليس في محركات المروحية، بحسب التحقيقات الأولية التي لم تعرف بعد مكانه أو مصدره. 
– أجهزة التتبع تم إيقافها أو تعطيلها أثناء تحدث قائد المروحية مع برج المراقبة، وأن ذلك يدعو إلى الشك، حول سبب تعطل كافة أجهزة التتبع بشكل متزامن، ومن ثم سقوط المروحية.
المصدر من مكتب المرشد الإيراني عن التحقيقات العسكرية:
– الطقس كان جيداً في طريق الذهاب، لكن تم إبلاغ قائد المروحية بأن الطقس سيكون سيئاً في مدينة تبريز. 
– بحسب القيادة الجوية، قام الطيارون بإبلاغ رئيسي قبل الرحلة، بأن الطقس سيكون سيئاً عند طريق العودة، لكنه أصرّ على استكمال رحلته إلى تبريز كما كان مقرراً، لافتتاح المشروع الجديد هناك.
– تم إبلاغ رئيس مكتب إبراهيم رئيسي، غلام حسين إسماعيلي، بسوء الطقس، لكن التحقيقات لم تحسم بعد من كان صاحب قرار استكمال الرحلة في مدينة تبريز رغم التبليغ بالحالة الجوية المرصودة مسبقاً.
الرواية الرسمية المعلنة
أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، في 30 مايو/أيار 2024، 7 نقاط فقط لنتائج التحقيقات الرسمية، وهي:
حالة الطقس المتوقعة من مطار تبريز (نقطة الانطلاق) إلى الوجهتين الأولى والثانية لمجموعة الطيران (جسر أغبند وسد قيز قلعة) كانت مواتية ومناسبة لظروف الطيران بحسب قوانين الطيران المرئي، لكن الطقس في طريق العودة يحتاج إلى مزيد من التحقيق بعد تلقي آخر المستندات الواردة، وأقوال الطيارين والركاب للمروحيتين الأخريين.
تم فحص معظم المستندات والسجلات المتعلقة بإصلاح وصيانة المروحية المنكوبة بعناية، ولم يتم العثور على أي عيوب.
المروحية لم تكن تحمل وزناً إضافياً، وعدد الركاب والمعدات كان حسب الوزن القياسي الأقصى للمروحية عند الذهاب والعودة.
بناءً على سجل الاتصالات بين طياري مجموعة الطيارين، فإن آخر اتصال مع طياري المروحية كان قبل 69 ثانية من تعرضها للحادث.
وفقاً للفحوصات والتحاليل لبقايا وأجزاء مروحية الرئيس الإيراني، وتوزيعها، ومسافات الأجزاء المنفصلة عن الجسم الرئيسي، يستبعد وقوع أي انفجار تخريبي أثناء الرحلة.
خلال مدة المهمة وحتى 69 ثانية قبل وقوع الحادث، تم الحفاظ على الاتصال على الترددات المحددة مع المروحية التي تعرضت للحادث، وكان آخر اتصال ورسالة من قائد مجموعة الطيران، ولذلك يتم استبعاد أي انقطاع في نظام الاتصالات أو تداخل الترددات، (كما تجدر الإشارة إلى أن الاتصال بين المروحيتين الأخريين استمر حتى الهبوط في منجم سون جون للنحاس).
بحسب تقرير الخبراء المختصين، لم يتم ملاحظة أي آثار للحرب الإلكترونية على المروحية.
لماذا التضارب بين حديث المصادر والرواية الرسمية؟
بحسب النقطة الخامسة من الرواية الرسمية، فإن خيار التعرض للتخريب المتعمد جرى استبعاده، إلا أن جميع مصادر التحقيقات الثلاثة، أكدت لـ" للنهار  أن هذا الاحتمال لا يزال قائماً. أما عن النقطة السادسة، فإن الـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي أيضاً تؤكد وجود انقطاع في الاتصالات مع مروحية الرئيس والفريق المرافق له.
مصدر من مكتب المرشد الأعلى الإيراني، أوضح في حديثه لـ"لنهار الاخباريه  أن هناك صعوبة بإعلان النتيجة الحقيقية لسبب سقوط مروحية الرئيس الإيراني، مضيفاً: "إذا كانت المؤامرة داخلية، فبالتأكيد سيتم التستر عليها مع معاقبة من يقف وراءها بالتأكيد، لكن دون الإعلان عن أي شيء". وقال إنه في هذه الحالة، فإن "إعلان مثل هذا الأمر سيمثل صدمة كبيرة للنظام الإيراني، ويفتح الباب أمام الأعداء الداخليين والخارجيين لاستكمال مشاريعهم التخريبية داخل إيران"، على حد قولهأما إذا كانت بسبب "مؤامرة خارجية"، على حد قوله، فإن إيران لن تقوم كذلك بإعلان ذلك
وأوضح أنه "إذا كانت إسرائيل هي من تقف وراء الحادث، سيكون من الصعب أن تقوم إيران بإعلان مثل هذا الأمر، لكنه سيتطلب رداً قوياً ومؤثراً من إيران ضدها، بشكل يتماشى مع الرغبة الحالية بعدم خوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل وأمريكا، لكن ذلك سيدفع طهران إلى أن تتجهز لهذا السيناريو أيضاً" بالعودة إلى الـ3 تحقيقات بسقوط مروحية رئيسي، يقول المسؤول الأمني الإيراني المطلع إن "هذه نتائج أولية واحتمالات، وما زالت التحقيقات مستمرة، ومن المتوقع أن تستمر لشهر إضافي". وقال: "نتوقع أن نستعين في مرحلة معينة بمساعدة الأصدقاء الروس أو الصينيين في هذه التحقيقات