السبت 28 أيلول 2024

صفحة جديدة ولقاء قمة على مستوى رئيسَي تركيا ومصر..


النهار الاخبارية - وكالات 

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إنه اتفق مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، على "إطار زمني محدد بشأن الارتقاء بمستوى العلاقات الدبلوماسية والتحضير لقمَّة على مستوى رئيسَي البلدين"، بينما قال أوغلو إن تركيا تريد ملء الصفحة الجديدة التي فتحتها مع مصر بمشاريع مشتركة وقصص نجاح.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الوزيران بأنقرة، الخميس 13 أبريل/نيسان 2023، على هامش زيارة يجريها شكري حالياً تلبية لدعوة تشاووش أوغلو في إطار مسار تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا، وذلك بعد أن أجرى تشاووش أوغلو، في مارس/آذار الماضي، زيارة للقاهرة، بحث خلالها مع شكري سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية.

فهم مشترك وإرادة سياسية
في بداية المؤتمر الصحفي، خاطب شكري، وزيرَ الخارجية التركي قائلاً: "صديقي العزيز، أتوجه لكم بجزيل الشكر على حفاوة الاستقبال ودفئه الذي أصبح سمة في لقاءاتنا المتكررة، وسعيد بهذا التسارع في وتيرتها".

كما أوضح أن تلك اللقاءات "تُظهر الفهم المشترك والتوافق، ووجود إرادة سياسية قوية على مستوى البلدين لتفعيل العلاقات المصرية التركية والارتقاء بها في كافة المجالات".

بشأن مباحثاته مع تشاووش أوغلو، تابع شكري قائلاً: "تناولنا خلال مشاوراتنا، العديد من القضايا وفي مقدمتها العلاقات الثنائية".

بينما أشار إلى أن "هناك جهوداً مبذولة على مستوى مؤسسات البلدين؛ لتناول كافة أوجه العلاقات والاستجابة لرغبة البلدين في تعظيم الاستفادة من هذه العلاقات، وتوسيع رقعتها سياسياً واقتصادياً وثقافياً على أرضية راسخة من العلاقات التاريخية".

التحضير لقمَّة رئاسية
بشأن ما تم الاتفاق عليه، تابع وزير خارجية مصر قائلاً: "اتفقنا على استمرار الوتيرة السريعة الحالية في التواصل لمزيد من التفاهم، والاتفاق على الخطوات التي تتطلب منا اتخاذها". وأضاف شكري: "اتفقنا على إطار زمني محدد يتم بلورته، للارتقاء بمستوى العلاقات الدبلوماسية، وسيتم الإعلان عنه في الوقت الملائم".

كما أشار إلى أنه "جارٍ أيضاً التحضير في هذا الإطار لقمّة على مستوى رئيسَي البلدين؛ لتتويج مسار (الارتقاء بالعلاقات) الذي بدأناه منذ سنوات، لكنه أخذ شكله خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين والذي سيكون انطلاقة جديدة لهذه العلاقات".

القضايا الإقليمية بين القاهرة وأنقرة
إقليمياً، قال شكري: "تحدثت مع وزير الخارجية التركي حول القضية الفلسطينية، وأحطتُّه بالجهود التي بذلتها مصر لاحتواء التصعيد وضرورة التزام إسرائيل بحرمة المسجد الأقصى، واحترام حرية العبادة، وعدم تغيير الواقع التاريخي للمسجد".

وزير الخارجية المصري تابع: "نعمل على تخفيف حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية، ونعمل على وقف الاعتداءات على الحقوق الفلسطينية، وضرورة إتاحة الفرصة للسلطة الفلسطينية للقيام بواجباتها". وأكد شكري أن "التنسيق بين مصر وتركيا سيكون له وقعه وتأثيره في تحقيق ذلك".

أضاف: "وفي ما يتعلق بليبيا، لدينا رغبة مشتركة في إقدام ليبيا على انتخابات حرة ونزيهة تؤدي إلى تولي المسؤولية، حكومة جديدة تعبر عن الشعب الليبي وقادرة على الحفاظ على وحدة ومقدرات وسيادة بلادها".

كما تطرق شكري إلى التطورات بسوريا، قائلاً: "كان لنا حديث بشأن تطورات الأوضاع في سوريا، وأحطتُّ وزير خارجية تركيا باتصالاتنا واستقبال وزير خارجية (النظام السوري) فيصل المقداد في مصر (مطلع الشهر الحالي)".

بينما أكد في هذا الصدد "ضرورة وفاء الحكومة السورية بقرار مجلس الأمن رقم 2254، وإيجاد مسار سياسي يضم كافة الشركاء السياسيين ويؤدي إلى إزاحة شوائب الماضي، والإقدام على مستقبل أكثر إشراقاً، وضرورة عودة اللاجئين السوريين لبلادهم".

"صفحة جديدة" بين تركيا ومصر
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده تريد ملء الصفحة الجديدة التي فتحتها مع مصر بمشاريع مشتركة وقصص نجاح.

أضاف تشاووش أوغلو في هذا السياق: "نريد أن نملأ الصفحة الجديدة التي فتحناها مع مصر بمشاريع مشتركة وقصص نجاح". وأوضح أنه اتفق مع نظيره المصري على اتخاذ خطوات ملموسة خلال الفترة المقبلة، لتعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين.

كما تابع: "نحن سعداء بالزخم الذي بدأ في علاقاتنا منذ اجتماع رؤسائنا في الدوحة (أردوغان والسيسي). واليوم جددنا إرادتنا لزميلي وشقيقي شكري بمواصلة هذا الزخم".

بينما شدد تشاووش أوغلو على أهمية العلاقات والتعاون بين تركيا ومصر، مضيفاً: "من الآن فصاعداً، سنعمل على توثيق التعاون بشأن ليبيا".

استطرد: "في اجتماع اليوم، نعتقد في الواقع أن وجهات نظرنا ليست مختلفة تماماً، وقد نفكر بشكل مختلف حول بعض الأساليب، ولكن ينبغي لنا العمل على خريطة طريق والتعاون بشكل أوثق، وسنواصل العمل معاً في الفترة المقبلة".

كما ذكر أنه تناول مع نظيره المصري آخر المستجدات على الساحة السورية، مبيناً أنه زوّد شكري بمعلومات عن الاجتماع الرباعي المزمع في الأيام المقبلة، بين وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران.

زاد تشاووش أوغلو: "السلام والاستقرار الدائمان في سوريا مُهمان لنا جميعاً. لهذا يجب اتخاذ خطوات جادة. وسنكون في تعاون وثيق مرة أخرى في هذا الصدد".

فيما أردف أن سلامة المنطقة مسألة مهمة بالنسبة إلى تركيا، مصرحاً بأنه تحدَّث مع نظيره شكري حول ليبيا، وشدد على وجوب أن تكون هناك انتخابات نزيهة وحرة وشفافة في هذا البلد.