الإثنين 23 أيلول 2024

الجزائر تنهي مهمات 6 قناصل في فرنسا


النهار الاخباريه  وكالات 

شغل قرار إنهاء مهمات ستة قناصل جزائريين في فرنسا حيزاً كبيراً من النقاشات والتأويلات، وأفرز فريقين، يقول الأول إن الخطوة تندرج في سياق التوتر مع باريس، بينما يرجع الثاني القرار إلى التوجهات الجديدة للدبلوماسية الجزائرية

ووفق ما جاء في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، فإن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، أنهى مهام كل من عبدالحميد أحمد خوجة، القنصل في مدينة تولوز، وبلقاسم محمودي في كريتاي، وحياة معوج في بونتوار، ونجاح بعزيز في بوبيني، وحدة تواتي في نيس، ومحمد سعودي في مونبولييه، من دون تحديد الأسباب أو المهمات الجديدة الموكلة لهم.

وتم تداول الخبر على نطاق واسع، سواء على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، أو وسائل الإعلام المختلفة، في الداخل والخارج، الأمر الذي خلق نوعاً من الاهتمام الزائد الذي تمحور بين الضغط على فرنسا والتحول الحاصل في السياسة الخارجية.

واعتبر الناشط السياسي، حليم بن بعيبش، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن القرار هو تكملة لمسار اتخذته الجزائر حيال فرنسا بعد التصريحات الخطيرة للرئيس إيمانويل ماكرون، ثم ما قام به تجاه الوفد الجزائري المشارك في مؤتمر باريس حول ليبيا المنعقد أخيراً، مضيفاً أنها خطوة ستتبعها خطوات أخرى، بخاصة في المجال الاقتصادي
وشدد على أن المعروف عن العلاقة بين الجزائر وفرنسا أنها مختلفة عما هي عليه مع باقي الدول، وهي التي تحظى بامتيازات خاصة، لكن بعد كارثة ماكرون تغيرت أمور كثيرة، لذلك فإن إنهاء مهام القناصل ينم عن تغير في طبيعة العلاقة مع فرنسا، وليس مرتبطاً بالاستراتيجية الدبلوماسية الجديدة، لأن نتائج الاستراتيجيات تظهر بعد فترة من الزمن

واعتبر بن بعيبش أن "إنهاء مهماتهم هو عبارة عن ضغط إضافي على فرنسا تريد الجزائر من خلاله توجيه رسالة بأن مرحلة ما قبل تصريحات ماكرون ليست كما بعدها"، مشيراً إلى أن "فرنسا تتجه إلى خسارة موقعها وامتيازاتها، وعليه فإن الملف الأول على طاولة الوافد الجديد إلى الإليزيه سيكون حل الأزمة مع الجزائر

في المقابل، وفي خضم النقاشات التي أثارها القرار، أوضح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في مقابلة مع صحيفة "لوموند"، نشرت الجمعة، أن "بلاده والجزائر لديهما روابط راسخة في التاريخ، لذا نتمنى أن تكون الشراكة الفرنسية - الجزائرية طموحة"، مضيفاً أنه "من المنطقي عندما ندرك تاريخنا أن تعود جروح للظهور، لكن ينبغي تجاوز ذلك لاستعادة علاقة ثقة". وقال، "قد يحدث سوء فهم من وقت لآخر، لكن ذلك لا يقلل من الأهمية التي نوليها للعلاقات بين بلدينا". وأضاف لودريان أنه "يجب المحافظة على هذا الرابط القائم على احترام السيادة والإرادة المشتركة لتجاوز الخلافات للعودة إلى علاقة هادئة"، داعياً إلى إشراك أكبر للجزائر في حل النزاع في مالي

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها إنهاء مهمات قناصل، فقد صدرت منذ أيام قرارات مماثلة شملت سفراء فوق العادة ومفوضين، لكنها لم تثر جدلاً.