النهار الاخبارية - وكالات
أعلنت شخصيات سياسية مستقلة وحزبية وقبلية وأكاديمية تمثل قطاعات وقوى شعبية وحزبية ودينية كبيرة في السودان، الثلاثاء 2 مايو/أيار 2023، عن مبادرة وطنية سيادية جامعة تنحاز للجيش السوداني في معاركه الراهنة ضد قوات الدعم السريع، سمته نداء الوطن للسلام والتحول الديمقراطي، في الوقت نفسه جددت مصر دعوتها لطرفي الصراع في السودان إلى تثبيت الهدنة الحالية وعدم خرقها لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وبدء حوار جاد لحل الخلافات.
المبادرة التي دعت إليها شخصيات سودانية تضمنت مواجهة استهداف المؤسسة العسكرية داخلياً وخارجياً والاصطفاف الشعبي الكامل وراءها ورفض أي تدخل خارجي غير حميد يسعى لتدويل الأزمة الوطنية، ليعتمد السودانيون على أنفسهم لمعالجتها داخلياً والتأمين على حق المؤسسة العسكرية الدستوري والقانوني لأداء واجباتها الوطنية صوناً للدستور وإنفاذاً للقانون؛ دفاعاً عن الوطن وحماية لحدوده وتاميناً لمواطنيه.
مبادرة لرموز وشخصيات سودانية تدعم الجيش السوداني
كما دعت المبادرة إلى وقف الاقتتال بأسرع ما يمكن، وفقاً للتدابير والترتيبات التي يتفق عليها الخبراء وذوو الاختصاص، مع التأكيد على أن تقدير الموقف العسكري شأنٌ يحدّده العسكريون، كما دعت القوات المسلحة إلى معالجة أوضاع منسوبيها الذين خرجوا عليها وفق أحكام القانون وبكل ما يعيد الانضباط لصفوفها وبما يضمد الجراح ويزيل أسباب التوتر ويعيد الألفة بينهم.
كذلك دعت المبادرة التي شملت رموزاً فكرية وسياسية إلى تشكيل هيئة وطنية من منظمات المجتمع المدني بقيادة أهلية تتولى استقطاب احتياجات العون الإنساني وتوفير ضروريات الحياة من مصادرها الداخلية والخارجية وإعادة الثقة في الشرطة ومناصرتها مساندة وتعاوناً لتأمين حياة المواطنين وممتلكاتهم؛ منعاً للجريمة ووقف عمليات النهب الممنهج من بعض المتفلتين في الأسواق والأحياء السكنية.
كذلك التوافق على مشروع وطني يتجاوز حالة انسداد الأُفق السياسي الذي لازم المرحلة السابقة والعمل على تحقيق التوافق الوطني الواسع بحوار سوداني/سوداني شامل بعيداً عن التطلعات الشخصية والإملاءات الخارجية، ومستوعباً لاستحقاقات اتفاقيات السلام والاحتفاظ لكافة المكونات السياسية والمجتمعية بحقها في التداول حول القضايا السياسية الوطنية الكُبرى.
يذكر أن الموقعين على المبادرة منهم الجزولي دفع الله وبروف بخاري الجعلي والأمير عبد الرحمن الصادق المهدي والسيد مبارك الفاضل المهدي والتجاني السيسي والسيد مبارك أردول والسيد البير راغب والقس يوناثن حماد كوكو وبروف سليمان صالح فضيل والشرتاي آدم صبي والأستاذ نبيل أديب والفريق صديق إسماعيل وبروف هنود أبيا كدوف.
بالإضافة إلى بروف محاسن حاج الصافي وأمين محمود ومنصور أرباب يونس وعلي عبد الرحمن والسيد مدني محمد المدني والفريق ش محجوب حسن سعد والسيد معتز الفحل والسلطان هاشم عثمان هاشم ويحيى محمد الحسين والسيد عبد العزيز دفع الله وبروف إبراهيم أونور وسامية نهار والسفير الشفيع أحمد محمد والفريق ش ناصر محمد يوسف الكباشي وآخرين.
مصر تدعو إلى وقف القتال
في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية المصرية الثلاثاء، إن القاهرة جددت دعوتها لطرفي الصراع في السودان إلى تثبيت الهدنة الحالية وعدم خرقها لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وبدء حوار جاد لحل الخلافات.
جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية المصري سامح شكري والسفير دفع الله الحاج علي مبعوث قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالقاهرة الثلاثاء.
في حين اندلع صراع على السلطة بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الشهير باسم حميدتي، يوم 15 أبريل/نيسان.
في السياق ذاته، تشير تقديرات وزارة الصحة السودانية والأمم المتحدة إلى مقتل ما لا يقل عن 500 شخص وإصابة آلاف آخرين جراء القتال في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى. وتعتقد المنظمة الدولية أن عدد القتلى الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
هروب عشرات الآلاف من السودان
في حين قال مسؤولون بالأمم المتحدة الثلاثاء، إن أكثر من 100 ألف لاجئ عبروا حتى الآن من السودان إلى دول مجاورة هرباً من الصراع، كما نزح حوالي 334 ألف شخص داخل السودان منذ بدء القتال.
فيما قال بيان الخارجية المصرية إن شكري أكد على موقف بلاده "الداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها، لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وتضميد الجراح وبدء حوار جاد يستهدف حل الخلافات القائمة". وأضاف أن شكري "نقل إلى المبعوث السوداني قلق مصر البالغ من استمرار الوضع الحالي في السودان".
كما ذكر البيان أن المبعوث السوداني نقل إلى وزير الخارجية رسالة شفهية من البرهان إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول تطورات الأوضاع في السودان. كما وجه الشكر لمصر على استقبالها للسودانيين الفارين من الحرب. وفي بيان منفصل، قالت الخارجية المصرية إن نحو 16 ألف شخص عبروا الحدود من السودان إلى مصر بينهم 14 ألف سوداني.