النهارالاخباريه – القاهره
أدى الإعلان عن تجديد إطلالة أحد أهرامات الجيزة في مصر إلى إثارة المخاوف من احتمالية تعريض هذه الأعجوبة للخطر، وذلك بسبب مشروع يقول بعض علماء الآثار إنه لا يستوفي المعايير العلمية المطلوبة، بينما وصفه البعض بأنه مجرد محاولة لجذب السياح.
إذ قالت وزارة السياحة والآثار المصرية الأسبوع الماضي إن بعثةً أثرية مصرية يابانية مشتركة ستدرس، وتوثق، وترمم كتل الجرانيت التي كانت تشكل الطبقة الخارجية للهرم منقرع -أصغر أهرامات الجيزة الثلاثة، حسب ما ذكرته صحيفة Washington Post الأمريكية الخميس 1 يناير/كانون الثاني 2024.
في مقطع فيديو منشور على فيسبوك، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري إن الهرم -المبني عام 2490 قبل الميلاد تقريباً- كان الهرم الوحيد الذي يتمتع بطبقة خارجية من الجرانيت بين جميع الأهرام البالغ عددها 124 هرماً في البلاد.
كما أوضح أن الهرم الأصغر من أهرامات الجيزة يحتوي الآن على "خمس أو ست طبقات" من الجرانيت، لكنه كان يحتوي على 16 طبقةً أو أكثر في الأصل. وأردف وزيري أن عملية الترميم ستستغرق ثلاث سنوات على الأقل، ووصفها بأنها ستكون "مشروع القرن".
لكن العديد من المراقبين لم يشاركوه الحماسة، إذ إن مقاطع الفيديو التي أظهرت عاملين يحفرون عند قاعدة الهرم أثارت انتقادات حادة على الشبكات الاجتماعية، وأججت مخاوف الخبراء من أن محاولة الترميم ستكون أشبه بالتدنيس.
يُعتبر منقرع جزءاً من أحد مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، لكن منظمة اليونسكو قالت في رسالة بريد إلكتروني إنها ليست على علمٍ بالمشروع، وذكرت أنها راسلت "السلطات المصرية لطلب المزيد من المعلومات".
في بيانٍ شاركته مونيكا حنا، عالمة الآثار والمصريات في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وصفت مجموعةٌ من علماء الآثار المشروع بأنه "غير علمي على الإطلاق". كما اتهم البيان العلماء القائمين على المشروع بمطاردة الدعاية على حساب البحث الأثري المشروع.
أردف البيان أن المضي قدماً في المشروع "سيكون عبثاً بالآثار المصرية وتقويضاً لأثريتها وتاريخها". وسرد البيان عدة مخاوف، من بينها "عدم وجود دليل أثري أو تاريخي" على الموقع الأصلي لكتل الحجارة الموجودة أمام الهرم.
كما أكد البيان أن الكتل المذكورة لم تسقط من الهرم، "بل تركها القائمون على بناء الهرم كعملٍ غير مكتمل". ولهذا فإن محاولة تحسين الكتل المتبقية وتطويرها لتصبح كساءً للهرم ستكون بمثابة "تدخلٍ سافرٍ في عمل المصريين القدماء".