الأحد 22 أيلول 2024

مجلس السيادة يحبط محاولة "انقلاب عسكري" في السودان




مجلسي السيادة والوزراء السودانيين بشقيه المدني والعسكري، منعقدان حالياً لتدارس الوضع واتخاذ التدابير والتحوطات اللازمة والوقوف على المستجدات وما تم اتخاذه من إجراءات، عقب فشل محاولة الانقلاب التي حدثت هذا الصباح، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وتوقعت مصادر عسكرية أن يصدر الجيش السوداني بياناً مفصلاً عن هذه المحاولة خلال الساعات المقبلة.
محاولة السيطرة على مقر الإعلام الرسمي
وسائل إعلام رسمية سودانية كانت قد أعلنت عن "محاولة انقلابية فاشلة" شهدها السودان، من دون أن تحدد الجهة التي تقف خلفها.
وذكر الإعلام الرسمي، "هناك محاولة انقلابية فاشلة. على الجماهير التصدي لها". وأكد مصدر حكومي رفيع لوكالة الصحافة الفرنسية، أن منفّذي العملية حاولوا السيطرة على مقر الإعلام الرسمي، لكنهم "فشلوا".
كما أن الجيش انتشر بشكل سريع في شوارع الخرطوم، وقام بإغلاق الجسور المؤدية للعاصمة.
وأكد عضو مجلس السيادة محمد الفكي، أن "الوضع تمت السيطرة عليه من قبل الجيش السوداني، وما زالت هناك وحدتان تتبعان لسلاح المدرعات يجري التفاوض معهما لتسليم أنفسهما مع الأسلحة من دون إراقة دماء، لكن اذا لم تتراجع سيتم التعامل معهما بالقوة". وعن تفاصيل التحرك قال الفكي، "إن التحرك بدأ بواسطة ثلاث وحدات عسكرية انتشرت بشكل كثيف في محيط الإذاعة السودانية بأم درمان وكوبري النيل الأبيض، لكن تم إلقاء القبض على كل العسكريين، ويجري حالياً التحقيق معهم لمعرفة هويتهم والجهات التي وراء هذا الانقلاب".
محمد الفكي كان قد دعا على صفحته في "فيسبوك" الشعب السوداني إلى التصدي "لهذه المحاولة الانقلابية والدفاع عن البلاد والانتقال الديمقراطي".


قال متحدث باسم مجلس السيادة في السودان، إنه "تم احتواء محاولة الانقلاب، والوضع تحت السيطرة"، مضيفاً أن الجيش سيصدر بياناً في هذا الشأن، وسيبدأ استجواب المشتبه فيهم قريباً.
وقال مصدر في الحكومة السودانية لوكالة "رويترز"، إن هناك محاولة انقلاب في البلاد، وإن إجراءات تُتخذ لاحتواء عدد محدود من المشاركين فيها.  
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن محاولة الانقلاب تضمنت مساعي للسيطرة على إذاعة "أم درمان" التي تقع على الضفة الأخرى من النيل قبالة العاصمة الخرطوم.
وكشفت مصادر رسمية سودانية، عن أن ضباطاً في سلاح المدرعات متورطون في محاولة الانقلاب.
وتبدو الحركة في شوارع العاصمة الخرطوم طبيعية.
وأشارت مصادر عسكرية لصحيفة "السوداني" الصادرة في الخرطوم، إلى أن الانقلاب كان يهدف للسيطرة على القيادة العامة والإذاعة والتلفزيون والكباري، ومن ثم يقوم باعتقال جميع أعضاء مجلسي السيادة والوزراء.
حزب الأمة
فيما استنكر حزب الأمة على لسان رئيسه فضل الله برمة هذه المحاولة، مؤكداً ان نظام الرئيس السابق عمر البشير يقف وراءها.
وطالب بإلقاء القبض على كافة المجموعة الانقلابية وسرعة التحري معها لمعرفة الجهات التي تحركها، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحقها حتى لا تتكرر مثل هذه المحاولة مرة اخرى.
وقال "نعترف بأن الوضع في البلاد مأزوم، وهذا واقعنا لكننا في مرحلة عصية حيث نواجه تحديات عديدة وحلها لن يكون بالانقلابات بل بتوحيد الصف عسكريين ومدنيين، لأن همنا مشترك".
ووصف المحاولة بالردة وأنها "سترجع البلاد الى الوراء كثيراً بخاصة انها أصبحت مرفوضة من كل العالم، حيث يرفض الكل محلياً ودولياً تكميم الأفواه مؤكداً أن الديمقراطية هي الحل لمعالجة قضايانا المستعصية والطريق للاستقرار سياسياً واقتصادياً وامنياً واجتماعياً".
وتتولى السلطة في السودان حكومة انتقالية من مدنيين وعسكريين تم تشكيلها عقب إطاحة الرئيس السابق عمر البشير على أثر احتجاجات شعبية امتدت لشهور.
وشهدت العاصمة وبعض مدن البلاد خلال الشهور الماضية تظاهرات احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية.