السبت 23 تشرين الثاني 2024

ما العلاقة بين موانع الحمل الهرمونية وسرطان الثدي؟

النهار الاخبارية - وكالات 

تستخدم نحو 842 مليون امرأة في جميع أنحاء العالم وسائل منع الحمل الحديثة، وفقاً لدراسة أجرتها الأمم المتحدة في عام 2019. لكن إلى أي مدى قد تكون هذه الموانع مضرة؟ وما علاقة موانع الحمل الهرمونية بالسرطان؟ 

علاقة موانع الحمل الهرمونية بالسرطان
من المعروف منذ عقود، أن استخدام موانع الحمل الفموية يرتبط بزيادة طفيفة باحتمالية الإصابة بسرطان الثدي. ولكن حتى الآن، كانت هناك بيانات محدودة حول تأثير موانع الحمل التي تحتوي على البروجستيرون فقط.

ازداد استخدام موانع الحمل هذه بشكل كبير في بعض البلدان خلال العقد الماضي. ونظراً إلى ذلك، من المهم فهم كيفية ارتباط استخدامها بخطر الإصابة بسرطان الثدي.

قام الباحثون بدراسة شملت 9498 امرأة دون سن الخمسين تم تشخيصهن بسرطان الثدي بين عامي 1996 و2017، لتقييم العلاقة بين استخدام هؤلاء النساء لوسائل منع الحمل الهرمونية وخطر الإصابة بسرطان الثدي. كما قاموا بفحص 18171 امرأة غير مصابة بسرطان الثدي.

وكانت النتيجة وجود ترابط بين استخدام موانع الحمل الهرمونية والإصابة بسرطان الثدي، سواء كانت هذه الموانع عبارة عن البروجستيرون الفموي، أو البروجستيرون القابل للحقن، أو غرس البروجستيرون، أو البروجستيرون داخل الرحم.

وتشير النتائج إلى أن هناك زيادة نسبية بنحو 20% إلى 30% في مخاطر الإصابة بسرطان الثدي مرتبطة باستخدام وسائل منع الحمل الفموية أو المكوّنة من البروجستيرون فقط.

ماذا يعني ذلك؟
من الناحية العددية، من بين كل 100000 امرأة استخدمت وسائل منع الحمل المكونة من البروجستيرون فقط أو عن طريق الفم بين سن 16 و20، كانت هناك ثماني حالات مصابة بسرطان الثدي. 

وبالنسبة لأولئك اللواتي استخدمن وسائل منع الحمل هذه بين سن 35 و39، فيرتفع العدد إلى نحو 265 إصابة.

وقالت كريستين بيري، التي أشرفت على الدراسة: "تشير هذه النتائج إلى أن الاستخدام الحالي لجميع أنواع موانع الحمل التي تحتوي على البروجستيرون فقط، مرتبط بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي، على غرار تلك المرتبطة باستخدام موانع الحمل الفموية الأخرى".

نقاط ضعف هذه الدراسة
إن الافتقار إلى المعلومات الكاملة عن تاريخ الوصفات الطبية للمرأة يعني أن هذه الدراسة لم تكن قادرة على تقييم الارتباطات طويلة الأمد لاستخدام موانع الحمل فيما يتعلق بخطر الإصابة بسرطان الثدي، على الرغم من أن هذا لا ينبغي أن يؤثر بشكل كبيرعلى النتائج.

هل يجب التوقف عن استخدام موانع الحمل الهرمونية؟ 
قالت جيليان ريفز، أستاذة علم الأوبئة الإحصائية ومديرة وحدة علم الأوبئة السرطانية في جامعة أكسفورد: "لا أرى حقاً أن هناك أي مؤشر هنا للقول إن النساء بحاجة بالضرورة إلى تغيير ما يقمن به".

وأضافت: "لا أحد يريد أن يسمع أن هذه الموانع ستزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 25%".

لكنها شددت على أنه عندما تأخذ النساء عادةً موانع الحمل الهرمونية، في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، فإن معدلات الإصابة بسرطان الثدي منخفضة للغاية، وفقاً لما ورد في موقع theguardian. 

وسائل أخرى لمنع الحمل 
بطبيعة الأحوال إذا كنت لا ترغبين في اللجوء إلى وسائل منع الحمل الهرمونية فلا يزال هناك العديد من الخيارات الفعالة الأخرى، ومن ضمنها: 

الواقي الذكري

من الجدير بالذكر أن الواقي الذكري والواقي الأنثوي هما النوعان الوحيدان من وسائل منع الحمل التي تحمي من الأمراض المنقولة جنسياً.

عند استخدامها بشكلٍ صحيحٍ، تكون الواقيات الذكرية فعالةً بنسبةٍ تصل إلى أكثر من 80% في منع حدوث حمل، وذلك وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.

 العوازل الأنثوية

من الممكن استخدام العوازل الأنثوية بدلاً من الواقيات الذكرية، ولكن يجب الانتباه إلى أنه لا ينبغي استخدامهما معاً.

وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، تُعتبر الواقيات الأنثوية فعالةً بنسبة 79% في منع الحمل.

 غطاء عنق الرحم

غطاء عنق الرحم هو عبارةٌ عن كوبٍ من السيليكون الناعم يوضع في المهبل، ويغطي عنق الرحم لمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة.

تختلف فاعلية غطاء عنق الرحم باختلاف الأنواع، لكن جمعية تنظيم الأسرة الأمريكية قدرت فاعليته بما بين 70 و85%. ويحمي غطاء عنق الرحم من الأمراض المنقولة جنسياً.

مبيد النطف

مبيد النطف هو مادةٌ كيميائيةٌ تُعطل نشاط الحيوانات المنوية، وهو متاحٌ للشراء دون وصفةٍ طبيةٍ، ويُستخدم مع وسائل منع الحمل، مثل الواقي الذكري، ولكنه لا يُستخدم مع إسفنجة المهبل.

إذا استُخدم مبيد النطف بمفرده، فيجب إدخاله بالقرب من عنق الرحم قبل ممارسة الجنس بعشر دقائق على الأقل، ويظل مفعوله سارياً 60 دقيقةً، ويكون فعالاً بنسبة 71% تقريباً.

لصقات منع الحمل

وفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، فإنَّ لصقات منع الحمل تكون فعالةً بنسبة 99% في حال استُخدمت بشكل صحيح، ومع الاستخدام النمطي الذي قد ينطوي على خطأ بشري، تقل النسبة إلى 90%.

 الحلقة المهبلية

وفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، فإنَّ حلقة تحديد النسل المعروفة باسم NuvaRing تكون فعالةً بنسبةٍ تتخطى 99% عند استخدامها بالطريقة الأمثل.

ولكنها عادةً ما تكون أقل من 95%، بسبب الخطأ في استخدامها.