الأحد 6 تشرين الأول 2024

معارضو الانقلاب يحاصرون قصر الرئاسة ويحاولون الاعتصام… الأمن يوقع ضحايا وعمليات كرّ وفرّ بين الجانبين


النهار الاخبار يه وكالات
نزل مئات الآلاف من السودانيين الى شوارع الخرطوم للمطالبة بحكم مدني ديمقراطي، بعد قرابة ثلاثة أشهر من انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الذي قاده قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وأطاح بالشركاء المدنيين من حكم البلاد.
لم يكن يوم أمس الأحد عاديا في الخرطوم، فتزامنا مع الذكرى الثالثة لـ”ثورة ديسمبر” التي أطاحت الرئيس السابق عمر البشير، استطاعت حشود من المتظاهرين محاصرة القصر الرئاسي وسط الخرطوم، والدخول إلى باحاته، مطالبين بإسقاط انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وتسليم السلطة للمدنيين، وذلك رغم الجسر الأمني الذي فرضته القوات المشتركة، وإطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.
"بالذوق بالقوة يا برهان جاينك جوة” كان الهتاف الأبرز للمتظاهرين الذين استطاعت مجموعات منهم دخول باحات القصر الرئاسي، الذي لم يكن الوصول إليه سهلا بعد إغلاق الأجهزة الأمنية لجميع الطرق المؤدية إليه، ولمعظم الجسور التي تربط مدن العاصمة السودانية الثلاث، الخرطوم، الخرطوم بحري، أمدرمان، منذ ساعات الفجر الأولى.
وقد، وصل المتظاهرون القادمون من مدينة الخرطوم أولا، إلى محيط القصر الرئاسي، حيث واجهتهم القوات الأمنية بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، في غضون ذلك، كان المحتجون القادمون من مدينتي أمدرمان وبحري، يحاولون عبور الطرق والجسور التي أغلقتها الأجهزة الأمنية، بالحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة، فضلا عن الأعداد الكبيرة من القوات المشتركة التي أغلقت مداخل ومخارج تلك الجسور ومحيطها.
في تمام الثانية ظهرا بتوقيت الخرطوم استطاع المتظاهرون القادمون من مدينة أمدرمان اختراق جسر امدرمان القديم، متخطين كل الحواجز الأمنية، ثم بعد أقل من ساعة لحق بهم رفاقهم القادمون من مدينة بحري عبر جسر "المك نمر” الذي يربط مدينتي الخرطوم وبحري.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين، إلى ما اسماه ” اعتصام تحرير السودان”، في محيط القصر الرئاسي، مطالبا المتظاهرين بالالتحاق بالتجمع في محيط القصر، وإغلاق كل الطرق المؤدية إليه بالمتاريس. وعقب تنظيم الاعتصام، أعلنت لجان المقاومة، سقوط قتيل وعشرات المصابين، إصابة بعضهم خطيرة، خلال فض قوات الأمن، الاعتصام.

وقالت لجان مقاومة مدينة بحري في بيان: إن "الأجهزة الأمنية فضت الاعتصام امام القصر الرئاسي بنفس الطريقة الوحشية التي فضت بها اعتصام القيادة العامة، في يونيو/حزيران 2019”.
وحسب البيان، "أطلقت قوات الدعم السريع والشرطة والاحتياطي المركزي الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بكثافة كبيرة وطاردت المتظاهرين وسط الخرطوم”. واعتبرت ما حدث في محيط القصر الرئاسي "امتدادا لحملة القمع التي ينتهجها الانقلابيين وإثباتا لما وصفتها بـ”خيانة رئيس الوزراء للشارع لأن الدماء ما زالت تسفك”.