النهار الاخبارية - وكالات
يعد فيتامين د من أكثر الفيتامينات أهمية للجسم، إذ يبدو الفيتامين الذي يستمد من أشعة الشمس قادرًا على حماية الإنسان من أمراض عدة، لذا نكشف عن بعض أعراض نقص فيتامين د بالجسم وأهميته الصحية المذهلة، قبل توضيح كيفية تعويض غياب هذا الفيتامين بأسرع شكل ممكن.
فيتامين د
يعرف فيتامين د من جانب الخبراء بفيتامين سطوع الشمس، إذ يعاني البعض من أعراض نقص فيتامين د بالجسم عند الحرمان من أشعة الشمس بقصد أو دون قصد، فيما يؤدي أحيانًا الالتزام الزائد عن الحد بالوجبات النباتية أو المعاناة من الحساسية تجاه الألبان إلى النتيجة نفسها.
يمكن الحصول على فيتامين د بصورة طبيعية تمامًا عبر تناول الأطعمة الزاخرة به، مثل بعض الأسماك ومنتجات الألبان، علمًا بأنه يفرز بواسطة الجسم أيضًا ولكن مع تعرض الجلد لأشعة الشمس بشكل آمن، لا يؤدي إلى الإصابة بمشكلات أخرى جانبية.
أهمية فيتامين د
تتعدد مناطق القوة والفوائد الصحية التي تكشف بوضوح عن أعراض نقص فيتامين د بالجسم، حيث يبدو هذا الفيتامين من أبرز عوامل تقوية العظام، نظرًا لأنه يساعد الجسم ببساطة على الاستفادة من عنصر الكالسيوم عبر امتصاصه من الأكلات المحتوية عليه.
كذلك يعود الفضل لفيتامين د أحيانًا في الوقاية من بعض الأمراض الخطيرة، وفي مقدمتها الأورام السرطانية وأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنه يحمي كبار السن من مشكلات عقلية عدة، فيما يقلل من خطر إصابة الأطفال بحساسية الصدر، ليكشف ذلك عن خطورة أعراض نقص فيتامين د في الجسم.
أعراض نقص فيتامين د
إن كنت من متبعي الأنظمة الغذائية النباتية أو كنت تتجنب تمامًا منتجات الألبان، فلعلك تدرك بعض أعراض نقص فيتامين د التالية، والتي تتطلب الانتباه لخطورتها المتزايدة بمرور الوقت، وهي:
المعاناة من نزلات البرد
من أبرز أدوار فيتامين د في الجسم، أنه يساعد على قوة جهاز المناعة، ما يعطيه القدرة على مواجهة الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض.
لذا إن كنت تصاب كثيرًا بأمراض مثل البرد أو الإنفلونزا، فغالبًا ما يحدث ذلك على خلفية ضعف إنتاج فيتامين د في جسمك، في الوقت الذي أكدت فيه دراسات عدة، أن تناول مكملات الفيتامين تعمل بشكل فعال من أجل تقليل فرص الإصابة بـ أمراض الجهاز التنفسي بشكل عام.
آلام الظهر والعظام
يحافظ فيتامين د على صحة العظام بأكثر من طريقة، إذ يقوم بتحسين امتصاص الجسم للكالسيوم كمثال، لذا فالشعور بآلام في الظهر أو العظام وكذلك هشاشة العظام، يزيد من احتمالية وجود نقص بمعدلات الفيتامين بالجسم.
أشار الخبراء إلى أن فرص التعرض لآلام المفاصل والأرجل تتضاعف في حالة نقصان الفيتامين من الجسم، وخاصة عند كبار السن، كذلك تزداد آلام الظهر بشكل ملحوظ مع نقصان هذا الفيتامين، مما قد يصل إلى صعوبة الحركة في بعض الأوقات.
الاكتئاب
يعد المزاج السيئ والاكتئاب من ضمن أعراض نقص فيتامين د بالجسم، إذ ربطت عدة دراسات طبية بين الإصابة بهذا المرض النفسي، وبين تراجع فيتامين د من جسم المرضى، وخاصة بين البالغين.
يؤدي تناول المكملات الغذائية الزاخرة بهذا الفيتامين، إلى تحسين حالة المرضى المصابين بالاكتئاب، وخاصة الاكتئاب الموسمي، الذي يظهر خلال الأوقات الباردة من العام.
الشعور بالتعب والإرهاق
يشعر الإنسان بالتعب لأسباب عدة، من بينها نقص فيتامين د بالجسم، بينما على العكس من ذلك، يساعد تناول مكملات هذا الفيتامين بشكل يومي، على زيادة القدرة على ممارسة الرياضة، والشعور بالحيوية والنشاط، وهو ما تم إثباته في دراسة بريطانية مؤخرًا.
تساقط الشعر
يربط الناس كثيرًا بين فقدان الشعر والإحساس بـ القلق والتوتر، وهو أمر صحيح، ولكن أحيانًا ما يكون تساقط الشعر بسبب نقص في العناصر الغذائية بالجسم، وتحديدًا فيتامين د.
أوضح الخبراء والباحثون أن تساقط الشعر عند المرأة يكون ناتجًا بشكل كبير عن نقص الفيتامين بالجسم. كذلك ينطبق نفس الأمر على الإصابة بمرض الثعلبة.
بطء التئام الجروح
الشفاء البطيء من الجروح بعد إجراء عملية جراحية أو التعرض لإصابة، يمكن أن يكون على خلفية نقص فيتامين د بالجسم، تبين أن هذا الفيتامين يساعد على إفراز المواد التي تساهم في تكوين الجلد الجديد، ما يسرع من عملية الشفاء من الجروح، ليبدو بطء التئام الجروح من بين أبرز أعراض نقص فيتامين د التي يكشفها الجلد.
الإصابة بأمراض القلب
يتمثل أحد أبرز أعراض نقص فيتامين د بالجسم، في زيادة فرص التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية شديدة الخطورة، في ظل غياب دوره الضروري في ضبط مستويات ضغط الدم.
يحذر الخبراء من احتمالية تسبب نقص فيتامين د في تدهور صحة القلب بدرجة قد تؤدي إلى الوفاة، إن لم ينتبه المرضى لخطورة الأمر في الوقت المناسب.
تجدر الإشارة إلى أن أعراض نقص فيتامين د قد تظهر في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض أخرى، من بينها داء السكري من النوع الأول والثاني وأمراض الضغط، علاوة على التصلب المتعدد وعدم تحمل الجلوكوز.
أسباب المعاناة من نقص فيتامين د
إن كانت أعراض نقص فيتامين د في الجسم تبدو شديدة الخطورة، فإن الأمر يتطلب معرفة كيفية تعويض غياب هذا الفيتامين، ولكن بعد أن نشير إلى أسباب المعاناة من غيابه أولًا، حيث تتمثل في:
عدم تناول الأكلات المحتوية على فيتامين د
هو السبب الأبسط وراء ظهور أعراض نقص فيتامين د، والذي يعاني منه على الأغلب متبعو الوجبات النباتية، إذ يمكن الحصول بصورة طبيعية على الفيتامين المذكور من خلال الأكلات الحيوانية، والتي تأتي في مقدمتها الأكلات البحرية وزيوت الأسماك والألبان وغيرها، فيما يؤدي تجاهل تلك الأطعمة إلى الحرمان من فيتامين د وفوائده المتنوعة.
الحرمان من أشعة الشمس
بينما تتعدد فوائد التعرض لأشعة الشمس، فإن الفائدة الأبرز هي استمداد الجانب الأكبر من فيتامين د، لذا فسواء بدا الخروج من المنزل أكثر جاذبية لك في المساء مع تجنب الأمر في فترات الظهيرة، أو صار ارتداء الملابس الثقيلة التي تقلل فرص تعرض الجلد للشمس تمامًا هو الخيار الوحيد المتاح، فإن ظهور أعراض نقص فيتامين د يصبح مسألة وقت.
ضعف وظائف الكلى
كذلك فإن عدم قدرة الكلى على أداء بعض الوظائف المطالبة بها، من علامات التقدم في العمر، إذ تتمثل إحدى أبرز المشكلات التي تحدث حينها في عدم قيام الكلى بتفعيل دور فيتامين د، لترتفع فرص المعاناة من نقصه دون شك.
التمتع بلون جلد داكن
يبدو أصحاب الجلد الداكن لونًا غير محظوظين على صعيد اكتساب بعض فوائد فيتامين د، والسر في عدم قدرة أجسادهم على الاستفادة من دور أشعة الشمس في امتصاص فيتامين د، مع ارتفاع نسب الميلانين لديهم، وهي الصبغة الطبيعية التي ينتجها الجسم لكنها تؤدي أحيانًا للحرمان من الفيتامين شديد الأهمية.
سوء عمل الجهاز الهضمي
من الوارد أن يعاني البعض من أعراض نقص فيتامين د رغم الحرص على تناول الأكلات الغنية به، الأمر الذي يفسر حينئذ بعدم قيام الجهاز الهضمي بدوره في امتصاص هذا الفيتامين بالشكل اللائق، ما يحدث في أغلب الأحوال جراء المعاناة من مرض قد يتمثل في التليف الكيسي أو الداء البطني أو ربما مرض كرون.
السمنة
لا يمكن تجاهل مخاطر السمنة المتنوعة، والتي يتضح أن أحدها يتلخص في إبراز أعراض نقص فيتامين د بالجسم، حيث يربط العلماء بين التمتع بمؤشر كتلة جسم يبلغ 30 أو أكثر وبين احتواء الدم على كميات أقل من فيتامين د.
تناول بعض الأدوية
أحيانًا ما يؤدي تناول بعض الأدوية القادرة على علاج أمراض لا حصر لها، إلى أعراض جانبية غير مطلوبة، من ضمنها المعاناة من أعراض نقص فيتامين د، وهي الأدوية التي تشمل الملينات وبعض أدوية الستيرويد وخفض الكوليسترول والسيطرة على نوبات الصرع، إضافة إلى بعض علاجات السل وأدوية إنقاص الوزن.
كيفية تعويض نقص فيتامين د
تتعدد الطرق الصحية التي تساهم في مواجهة أعراض نقص فيتامين د بالجسم، فما بين تناول الأكلات الغنية به والخروج من المنزل قبل غروب الشمس والحصول على المكملات نكشف عن طرق تعويض غياب الفيتامين الشهير.
تناول أكلات فيتامين د
توجد الكثير من الأكلات الصحية التي تضمن الحصول على أكبر كم ممكن من فيتامين د، مثل زيوت الأسماك والأسماك نفسها، صفار البيض ومنتجات الألبان إلى جانب الفطر الأبيض.
التعرض لأشعة الشمس
ليس المطلوب الجلوس أو السير لفترات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة في ظهيرة يوم صيفي، بل ينصح باختيار الوقت المناسب طقسًا من أجل التمتع بالأشعة الذهبية لفترة لا تقل عن 15 دقيقة، كي يستمد الجسم الكم المطلوب من فيتامين د دون أن يتعرض الجلد لأي مخاطر صحية.
الحصول على المكملات
في بعض الأحيان، يبدو الحصول على المكملات هو الخيار الأنسب من أجل مواجهة أعراض نقص فيتامين د، فيما ينصح دومًا باستشارة الأطباء لتحديد العلاج الأمثل لتلك الأزمة، حتى يتم حلها بصورة جذرية.
متى يصبح فيتامين د مضرًا بالصحة؟
بينما ندرك الآن تعدد أعراض نقص فيتامين د الخطيرة، فإننا نشير على العكس من ذلك إلى الحالة التي يصبح حصد الفيتامين المذكور مضرًا بالصحة، ذلك حينما يحصل الإنسان على المكملات بصورة مبالغة ودون استشارة الأطباء المتخصصين.
تظهر أعراض الإفراط في الحصول على مكملات فيتامين د في صور عدة، من بينها المعاناة من الغثيان وقلة الشهية، علاوة على الرغبة الشديدة في الشرب والتبول، كذلك قد تتجسد زيادة فيتامين د في الجسم عن الحد الطبيعي، في الشعور بالضعف والإصابة بحالة من التشوش أو الإمساك.
في الختام، تبدو المعاناة من أعراض نقص فيتامين د مقلقة، لكنها لا تستدعي التعرض المطول لأشعة الشمس في الأوقات الخاطئة، أو تناول المكملات بإفراط، ما يكشف عن أهمية استشارة الطبيب المختص، حتى يحصل الإنسان على النسب المطلوبة من فيتامين سطوع الشمس دون أي أضرار.