النهار الاخبارية - وكالات
وجّه رئيسا المجلس الرئاسي في ليبيا محمد المنفي، وحكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة، بفتح "تحقيق عاجل وشامل" في أسباب انهيار سدي درنة شرقي البلاد خلال الإعصار الذي أودى بحياة الآلاف، حسبما أعلن الاثنان، الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول 2023.
وقال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي إن المنفي "طلب التحقيق بوقائع الكارثة ومحاسبة كل من أخطأ أو أهمل بالامتناع أو القيام بأفعال نجم عنها انهيار سدي مدينة درنة"، كما طلب أن "تنسحب التحقيقات إلى كل من قام بتعطيل جهود الاستغاثة الدولية أو وصولها للمدن المنكوبة"، وفق وكالة الأنباء الليبية "وال".
بدوره، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الدبيبة، في بيان مقتضب عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "خاطبت المستشار النائب العام بفتح تحقيق عاجل في ملابسات انهيار سدي درنة، ووجهت الأجهزة المعنية، بالتعاون الكامل في ذلك".
توقعات بارتفاع عدد الضحايا إلى 20 ألفاً
من جانب آخر، قال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي، الأربعاء، إن عدد القتلى في مدينة درنة الليبية جراء الفيضانات الكارثية قد يصل إلى ما بين 18 و20 ألفاً، استناداً إلى عدد المناطق المدمرة.
وفي وقت سابقٍ الأربعاء، قال وكيل وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، إن "عدد قتلى الفيضانات في مدن شرق ليبيا تجاوز 6 آلاف، والمفقودون بالآلاف"، دون ذكر عددهم.
أن "حصيلة الوفيات تعتبر أولية، وهذه إحصائية لكل المناطق المتضررة جراء الفيضانات، ومدينة درنة سجلت العدد الأكبر"، مرجحاً ارتفاع الحصيلة في الساعات القادمة.
وبسبب انهيار السدين في الوادي الذي يعد المكان الوحيد الذي تجتمع فيه المياه المنحدرة من كافة وديان الجبل الأخضر الليبي بشرق البلاد، كان غالبية من لقوا مصرعهم من درنة.
إخلاء "درنة" من سكانها
من جانبها، قالت وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، الأربعاء، إن "الجيش أخلى مدينة درنة من جميع سكانها والصحفيين؛ لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ".
حيث قال الناطق باسم وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، طارق الخراز، إن "الجيش أخلى درنة من السكان والصحفيين؛ لإفساح المجال لفرق الإنقاذ المحلية والدولية للعمل وانتشال ضحايا إعصار (دانيال)".
والأحد 10 سبتمبر/أيلول، اجتاح الإعصار المتوسطي "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، إضافة إلى سوسة ودرنة، حيث تسبب بمقتل أكثر من 6000 شخص بخلاف آلاف المفقودين، أغلبهم في درنة، في حصيلة غير نهائية.
نصف درنة تحت مجرى الوادي
في سياق متصل، قال المؤرخ الليبي فرج داود الدرناوي، إن "جميع مناطق شرق ليبيا عدا بنغازي، تقع بمحاذاة أو وسط الجبل الأخضر الضخم، إلا أن وقوع نصف درنة تحت مجرى الوادي هو السبب في ارتفاع حجم الأضرار البشرية والمادية في المدينة".
وذكر الدرناوي أن "وادي درنة هو مصب لكل السيول القادمة من جنوب درنة من مناطق المخيلي والقيقب والظهر الحمر والقبة والعزيات"، وفق ما نقلته الأناضول.
بعد امتلاء وادي درنة بفعل إعصار "دانيال"، قال المؤرخ الليبي: "انهار اثنان من السدود التي كانت الضامن الوحيد لاحتباس مياه السيول المنحدرة من أعالي مناطق الجبل فكانت الكارثة المحققة".
وبحسب الدرناوي، فإن السدين المنهارين "هما سد البلاد وسيدي بومنصور اللذان يحبسان في العادة مياه السيول في الوادي".
12 دولة أرسلت مساعدات إلى ليبيا
في وقت سابقٍ الأربعاء، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية أن "12 دولة ترسل مساعدات عاجلة وفرق إغاثة إلى ليبيا لإغاثة متضرري السيول والفيضانات"، مشيرة إلى أن تلك الدول هي "تركيا ومصر والأردن والكويت والإمارات وقطر وتونس والجزائر ومالطا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا".
أضافت أن المساعدات "شملت قوافل تضم فرق إنقاذ وانتشال الجثث، وكلابَ أثر مدربة، ومستشفيات ميدانية وأطقماً طبية، وأجهزة دروب واستشعار حراري، وفرق غوص وشفط المياه، ومواد غذائية ومواد إيواء وسفناً وطائرات للمساعدة في عمليات البحث".
ونقلت منصة "حكومتنا" عن مدير إدارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس وزراء حكومة الوحدة الطاهر الباعور، قوله إن "عدد الرحلات الدولية للطوارئ إلى ليبيا وصل إلى 23 رحلة في أقل من 24 ساعة".
أضاف: "لبّت الكثير من الدول احتياج ليبيا لفرق الإنقاذ، وأعطينا تعليماتنا بكل المنافذ بالسماح للفرق الدولية بالدخول وتقديم يد العون"، وأردف: "نتوقع وصول الفريق الفلسطيني لتقديم يد العون في عمليات الإنقاذ والبحث في المناطق المنكوبة".