الأحد 24 تشرين الثاني 2024

50% منه تكفي لحياة طبيعية… 8 معلومات لم تكن تعرفها عن دماغك


النهار الاخباريه. وكالات

يعتبر الدماغ واحداً من أهم أعضاء جسدنا وأكثرها غموضاً في الوقت نفسه، فلا يزال علماء الأعصاب يستكشفون أسراراً جديدة كل يوم عن هذا العضو صغير الحجم، ولا يزالون في المقابل عاجزين عن حل العديد من الألغاز حول آلية عمل الدماغ وقدراته الحقيقية.

هل تظن أنك تعرف الكثير عن دماغك؟ قد تُغير رأيك بعد قراءة هذا التقرير:

8 معلومات لم تكن تعرفها عن الدماغ
1. نصف دماغك فقط يكفي
حقيقة يصعُب تصديقها، لكن هناك عدد من الحالات التي تُثبت أن أناساً استطاعوا العيش بشكل طبيعي بعد عمليات ناجحة لاستئصال نصف الدماغ!

جرت عملية استئصال نصف دماغ بشري للمرة الأولى في التاريخ في مستشفى جونز هوبكنز، عام 1923، حين كان جراح الأعصاب والتر إدوارد داندي يستأصل ورماً من دماغ مريض، ولاستئصاله توجّب عليه إزاله نصف دماغه، ثم تعافى المريض بعد ذلك، ودهش الطبيب من عودته لحياته السابقة، ولم تتأثر وظائف جسده بخلاف فقده القدرة على تحريك يده المقابلة لفص الدماغ المُستأصَل، وفقاً لما ورد في موقع elemental الأمريكي. 

مدفوعاً بذلك النجاح حاول داندي إجراء خمس جراحات أخرى لاستئصال أنصاف أدمغة من مرضى مصابين بسرطان الدماغ. وسرعان ما توصل الجراح الكندي كي جي ماكنزي إلى اكتشافٍ آخر، مفاده أن تلك الجراحة قادرة على علاج الصرع كذلك.


ISTOCK\ الدماغ
كان ذلك كافياً لتحويل تلك الجراحة النادرة إلى علاج شائع، غير أن أحداً لم يكن يعرف ما الذي يجعل تلك الجراحة تنجح، أو كيف تستمر الحياة بهذه السلاسة بعدها.

اتّضح فيما بعد أن الدماغ مرن للغاية، ويتصف بما نسميه اللدونة، وأنه قادر على التغيير والتكيف لتعويض النقص الناتج عن استئصال أجزاء منه.

وفي دراسة نشرتها مجلة Cell Reports عام 2019، تم التركيز على دراسة سلوكيات ومقدرات 6 أشخاص خضعوا لاستئصال نصف الدماغ في مرحلة الطفولة، وأظهرت النتائج أن النصف المتبقي من دماغهم قد تعزز وتكيّف مع الوقت، وتمكّن من تشكيل شبكات جديدة. 

2. يُمكن لدماغك أن يُصيبك بالشلل
في كتاب حديث لسوزان أوسوليفان بعنوان Sleeping Beauties، تصف فيه عدداً من الأمراض الغريبة، ورد ذكر مريضة اسمها تارا، فقدت القدرة على تحريك قدميها وذراعيها بعدما أُصيبت فقرة في ظهرها. غير أن هناك مشكلة واحدة؛ طبقاً لكل التحاليل والفحوصات فقد

كانت أعصابها سليمةً تماماً. تصف تارا كيف يُمكنها الشعور بحركة الفقرة المصابة في ظهرها عندما تحاول تحريك أطرافها، لكن الأطباء أكدوا لها أن مشكلتها نفسية.

لكن في الواقع فإن الدماغ، بوصفه المهيمن على كل شيء في الجسد، هو من يُحدد كيف تتحرك، ومتى تتحرك، وما إذا كنت ستتحرك.

تَسبّب الألم في توقف دماغ تارا عن السماح لها بتحريك أجزاء من جسدها، وهو ما جعلها تبدو مخدرة.

إذا كان ذلك يبدو لك مستحيلاً فكِّر في حالة متلازمة الاستقالة، التي تجعل الشخص ينام ولا يستيقظ مرة أخرى (أحياناً لسنوات)، ورغم ذلك يُظهر فحص الدماغ نتائج طبيعية تماماً. تعلمت تارا المشي مرة أخرى، لكن ذلك استغرق الكثير من الوقت، اتضح أنه يمكن تعليم الدماغ المشي، كما يمكنه أيضاً أن يُجبرك على فقد تلك المهارة.

3. يُمكن لضحايا السكتات توليد خلايا عصبية جديدة لعلاج الشلل
في مقال مهم نُشر في مجلة Lancet، عام 2021، ورد أن الناجين من السكتات الدماغية الذين تلقوا تحفيزاً للعصب الحائر تعلموا مرة أخرى كيفية تحريك أذرعهم. كيف كان ذلك ممكناً؟

يشرح شارليز ليو، جراح الأعصاب الذي قاد الدراسة، ومدير مركز USC لترميم الأعصاب، الأمر بهذه الطريقة: تحفيز العصب جعل الدماغ يصنع أو يُطلق معدّلات عصبية جديدة؛ ولأن المرضى كانوا "يتعلمون" (أو يعيدون تعلم) الحركة في الوقت نفسه، فقد كانت الدوائر الحركية في الدماغ تزداد قوة. كان المرضى قادرين على استخدام أذرعهم وأيديهم التي كانت مشلولة لسنوات، دون أن نفعل أي شيء سوى تحفيز أدمغتهم.

4. تأثير البلاسيبو يحدث فقط لأن دماغك يُريده أن يحدث
في التجارب الطبية غالباً ما يُعطي الباحثون دواءً لمجموعة واحدة من الناس، ودواءً وهمياً أو "بلاسيبو" لمجموعة أخرى؛ لإحداث ما يُسمى "تدخُّلاً علاجياً وهمياً". نظراً لأن الدواء الوهمي هو في الأساس دواء تخيلي، فلا ينبغي أن يكون له أي تأثير، إلا أنه يعمل في بعض الأحيان.

ولكي نكون صادقين، لا تزال العلوم الطبية غير متأكدة تماماً من كيفية أو سبب حدوث ذلك، ولكنه يُشبه إلى حد ما التفاعل بين العقل والجسم الموصوف أعلاه في النقطة رقم 2.

إذ تتشكل علاقة عصبية- بيولوجية، تجعل العقل يؤثر على الجسد المادي. في الواقع تُشير بعض الأبحاث إلى أن الدواء الوهمي ينشط نفس المسارات الكيميائية الحيوية للدماغ التي تُنشطها الأدوية؛ لأن الدماغ يعتقد أن الدواء ذاهب إلى ذلك المكان.

5. دماغك لا يتألم
عندما تمسك إبرة على سبيل المثال وتقوم بوخز يدك ستشعر بالألم على الفور، ويعود الفضل في ذلك إلى دماغك والحبل الشوكي، اللَّذين يتولّيان مهمة تحديد المخاطر المحيطة بك، وتحفيزك لإجراء الاستجابة الملائمة.

لكن هل تعلم أنه إذا دقّ أحدُهم مسماراً في دماغك فلن تشعر بأي ألم؛ لأن دماغك ببساطة لا يحتوي على أي مستقبلات للألم، وهذا هو السبب في أن الجرّاحين قادرون على إجراء جراحة الدماغ أثناء استيقاظ المريض، وفقاً لما ورد في موقع Huffpost.

6. حجم أدمغتنا تقلَّص مع الوقت
لا يشير حجم الدماغ بالضرورة إلى تطور أكبر، فقبل 5000 عام كان لدى البشر أدمغة أكبر بشكل ملحوظ من أدمغتنا في الوقت الحالي.

وفقاً لما ورد في موقع LiveScience فإن البيانات الأثرية تشير إلى أن الأدمغة قد تقلصت بنحو (150 سم3) عما كانت عليه من قبل، أي أن أدمغتنا اليوم أصغر بنسبة 10% من أدمغة أسلافنا.

لا يعرف الباحثون سبب تقلّص الأدمغة، لكن البعض يفترض أن الدماغ تطوّر ليكون أكثر كفاءة. فيما يعتقد البعض الآخر أن جماجمنا أصبحت أصغر؛ لأن وجباتنا الغذائية تحتوي على أطعمة قابلة للمضغ بسهولة، ولم تعد هناك حاجة إلى فكوك كبيرة وقوية.

ومهما كان السبب، لا يرتبط حجم الدماغ ارتباطاً مباشراً بالعقل، لذلك لا يوجد دليل على أن الإنسان القديم كان أكثر ذكاءً من البشر اليوم.
7. أدمغتنا تستهلك الكثير من الطاقة
لا يمثل دماغ الإنسان سوى حوالي 2% من وزن الجسم الكلي، مع ذلك يستهلك حوالي 20% من الأوكسجين في دمنا و25% من الغلوكوز (السكريات) المنتشرة في مجرى الدم، وفقاً للكلية الأمريكية لعلم الأدوية النفسية والعصبية.

8. يُمكن للدماغ أن يحيا بعد موت الجسد
في أواخر الستينيات، أجرى روبرت وايت تجربة لعزل الدماغ، ما يعني أنه أخذ دماغاً حياً وأوصله بجهاز رسم الدماغ، كان الدماغ يُفكر دونما أي جسد متصل به.

ما الذي يعنيه أن يكون الدماغ حياً دون جسد؟ يصعب تخيل ذلك، لكن يمكننا القول إن أعمق أسرار الدماغ لن تُحل قريباً، ولعل هذه الآلة المحيرة والقوية والرائعة التي لا نهاية لها، والتي يبلغ وزنها أقل من كيلوغرام ونصف ستستمر في إثارة فضولنا لفترة طويلة.