النهار الاخباريه. وكالات
كتب المعلق إيلي ليك مقالا في موقع "بلومبيرغ” قال فيه إن "حلفاء أمريكا العرب يتقربون من ديكتاتور سوريا” مطالبا الرئيس جوزيف بايدن بأن يكون واضحا في موقفه وأن أي محاولة تطبيع للعلاقات مع بشار الأسد ستحمل تداعيات على المطبعين.
وقال ليك إن الملك عبد الله الثاني كان موضوع الأخبار في الأسبوع الماضي عندما تلقى مكالمة من الأسد. وكان هذا هو أول اتصال بين الملك والرئيس منذ عقد أو يزيد، وبعد اندلاع الحرب الأهلية السورية. وكان جزءا من تحركات أخرى مع دمشق. فمنذ عام 2018 بدأت دول عربية، دعمت مرة المعارضة المسلحة ضد الأسد محاولات لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري.
ومنذ وصول الرئيس بايدن إلى البيت الأبيض، زادت هذه الجهود. وفي الشهر الماضي التقى وزيرا الخارجية السوري والمصري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر. وفي الأسبوع الماضي التقى وزيرا التجارة من سوريا والإمارات لمناقشة كيفية توسيع العلاقات الاقتصادية. ويقول ليك إن هذه أخبار سيئة للشعب السوري، فالأسد هو ديكتاتور ضرب المدنيين بالغاز وعذب معارضيه السياسيين، ولم يعد الآن منبوذا من جيرانه. وتم غسل لطخات الوحشية التي قام بها.
ويعتبر هذا نكسة للمصالح الأمريكية، فمنذ الفترة الثانية من ولاية باراك أوباما، كان هدف الولايات المتحدة هو حرمانه من النصر الكامل في الحرب الأهلية. ولهذا السبب دعم أوباما والرئيس السابق دونالد ترامب العقوبات على نظام الأسد والعملية التي رعتها الأمم المتحدة لخلق قيادة انتقالية لسوريا. وربط الاعتراف الدبلوماسي بالحكومة السورية بنتائج العملية. ولن تؤدي جهود تطبيع الأردنيين والمصريين والإماراتيين العلاقات مع سوريا إلا لجرأة الأسد وبقية الطغاة.
وعليه فمن المفيد طرح هذا السؤال: ماذا تفعل إدارة بايدن، إن كانت تعمل شيئا، بشأن ذوبان الجليد في العلاقات بين الأسد وحلفاء أمريكا العرب؟ ومن المؤكد أن الولايات المتحدة تحافظ على سياستها بعدم الاعتراف بحكومة الأسد. وأخبر مسؤول في وزارة الخارجية الكاتب مع عدد من الصحافيين أن الولايات المتحدة لا تخطط لرفع مستوى العلاقات مع سوريا وأن الولايات المتحدة "لا تشجع الآخرين لعمل هذا، في ظل الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري”.
كل هذا جيد طالما بقي الوضع كما هو، ولكن لا أحد من المسؤولين الأمريكيين انتقد علنا مكالمة الملك عبد الله أو أي ملامح للتقارب العربي الأخيرة مع دمشق و”لم يخبرني أحد أن مسؤولا أمريكيا حذر الحلفاء العرب من أن زيادة الاتصالات الدبلوماسية قد تكون خرقا للتشريع الأمريكي الذي فرض عقوبات على سوريا بسبب جرائم الحرب بمن في ذلك الأسد” كما يقول ليك. وبدءا من حزيران/يونيو 2020 بدأت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على عدد من المسؤولين السوريين بناء على التشريع أو قانون قيصر. وفي ظل إدارة بايدن لم تقم الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة.
وعلق ديفيد شينكر الذي عمل مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في إدارة دونالد ترامب: "من السذاجة التفكير أن يكون إعلان ملك الأردن عن مكالمته مع الأسد لو اعترض بايدن أو إدارته على هذا التواصل”. ويتلقى الأردن 1.5 مليار دولار سنويا من الولايات المتحدة كمساعدات عسكرية واقتصادية. وقال شينكر إنه حذر محاوريه بأن الاعتراف الكامل بنظام الأسد يعد اختراقا لقرار مجلس الأمن وقد يؤدي إلى عقوبات أمريكية ضد سوريا. وقال ليك إن قادة المعارضة السورية محبطون من إدارة بايدن.
وقال معاذ مصطفى من قوة المهام الخاصة الطارئة لسوريا "تلقينا انطباعا أنه لن يتم تجاهل سوريا” و”أقل ما يمكن عمله هو جعل تطبيع العلاقات مع نظام إبادي إجرامي صعبا جدا”. ويرى الكاتب أن تطبيع العلاقات مع الأسد، إن لم تكن سوريا يبدو سهلا للملك عبد الله. ولم يكلفه انفتاحه على الزعيم السوري أي شيء من حليفه المهم. ومثلما قال الملك عبد الله لشبكة "سي أن أن” فـ "النظام موجود هنا ليبقى”. ويبدو أن بايدن يوافق على هذا مع أن دبلوماسيي إدارته لا يفصحون عن هذا.