الأحد 24 تشرين الثاني 2024

بعض الأطعمة تفاقم المشكلة وقد تصيبك بالبثور أو الجفاف.. إليك النظام الغذائي الملائم للبشرة حسب نوعها




الطعام لا يتحكم فقط في حجم الجسم وزيادة الوزن، بل يؤثر كذلك على مدى نقاء بشرتك أو معاناتك من مشاكل الجلد مثل البثور أو بقع الجفاف. إليك كيف يؤثر نظامك الغذائي على تحديد مدى صحة وسلامة بشرتك


الغذاء هو الوقود الذي نحتاجه لكي تعمل كافة وظائف أجسادنا، فهي تعمل بشكل أفضل عندما نوفر لها طعاماً صحياً ومتوازناً ومغذياً وملائماً لاحتياجاتنا.
وفي حين أن الكثير منا يدرك أن ما نتناوله من طعام يتعلق بشكل مباشر بحجم محيط الخصر أو حجم البطن والأرداف، إلا أن اتباع النظام الغذائي الملائم للبشرة يُعد مهماً للغاية كذلك عندما يتعلق الأمر بالحصول على بشرة رائعة وصحية.
وبالنسبة لأولئك الذين يتخذون قراراً بتغيير نظامهم الغذائي، سواء كان ذلك لإنقاص الوزن أو اتخاذ خيارات غذائية صحية، من المهم أن تكون على دراية بالتأثير الذي قد يُحدثه ما تأكله على بشرتك.

كيف يمكن أن يؤثر النظام الغذائي على سلامة البشرة؟

النظام الغذائي الذي يتكون من الأطعمة المصنعة والوجبات الجاهزة والكربوهيدرات المكررة والسكريات يمكن أن يسبب مع مرور الوقت الكثير من الالتهابات في الجسم، ما يؤدي إلى تفاقم مشاكل الجلد مثل حب الشباب، بحسب موقع Herbal Nutrition.
وبينما يعلم معظمنا أن النظام الغذائي غير الصحي يضر بشرتنا، فإن قليلين يعلمون أن النظام الغذائي الملائم للبشرة يلعب دوراً في محاربة آثار أضرار أشعة الشمس UV على بشرتنا، إذ يعزز التعرض للأشعة فوق البنفسجية تكوين الجذور الحرة، التي يمكن أن تُسبب تلفاً لمكونات بشرتنا التي تمنحها بنيتها وصلابتها مثل الإيلاستين والكولاجين.
وعلى مدار فترة من الزمن والتكرار بنفس الوتيرة يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور خطوط دقيقة وتجاعيد أكثر وضوحاً وتطور البشرة لعلامات التقدُّم في السن.
وتلفت ورقة بحثية منشورة بموقع PubMed العلمي عام 2011، بعنوان الكاروتينات في جلد الإنسان، أن تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الفاكهة والخضراوات الملونة مثلاً، يعمل بصورة فعّالة في محاربة الجذور الحرة، وتحسين نسيج الجلد.

كيفية تحديد نوع البشرة

قد تتساءلين حول نوعية بشرتك وكيفية تحديدها، وفي حين أن هناك العديد من الطرق المختلفة لتصنيف البشرة والعديد من الفئات المحتملة، يتحدث معظم الخبراء عن أربعة أنواع رئيسية، وهي: البشرة الجافة، والبشرة الدهنية، والبشرة المختلطة، والبشرة الحساسة.
كل أنواع البشرة هذه طبيعية، لكن معظم الناس يكافحون لتحقيق التوازن بين الجفاف والرطوبة، ويمكن أن يساعد اختيار النظام الغذائي الملائم للبشرة في استعادة ذلك التوازن المرجو.
الطعام الملائم للبشرة الجافة لن يتناسب مع أصحاب البشرة الدهنية بالضرورة – iStock

أولاً: البشرة الجافة

إذا كانت بشرتك جافة فمن المحتمل أن تكون بشرتك مشدودة ومتشققة وتعاني من بقع الجفاف والتقشير، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتسبب البشرة الجافة أيضاً في الحكّة والتهيُّج، ويلاحظ معظم الناس ذلك، خاصة في فصل الشتاء.
وقد يكون جفاف الجلد وراثياً أو نتيجة للشيخوخة، ولكن يمكن أيضاً أن يكون ناتجاً عن عدد من العوامل البيئية.
وبحسب موقع Style Vanity، يُعد النظام الغذائي الملائم للبشرة الجافة مهماً في تعويض الزيوت والرطوبة المفقودة، وبالتالي فإن الأطعمة التي تحتوي على دهون صحية أو التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مفيدة بشكل خاص.
ومن مصادر الدهون الصحية المكسرات والبذور والأفوكادو وزيت الزيتون والأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة الطازجة. وتحتوي الأسماك أيضاً على أحماض أوميغا 3 الدهنية، وهي من مضادات الالتهاب القوية التي يمكن أن تهدّئ البشرة الجافة والمتهيجة.
ومن بين الأطعمة الأخرى الملائمة للبشرة الجافة: الموز، الفلفل الأصفر، اليقطين، البطاطا الحلوة، البروكلي والسبانخ، الكوسة، البيض، الأفوكادو، اللوز، الكاجو، بذور عباد الشمس، الجوز، زيت جوز الهند، وبذور الكتان والشيا.

ثانياً: البشرة الدهنية

إذا كانت بشرتك دهنية فقد تبدو لامعة ولزجة، خاصة في منطقة الـT عند الجبين والأنف والذقن. ومن المحتمل أيضاً أن تكون لديك مسام كبيرة وواضحة تُنتج الكثير من الزّهم، وهو الزيت الذي تُفرزه الغدد الدهنية لترطيب الجلد والشعر.
وكما هو الحال مع جميع أنواع البشرة فإن السبب الرئيسي للبشرة الدهنية هو العوامل الوراثية، لكن البيئة ونمط الحياة يمكن أن يُسهما في زيادة دهنيتها.
وعادة ما تكون البشرة الدهنية أكثر شيوعاً لدى من يعيشون في المناخات الحارة والرطبة، ويمكن أن يؤدي الغسل المتكرر إلى زيادة إفراز الجلد للزيوت، وذلك للتعويض عن آثار الجفاف التي يتسبب فيها الصابون.
ويمكن أن يؤدي إهمال استخدام المرطب الملائم للبشرة الدهنية إلى نفس التأثير المرتد والمعاكس، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن يُسهم اتباع نظام غذائي غير متوازن وغني بالأطعمة الدهنية أو السكريات في تفاقم مشاكل البشرة الدهنية.
ويكون النظام الغذائي الملائم للبشرة الدهنية عبر استهلاك أطعمة نظيفة تحتوي على القليل من الدهون أو السكريات المضافة والمواد الاصطناعية.
وتشمل الأطعمة التي تُغذي البشرة الدهنية: الخضراوات الورقية الخضراء، والتوت، والخضراوات البرتقالية مثل القرع والجزر، والحبوب الكاملة خاصة تلك الغنية بفيتامين B2.
ويوصي خبراء التغذية أيضاً بخميرة البيرة والمكسرات والفاصوليا كمصادر صحية لهذا الفيتامين الأساسي للجسم.
تتفاقم مشاكل البشرة وفقاً لما تستهلكه من أطعمة – iStock

ثالثاً: البشرة العادية أو المختلطة

نظراً لأن البشرة المختلطة هي مزيج من البشرة الجافة والدهنية، يوضح موقع Healthline الصحي أن الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح هنا ستكون بتحديد نظام غذائي يحتوي على كلا النوعين من الأطعمة الضرورية لنوعي البشرة الجاف والدهني.
ولا يحتاج الأشخاص ذوو البشرة المختلطة إلى التخلص من الكربوهيدرات تماماً، لكن من المهم الانتباه إلى أنواع الحبوب والقمح التي تتناولها، إذ يمكن للكربوهيدرات أن تُسبب الالتهاب، ويمكن أن تقلل من التوازن الدقيق لشخص لديه بشرة مختلطة. 
وعند اختيار الكربوهيدرات يُنصح باختيار تلك التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين ونسبة أقل من السكريات التي تدخل في الدم، مثل الأرز البني أو حبوب الكينوا.
ويجب أن يكون النظام الغذائي الملائم للبشرة المختلطة متوازناً ويركز على الحفاظ على تناغم جوانب البشرة المختلفة، ويجب أن تشكل البروتينات الخالية من الدهون والخضراوات الطازجة والخضراوات الصليبية والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة 95% من النظام الغذائي، علاوة على شرب المياه الوافر خلال اليوم. ومن بين الأطعمة التي يجب تناولها للبشرة المختلطة وفقاً لموقع The New Potato: البروكلي، الكرنب، الجرجير، السبانخ، الجزر، سمك السلمون والسردين، الدجاج، البيض، زيت الزيتون، البطيخ، الخيار، الكركم، الزنجبيل، الفاصوليا، الجريب فروت، والشاي الأخضر.
وبالرغم من أنه لا يوجد شيء يُعرف بأنه طبيعي بشكل عام، لكن تُسمى البشرة المُختلطة أحياناً بالبشرة العادية، وذلك نظراً إلى أنها لا هي جافة للغاية أو دهنية بشكل مفرط.
ولكن من وقت لآخر، قد تواجه تلك البشرة بقعاً دهنية على الذقن والأنف والجبهة، أو بقعاً من الجفاف على الخدين والشفتين وحول منطقة محيط العين والأنف.
وبشكل عام ، يمكن لهذا النوع من الجلد الاكتفاء بالقليل من كل شيء، ويُعد تناول كل شيء باعتدال مع روتين ثابت في العناية بالبشرة رافدا سهلاً للحفاظ على جمال وصحة هذا النوع من البشرة.

رابعاً: البشرة الحساسة

تحتوي البشرة الحساسة على مسام دقيقة، ويمكن أن تتهيج بسهولة وتكون عرضة للاحمرار بسبب ضعف وظيفة الحاجز الواقي للجلد لسبب أو لآخر. وغالباً ما تكون البشرة الحساسة وراثية، كما يمكن أن تتفاعل أيضاً مع سوء التغذية والتغيّرات المناخية واختلال التوازن الهرموني وبعض منتجات التجميل.
ويجب معالجة البشرة الحساسة بمنتجات العناية اللطيفة والمهدئة لعلاج بشرتك وتخفيف الأعراض.
وإذا كانت لديكِ بشرة حساسة تتفاعل مع كل شيء تقريباً فاحرصي على أن تكوني لطيفة معها من خلال العناية بالبشرة الحساسة داخلياً من خلال تناول الأطعمة المهدئة، وكذلك من خلال العناية اللطيفة من الخارج، التي ستجعل بشرتك أقل تهيُّجاً وأكثر نقاءً.
ومن بين أفضل الأطعمة ضمن النظام الغذائي الملائم للبشرة الحساسة بحسب موقع Ann Marie Gianni: الكرنب، الطماطم، زيت الزيتون، بذور الكتان، البرتقال، الشاي الأخضر، الأفوكادو، التفاح، التوت.

خامساً: البشرة المعرّضة لتطوير البثور وحب الشباب

كلما كان جسمك أكثر نظافة وتوازناً داخلياً كان أداء وظيفته أفضل، ما يعني بشرة أكثر صفاءً وجسداً أقل عرضة للالتهابات.
ويساعد تناول الفواكه والخضراوات الغنية بالألياف في تطهير القولون والكبد، وهي ضرورية من أجل "تنظيف الجسم" من السموم والمخلفات.
ويُعد التفاح غنياً بالبكتين، وهو مركب كربوهيدرات يساعد القولون في إزالة السموم ويقوي بطانة الأمعاء. كما أن الجزر والكرفس غنيان بفيتامين C الذي يعزز المناعة ويمنع الجذور الحرة من إلحاق الضرر بالخلايا، ما يُسهم في الحصول على بشرة صحية أكثر نقاءً وشباباً.
وينصح موقع The Zoe Report بتناول الأعشاب البحرية باعتبارها مضادات طبيعية للالتهابات، وتساعد على تهدئة الجلد، وهي مفيدة بشكل خاص لمن يعانون من البثور الحمراء والمؤلمة.
وأخيراً، يُنصح بتناول الماء مع عصير الليمون الطازج في الصباح لتطهير النظام داخلياً، وذلك من شأنه تقليل فرص تطوير البثور وحب الشباب.

ما يجب تجنُّبه لجميع أنواع البشرة

وبالإضافة إلى أهمية تحديد النظام الغذائي الملائم للبشرة وفقاً لنوعها، وضرورة تحديد الأطعمة التي تريد البحث عنها بشكل استباقي لكي تلائم احتياجات الجسم، يوصَى بأن تحاول جميع أنواع البشرة التي تعاني من حالة عدم التوازن بتجنب العناصر التالية:
•   الدقيق الأبيض والحبوب المكررة.
•   الألبان الحيوانية.
•   السكر المكرر والاصطناعي.
•   الأملاح المرتفعة.
•   الأطعمة المصنعة والمواد الحافظة.