الأحد 10 تشرين الثاني 2024

بريطانيا تجد استخداماً للنفايات النووية بدلاً من دفنها تحت الأرض.. قررت نقلها للفضاء!

النهار الاخبارية - وكالات 

قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته، الجمعة، 9 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن الحكومة البريطانية قررت نقل النفايات النووية من محطات الطاقة البريطانية إلى الفضاء؛ لتكون مصدراً جديداً للطاقة على متن مركبات الجيل القادم من بعثات القمر والمريخ.

كذلك، فقد قالت الصحيفة إنه، ولأول مرة، يمكن استخراج عنصر مشع يسمى الأميريسيوم من النفايات النووية، بدلاً من دفنه تحت الأرض، لإنشاء بطاريات من شأنها تعزيز مستقبل استكشاف الفضاء. وجاء هذا التطور نتيجة تعاون بين وكالة الفضاء البريطانية والمختبر النووي الوطني. 

استخدام الألواح الشمسية لتوليد الطاقة
قال قادة الصناعة إنَّ مصدر الطاقة هذا "يمكنه تغيير قواعد اللعبة بالنسبة لطموحات المملكة المتحدة الفضائية"؛ إذ سينهي الاعتماد على إمدادات الوقود الأكثر تكلفة والمحدودة المستخدمة حالياً لبطاريات الفضاء، وتنتجها الولايات المتحدة وروسيا. وغالباً ما تعتمد المجسات والمركبات الجوالة والأقمار الصناعية، التي تعمل بالقرب من الأرض إلى حد كبير على الألواح الشمسية لتوليد طاقتها. لكن لا يمكن لتلك المرسلة إلى الأقمار والكواكب في النظام الشمسي الخارجي الاعتماد على الطاقة الشمسية، لأنَّ ضوء الشمس يكون خافتاً للغاية على بُعد مثل هذه المسافات.

كذلك تُصمَّم مثل هذه المجسات عادةً لتعمل لعدة سنوات، وبعضها لا تزال تعمل بعد ما يقرب من 50 عاماً، مثل مجسات Voyager الفضائية، وتبحر خارج نظامنا الشمسي عبر الفضاء بين النجوم. ويتطلب الحفاظ على عملها مصدراً للطاقة النووية لإصدار حرارة تمنع التجمد، ويمكن أيضاً تحويلها إلى كهرباء للحفاظ على تشغيل الأجهزة.

في حين أن الوقود الأكثر شيوعاً لمثل هذه البطاريات هو البلوتونيوم-238، وهو شكل من أشكال البلوتونيوم يحتوي على 94 بروتوناً و144 نيوتروناً في كل ذرة.

تنفيذ العديد من المهام الفضائية 
قال البروفيسور، تيم تينسلي، من المختبر النووي الوطني البريطاني: "من الصعب حقاً صنع البلوتونيوم-238 وهو باهظ الثمن. ولا يوجد ما يكفي منه لتنفيذ العديد من المهمات الفضائية. بجانب أنَّ الأمريكيين أو الروس هم من يصنعونه. لذا الطريقة الوحيدة التي ستتمكن بها أوروبا والمملكة المتحدة من إرسال مهام إلى أي مكان لا تشرق فيه الشمس هو الخروج على متن مركبة أمريكية أو روسية، وهذه ليست جذابة دائماً. ما حددناه هو أنَّ هناك بديلاً للبلوتونيوم-238، وهو نظير يسمى الأميريسيوم-241".

كذلك فقد أوضح البروفيسور تينسلي: "في نقطة تحول مثيرة للأقدار، اكتشفنا أنَّ لدينا في المملكة المتحدة كمية كبيرة من الأمريسيوم في المواد الفائضة [من محطات الطاقة النووية]، التي ستؤول في النهاية إلى حفرة في باطن الأرض، لأنه لا يوجد لها استخدام، فهي من النفايات".

تابع كذلك أنَّ المملكة المتحدة لديها نحو 140 طناً من البلوتونيوم، مخزنة في سيلافيلد في مقاطعة كمبريا، شمال غربي بريطانيا، بما في ذلك نوع يسمى بلوتونيوم-241 الذي يتحلل بمرور الوقت إلى أمريسيوم-241 "مثل الجبن المُعتَّق".

في سياق متصل، يعمل العلماء الآن في مختبر جديد بقيمة 19 مليون جنيه إسترليني (23 مليوناً و300 ألف دولار أمريكي) في كمبريا على دمج الوقود في خلايا تشبه البطارية يمكن إرسالها إلى الفضاء.

من جانبه، صرّح الدكتور بول بات، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء البريطانية: "بأنَّ دعم توسع المختبر النووي الوطني سيجعل المملكة المتحدة الدولة الوحيدة في العالم القادرة على إنتاج هذا البديل القابل للاستخدام من البلوتونيوم؛ ما يقلل من اعتماد مجتمع الفضاء العالمي على الإمدادات المحدودة، التي تزداد صعوبة وتكلفة الحصول عليها".