السبت 4 كانون الثاني 2025

ما هى أسباب لقاء رئيس جهاز المخابرات المصري بخليفة حفتر وما الذي تم الاتفاق عليه؟

النهار الاخباريه وكالات
شهدت زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية لليبيا ولقاءه خليفة حفترمناقشة ثلاثة ملفات هامة تشغل الجانب المصري في تعامله مع الملف الليبي، وذلك في ضوء تطورات الوضع في سوريا، ونقل روسيا جزءاً من قواتها وأسلحتها من قواعدها العسكرية إلى ليبيا، وفقاً لمصادر عسكرية ومدنية 
جاء اللقاء المصري مع خليفة حفتر بشكل مفاجئ، في ضوء ما حدث داخل ليبيا الأيام القليلة الماضية من هجوم لميليشيا تابعة لصدام خليفة حفترعلى فصائل تابعة للمجلس الأعلى للدولة الليبي، بالقرب من الخط الفاصل بين شرق ليبيا وغربها، وهو الإجراء الذي رأت فيه القاهرة محاولة لتفجير الوضع الداخلي من جديد في ليبيا،
كانت زيارة رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد إلى ليبيا في يوم الأحد 29 ديسمبر/كانون الأول 2024، وقد جاء البيان الليبي لقيادة قوات شرق ليبيا حول الزيارة مقتضباً، ولم يذكر سوى الحديث حول آخر التطورات الليبية والإقليمية.
وأكد الطرفان "أهمية دعم الجهود للدفع بالعملية السياسية في ليبيا، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
ومنذ نحو أربعة أعوام، تشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع على السلطة بين حكومتين، الأولى معترف بها دولياً، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي تدير كامل غرب البلاد من العاصمة طرابلس.
 أما الثانية، فيرأسها أسامة حماد، والتي عيَّنها مجلس النواب، وتدير كامل مدن ومناطق الشرق ومدناً بالجنوب.

ولحل تلك الأزمة، تسعى الأمم المتحدة عبر جهود متعثرة لبعثتها في ليبيا إلى إيصال البلاد إلى انتخابات توحّد وتجدد شرعية مؤسسات الحكم الحالية.
وقد كانت ليبيا أولى محطات زيارات حسن رشاد خارج مصر بعد توليه منصب مدير جهاز المخابرات العامة المصرية.

قال مصدر عسكري ليبي قريب من حكومة الوحدة الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة إن قوات وميليشيات صدام حفتر تحركت قبل أيام وهاجمت معسكر تيندي الذي يشرف عليه المجلس الأعلى للدولة، وبالأخص المجلس الرئاسي في مدينة أوباري جنوب غرب ليبيا، حيث يوجد حقل الشرارة النفطي الأكبر في ليبيا. 
وقد كانت قوات المجلس الرئاسي الليبي تحميه من أي اعتداءات تقوم بها قوات خليفة حفتر، خاصة وأنه كان يريد السيطرة على حقل النفط الأكبر في البلاد لكي يتحكم في موارد البلاد من عوائد النفط الدولارية.

وأشار المصدر العسكري الليبي إلى أن تحرك قوات صدام حفتر تجاه المعسكر الذي يشرف عليه الضابط علي كنة تسبب في سيطرة قوات حفتر على المعسكر، وانسحاب قوات علي كنة إلى داخل العاصمة الليبية طرابلس. 
وأوضح أن الاشتباك كان بتحرك فردي من جانب قوات حفتر، وأن حكومة الدبيبة التزمت الصمت حتى لا تُتهم بخرق اتفاق وقف النار بين الطرفين.
هذه الاشتباكات لم تكن الوحيدة من جانب قوات صدام حفتر؛ إذ قبلها بأيام، وفق ما قال المصدر شهدت مدينة سرت مواجهات مسلحة بين اللواء 128 والكتيبة 77 الموالية لصدام حفتر، ولكن تراجعت قوات صدام حفتر إلى مناطق نفوذها في الشرق مرة أخرى دون أن تحقق أي نتائج تُذكر على قوات حكومة الدبيبة.
وأوضح المصدر الليبي أنه كان مفاجئاً تحرك قوات صدام حفتر للاشتباك في أكثر من منطقة تقع تحت سيطرة قوات حكومة عبد الحميد الدبيبة، وذلك في الفترة التي أعقبت سقوط بشار الأسد وهروبه من سوريا إلى روسيا.
 وهذه التحركات توحي بأن معسكر خليفة حفتر يحاول استغلال الأوضاع في سوريا من أجل خلق وضع جديد في ليبيا، على حد تعبيره.
ملف التواجد الروسي والقلق المصري
في الوقت نفسه، أشار مصدر ليبي  وهو قريب من خليفة حفتر بشكل مباشر، إلى أن ملف الجنود والسلاح الروسيين الذين تم نقلهم خلال الأسابيع الماضية من سوريا بعد فرار بشار الأسد إلى ليبيا، كان من الملفات التي تم تناولها في لقاء كل من رئيس جهاز المخابرات المصرية وخليفة حفتر في شرق ليبيا.
وقال المصدر إنه وفقاً للمعلومات المؤكدة، هناك ست طائرات روسية وصلت إلى قاعدة الجفرة في وسط البلاد، حيث وصلت طائرات "إليوشن" إلى القاعدة عبر رحلتين قام بهما الطيران الروسي.

الملف الثالث الذي تم مناقشته بين حسن رشاد، رئيس جهاز المخابرات المصري، وخليفة حفتر، وفق ما قال المصدر الليبي المقرب من خليفة حفتر، هو العملية السياسية في ليبيا ومصير الدور المصري هناك.
إذ قال المصدر الليبي إن مصر لا تريد أن يتم تقزيمها في الملف الليبي ولا تريد أن يتم إخراجها من المشهد السياسي في ظل مساعٍ لأطراف إقليمية ودولية للعب دور في إنهاء الأزمة السياسية في ليبيا. 
قال المصدر الليبي كذلك إن حسن رشاد ناقش ملف الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة مع خليفة حفتر، وإن القاهرة تريد بشكل واضح أن يكون هناك مسار سياسي يضمن وجود أبناء خليفة حفتر فيه، حتى تضمن استمرار نفوذها في الحالة السياسية في شرق ليبيا.
لكن المصدر المصري قال تعليقاً على ما قاله المصدر الليبي بشأن نقاش حسن رشاد مع خليفة حفتر حول الملف السياسي، إن القاهرة بطبيعة الحال تهتم بالملف الليبي وتسعى إلى إنجاز تفاهم سياسي يجمع كل أطراف الحالة السياسية الليبية. لكنه استطرد قائلاً: "لكن بطبيعة الحال، سوف تمضي القاهرة في الضغط من أجل إبرام مسار سياسي ينهي الخلاف الدائر الآن ويكون برعاية مصرية، حتى يستمر نفوذها السياسي قائماً هناك في ليبيا".