الأحد 22 أيلول 2024

قيس سعيّد... أستاذ القانون الذي يقود مسار التصحيح ضد الغنوشي


يدعو الرئيس التونسي قيس سعيّد الأستاذ السابق في القانون الدستوري الذي لم يسبق أن مارس السياسة قبل انتخابه في 2019، إلى ثورة في كنف القانون منتقداً الطبقة السياسية في بلاده.
بعد أن خاض منذ مطلع 2021 صراعاً سياسياً وخلافاً حاداً مع رئيس البرلمان زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي ورئيس الحكومة هشام المشيشي واتهمهما بالفشل في إدارة البلاد، جمد في اجتماع طارئ الأحد أعمال البرلمان، وأقال المشيشي متولياً السلطة التنفيذية في خطوة تؤيدها شريحة واسعة من التونسيين، ويخشى مراقبون أن تدفع البلاد "نحو المجهول".
ومنذ وصوله الى الحكم، يقدّم سعيّد نفسه على أن صاحب الحق حصراً في تفسير الدستور، مستنداً في ذلك إلى معرفته الواسعة بالقانون الدستوري.
وفي مطلع العام، رفض الموافقة على وزراء في إطار تعديل وزاري أجراه المشيشي، معللاً ذلك بشبهات فساد تحوم حول بعضهم.
وانتخب سعيّد61 عاماً، رئيساً للجمهورية بـ 72.71% من أصوات الناخبين الذين شاركوا في انتخابات 2019.
ولا يزال يحتفظ بقسط وافر من الشعبية التي دعمها أخيراً من خلال حراك دبلوماسي لجلب المساعدات الطبية لبلاده لمجابهة أزمة جائحة كورونا، في وقت يأخذ التونسيون على الحكومة سوء أدائها في إدارة الأزمة.
ولد سعيِد في 22 فبراير (شباط) 1958 في عائلة من الطبقة الاجتماعية الوسطى من أب موظف، وربة منزل، ودرس في الجامعة التونسية، وتخرج فيها ليدرّس فيها لاحقاً القانون الدستوري، قبل أن يتقاعد.
وحصل على دبلوم من الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري في تونس، ثم باشر تدريس القانون في جامعة سوسة، وأشرف لفترة وجيزة على قسم القانون العام لينتقل منذ 1999 وحتى 2018 إلى جامعة العلوم القانونية والسياسية في تونس العاصمة.
وقبل انتخابه، عرفه التونسيون محلّلاً في برامج تلفزيونية وإذاعية يخوض نقاشات واسعة حول دستور 2014.
بعد توليه الحكم، سعى الى الحفاظ على صورته مسؤولاً قريباً من الطبقات الاجتماعية الفقيرة، وواظب على زيارة الحيّ الشعبي الذي نشأ فيه.
ويستقبل أحيانا في قصر قرطاج شباباً من المناطق المهمشة في البلاد ويستمع إلى تصوراتهم حول كيفية تحسين أوضاعهم.
وفي قصر قرطاج، حرص على أن يكون محاطاً بمستشارين لا يظهرون دائماً في الإعلام.
وغالبا ما يوصف بعقائدي صارم غير قابل للتنازل أو للتسويات حتى في خضم الأزمات.
وكان سعيد دائم الحرص على تقديم نفسه بديلاً لفشل السياسات المعتمدة في البلاد منذ 2011 خاصةً في المجال الاقتصادي والاجتماعي.
وتقول مجموعة الأزمات الدولية إن "رفاقه ينقسمون بين أعضاء من اليسار الإسلامي... وقادة من أقصى اليسار".
وتعرّض لانتقادات بسبب مواقفه المحافظة في بعض القضايا الاجتماعية على غرار رفضه مسألة المساواة في الإرث بين الذكور والإناث، لكنه، في خطاباته، لا يستند الى مرجعيات دينية وعقائدية.
ويدافع بقوة عن فكرة "الشعب يريد" وعن اللامركزية، ودور السلطات الجهوية في اتخاذ القرار، دون انتظار السلطات المركزية.
ومنذ توليه سدة الحكم عمل كثيراً مع الجيش، وكان قريباً منه ومنحه تنفيذ مشاريع صحية وتنموية داخل الجهات المهمشة، وكلفه بإنجاز دراسات لبناء مجمع صحي ضخم في وسط البلاد.
ولايزال بعض أنصاره يلقبونه "بالأستاذ".
يحرص سعيّد في خطاباته على استعمال العربية الفصحى. كما يحبّ استخدام الخط العربي في مراسلاته الرسمية.
وسعيّد أب لثلاثة أبناء ومتزوج من القاضية إشراف شبيل التي نادراً ما تظهر الى جانبه في إطلالاته الرسمية.