الأربعاء 5 تشرين الثاني 2025

ثمانون عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية... احتفال دبلوماسي مهيب في روما

روما – النهار الإخبارية

احتضنت العاصمة الإيطالية روما مساء الجمعة احتفالًا دبلوماسيًا كبيرًا بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس جامعة الدول العربية، في فعاليةٍ غير مسبوقة نُظّمت في قاعة سباتسيو يوروبا داخل مقر البرلمان الأوروبي، برعاية البرلمانين الأوروبي والإيطالي، وبالتعاون بين البعثة الدبلوماسية للجامعة في روما وجمعية الصداقة الإيطالية – العربية.
حضر الحفل عدد من السفراء العرب والأجانب وشخصيات سياسية وثقافية إيطالية بارزة، تحت شعار: «ثمانون عامًا من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي: الذاكرة والإنجازات والآفاق».

بدأ الحفل بعرضٍ وثائقي تناول مسيرة الجامعة منذ تأسيسها عام 1945، ثم ألقت السفيرة إيناس مكاوي، رئيسة بعثة الجامعة في روما، كلمةً قدّمت فيها رسالة مصوّرة من الأمين العام أحمد أبو الغيط، الذي وصف الجامعة بأنها «رمزٌ للوحدة ومركزٌ للمشاعر الجماعية في العالم العربي»، مؤكدًا أن «الجامعة لو لم تكن موجودة، لكان علينا أن نبتكرها».

وألقت السفيرة أسمهان الطوقي، عميدة السلك الدبلوماسي العربي في روما، كلمةً دعت فيها إلى «تعزيز التعاون والتضامن العربي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة»، مؤكدةً أن «علينا أن نسعى جاهدين لتجاوز الأزمات وتحقيق الأمن والاستقرار والحياة الكريمة لشعوبنا العربية».

كما تحدث السفير عيسى قسيسية، عميد السلك الدبلوماسي العربي لدى الكرسي الرسولي، مترجمًا عن الكاتبة مادالينا شيلانو، مستذكرًا أن «فلسطين كانت ولا تزال في قلب العمل العربي منذ تأسيس الجامعة»، ومعربًا عن أمله في أن «تقترب فلسطين من حريتها واستقلالها».

وأعادت السفيرة إيناس مكاوي التأكيد على أن الجامعة العربية «تأسست من أجل فلسطين»، مشددةً على أن قضيتها «ستظل تاجًا فوق رؤوسنا جميعًا»، وموجهةً رسالةً إنسانيةً بأن «الحضارة العربية هي أرض الإسلام والمسيحية واليهودية، وجسرٌ للتسامح بين الأمم».

وفي رسالةٍ من رئيس مجلس السفراء العرب في روما، سفير دولة الإمارات عبد الله علي السبوسي، قرأتها السيدة سارة المهيري، تم التأكيد على أهمية العمل العربي المشترك ودعم التعاون مع الاتحاد الأوروبي.

وشهد الحفل فقرةً مؤثرة أدّتها جوقة المدرسة الليبية في روما، حيث أنشد عشرون طفلًا أغنية «وطني الأكبر» للموسيقار محمد عبد الوهاب وهم يرفعون أعلام الدول العربية، في مشهدٍ جسّد وحدة الهوية العربية عبر الأجيال.

وفي الختام، تم تكريم الصحافي طلال خريس، مؤسس جمعية الصداقة الإيطالية – العربية ومراسل الوكالة الوطنية للإعلام، تقديرًا لجهوده في تعزيز العلاقات العربية – الإيطالية، إلى جانب تكريم الدكتورة نجاة شعبان عقيلة، مديرة المدرسة الليبية في روما، لإسهاماتها التربوية والثقافية.
وقالت في كلمتها: «يشرفني أن أكون هنا، وأشكر سعادة السفير الليبي على دعمه المتواصل لمدرستنا، وأتمنى دوام النجاح والتوفيق للجميع».

اختُتم الاحتفال وسط تصفيق الحضور، مؤكدًا أن الثقافة العربية ما زالت تمدّ جسور التواصل بين الشعوب، وأن روما تبقى مدينة الحوار والتنوّع.