النهار الاخباريه. وكالات
هذا النوع من الاضطرابات المزاجية المزمنة قادر على منع الشخص من العيش بصورة طبيعية وينبغي مراجعة الطبيب لعلاجه إذا ما بلغ مرحلة قصوى
يمكن أن تتسبب عدة أشياء في إصابة الشخص بحالة من الاكتئاب الليلي، مثل المعاناة من الأرق وعدم القدرة على النوم. واعتماداً على السبب الكامن وراء تلك الحالة، يمكن أن تشمل العلاجات الممكنة للمشكلة العلاج النفسي أو العلاج بالحديث أو من خلال تناول الأدوية المضادة للاكتئاب في الحالات القصوى.
والاكتئاب الليلي في الأصل هو اضطراب مزاجي يصيب الملايين حول العالم، وتختلف أعراضه من شخص لآخر، ويكون مصحوباً بأعراض عاطفية وجسدية تتداخل مع الحياة اليومية.
هذا التقرير نستعرض ما تحتاج إلى معرفته عن هذا النوع من الاكتئاب، وبعض النصائح حول كيفية التعامل معه ومعالجة آثاره:
ما هو الاكتئاب الليلي؟
الاكتئاب بشكل عام هو حالة صحية عقلية شائعة يمكن أن تؤدي إلى حالة مزاجية سيئة والشعور باليأس والإحباط وانعدام الطاقة. ويعاني بعض الأشخاص من تفاقم تلك الأعراض عند حلول الليل، فيما يُعرف باسم الاكتئاب الليلي أو Nighttime Depression.
الأعراض الأكثر شيوعاً لهذا الاكتئاب:
كما سبق أن أسلفنا، تختلف أعراض الاكتئاب الليلي من شخص لآخر.
ويسبب الاكتئاب الشديد أعراضاً شديدة تتعارض مع مزاجك وأنشطة حياتك اليومية. إذا كنت قد عانيت من عدد من هذه الأعراض لمعظم اليوم، كل يوم تقريباً، على مدار الأسبوعين الماضيين أو أكثر، ولم تشعر بالتحسُّن، يجب أن ترى طبيباً نفسياً بشكل عاجل.
وتشمل الأعراض ما يلي بحسب موقع Very Well Mind للصحة النفسية والعقلية:
المعاناة من مشاكل النوم، مثل النوم أكثر من المعتاد أو صعوبة النوم والأرق أو تقطع النوم وعدم القدرة على النوم لقسط متواصل خلال الليل.
الأكل أكثر أو أقل مما تفعل في عادتك.
فقدان الوزن أو زيادته عن وزنك المعتاد.
فقدان الاهتمام و/ أو فقدان الاستمتاع بالأنشطة التي تستمتع بها في العادة.
نقص الطاقة والشعور بالإعياء والإرهاق المستمر.
صعوبة الانخراط في المهام العادية للحياة اليومية مثل تنظيف الأسنان أو الاستحمام أو طهي الطعام.
المعاناة من الصداع أو آلام المعدة والعضلات والعنق، أو أي ألم آخر لا يستجيب للعلاج وليس له سبب واضح.
التهيج والاستفزاز والتحفُّز العاطفي الشديد.
الشعور بالحزن و/ أو القلق الشديد.
الشعور باليأس والإحباط وقلة الحيلة.
البكاء المستمر، أو الرغبة الدائمة في البكاء حتى وإن لم تبكِ فعلاً.
الأرق وصعوبة النوم أو عدم النوم بعمق.
الشعور بالعزلة أو الوحدة والانطواء.
الشعور بعدم القيمة أو الذنب أو العجز.
صعوبة في التركيز وإنجاز المهام مهما بدت صغيرة.
أفكار أو محاولات انتحارية، أو التفكير في الموت بشكل متواصل.
وأثناء الليل، يمكن أن تتفاقم بعض هذه الأعراض، مما يجعل النوم أكثر صعوبة. وفي المقابل، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأرق والإرهاق في اليوم التالي، مما يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب الذي يعاني منه الشخص، والانغماس في حلقة مفرغة.
ما أسباب الاكتئاب الليلي؟
هناك عدد من الأسباب التي يمكن أن تسهم في زيادة الاكتئاب الليلي. وأحد الأسباب الشائعة هو عدم وجود عوامل تشتيت للانتباه كما هو الحال خلال ساعات النهار.
وعادة ما يكون من الأسهل أثناء النهار إيجاد مهام وأنشطة تُبقي ذهن الشخص المصاب بالاكتئاب الخفيف أو المتوسط منشغلاً ونشطاً وقادراً على تنفيس الطاقة.
ولكن في الليل، عندما يستقر الشخص للنوم، لا يوجد شيء هناك في هذه المساحة سوى الشخص وأفكاره ومشاعره.
يسبب الاكتئاب الليلي صعوبات النوم والأرق - iStock
يسبب الاكتئاب الليلي صعوبات النوم والأرق – iStock
ويحاول الباحثون النظر بشكل مستمر فيما يمكن أن يزيد من أعراض الاكتئاب أثناء الليل. ووفقاً لبحث نشرته مجلة علم الأعصاب عام 2013 على الحيوانات، فإن الأضواء الساطعة في الليل (خاصة الأزرق مثل ضوء الهواتف والشاشات، والأبيض مثل ضوء النيون أو إضاءات أعمدة الإنارة في الشارع) لا تبقينا مستيقظين فحسب، بل قد تزيد أيضاً من أعراض الاكتئاب.
وفي الدراسة كان حتى وجود جهاز تلفزيون في غرفة مظلمة يزيد من مستويات الكورتيزول لدى الحيوان ويحدث تغييرات في الحُصين في المُخ، وكلاهما يمكن أن يزيد من أعراض الاكتئاب.
ويُعتقد أيضاً أنه في حالة تعطُّل إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم، فقد يتم تحفيز الاكتئاب أو زيادة حدة الأعراض.
ووجد بحث عام 2009 أن زيادة الضوء. حول الشخص في الليل يمكن أن تعطل بشكل كبير إيقاع الساعة البيولوجية لدينا، مما يسبب أو يزيد من اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب، بحسب المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية بأمريكا، الذي أجرى الدراسة.
عوامل خطر أخرى قد تهددك بالاكتئاب والاكتئاب الليلي
هناك العديد من عوامل الخطر المحتملة للاكتئاب، بحسب موقع Medical News Today، وتشمل:
تاريخ عائلي من مشاكل الصحة العقلية والنفسية.
صدمة وأزمة نفسية سابقة.
المعاناة من التوتر والقلق المزمن.
حالات صحية بدنية طويلة الأمد، مثل أمراض القلب.
مشاكل الصحة العقلية الأخرى، وخاصة اضطرابات القلق.
تدني احترام الذات والنظرة الذاتية أو التشاؤم والسوداوية.
تعاطي الكحول أو المخدرات بكثرة.
ويمكن أن تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب الليلي، التعرض لأعراض مثل الأرق المزمن، أو الاجترار وفرط التفكير.
الاجترار وفرط التفكير يزيد وتيرة الاكتئاب
وغالباً ما يفكر الأشخاص المصابون بالاكتئاب في الأحداث السابقة والقضايا التي تهمهم في حياتهم، أو يفكرون فيها مراراً وتكراراً بشكل وسواسي قهري، في محاولة لفهمها أو تخيل نتائج مختلفة لها.
ونظراً لأن الاكتئاب يتسبب في الميل إلى التركيز على الأحداث السلبية (على سبيل المثال، إعادة استرجاع وفاة شخص عزيز أو عراك مع الزوج أو تذكُّر تفاصيل حادث مؤلم)، فإن الاجترار يمكن أن يغذي مشاعر الاكتئاب والقلق. وعادة ما يكون سبباً رئيسياً لأعراض الاكتئاب الليلي.
وليس من المستغرب أنك تميل إلى أن تكون أكثر عرضة للتأمل عندما تكون بمفردك وخالياً من المشتتات، وهو ما يميل إلى أن يحدث في الليل بالنسبة للكثيرين منا.
وبحسب Very Well Mind، يمكن أن يجعلنا التعب في نهاية اليوم أكثر عرضة للشعور بالإحباط واليأس. وعلى الرغم من أن الاجترار أمر طبيعي وبشري تماماً، فإنه يمكن أن يكون غير صحي للغاية عند زيادته عن الحد المعقول، خاصة إذا كان يسبب أو يزيد من الاكتئاب أو القلق والتوتر.
تأثير الاكتئاب بشكل عام على صحة الشخص
من المرجح أن يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من مشاكل سلوكية وحالات صحية عقلية أخرى، بحسب موقع Medical News Today.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت في مجلة الطب النفسي السريري أن 75% من المصابين بالاكتئاب قد عانوا أيضاً من اضطرابات القلق خلال حياتهم. ويميل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق إلى الشعور بمشاعر غامرة من الخوف والقلق والتوتر الخارج عن السيطرة.
الأشخاص المصابون بالاكتئاب هم أيضاً أكثر عرضة لمشاكل تعاطي المخدرات. ووجدت دراسة أخرى نشرها ذات الموقع، أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات كانوا أكثر عرضة بشكل ملحوظ للإصابة بالاكتئاب.
وتظهر الأبحاث بشكل متزايد أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب هم أيضاً أكثر عرضة لمضاعفات الصحة البدنية والأمراض.
على سبيل المثال، وفقاً لإحدى الدراسات التي استخدمت بيانات من أكثر من 3 مليون شخص، فإن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم 72% نسبة أعلى للإصابة بأمراض القلب مقارنة بمن لا يعانون من الاكتئاب. كما كانوا أكثر عرضة للوفاة في سن أصغر.
كيف يمكن السيطرة على الاكتئاب الليلي وتخفيف أعراضه؟
لحسن الحظ، هناك عدد من الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع الاكتئاب الذي يحدث أو تزداد حدّته ليلاً.
ومن أجل معالجة أعراض الاكتئاب الليلي، أو الاكتئاب بشكل عام بغض النظر عن الوقت من اليوم التي تظهر فيه الأعراض، يجب الحفاظ على خطة العلاج التي يحددها الطبيب النفسي بعد الاستشارة.
وإذا كانت أعراض الاكتئاب التي تعاني منها جديدة بالنسبة لك أو لا تتلقى علاجاً حالياً مع الطبيب المختص، فيجب عليك تحديد موعد مع الطبيب في أقرب فرصة؛ لأنه يمكنه أن يعطيك تشخيصاً محدداً ويساعدك في العثور على العلاج المناسب لك.
بعض أسباب الاكتئاب الليلي متعلقة بروتين الحياة اليومية - iStock
بعض أسباب الاكتئاب الليلي متعلقة بروتين الحياة اليومية – iStock
وللتحكم في الاكتئاب الليلي، قد تفكر في تجربة بعض هذه النصائح التي نشرها موقع Healthline الصحي للمساعدة في تحسين الأعراض من التدهور:
استرخِ قبل ساعتين على الأقل من النوم: يتيح ذلك للجسم البدء في الهدوء والتباطؤ والاستعداد للنوم. ويعد النوم الجيد
تقليل تناول الكافيين والكحوليات والتدخين: إذ يمكن لتلك الأشياء أن تزيد من أعراض الاكتئاب، ويمكن أن يؤدي تناول الكافيين في وقت متأخر جداً من اليوم أيضاً إلى إصابتك بالأرق والعدم الحصول على نوم عميق.
وبطبيعة الحال، فإن أفضل طريقة للتعامل مع الاكتئاب الليلي هي البحث عن علاج للاكتئاب نفسه.
وهناك عدة طرق لعلاج الاكتئاب، وقد تنطوي الرحلة على التجربة والخطأ ويستغرق الأمر بعض الوقت. لكن بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يكون الجمع بين الطرق المختلفة هو الأكثر فائدة.
ووفقاً لـMedical News Today، تتوفر أنواع مختلفة من العلاج النفسي للاكتئاب. مثلاً، يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأشخاص المصابين بالاكتئاب على تحديد أنماط تفكيرهم السلبية وتغييرها.
وتتوفر أيضاً العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، وهي أدوية شائعة لعلاج أعراض الاكتئاب.
وتشمل الاستراتيجيات الأخرى للتعامل مع أعراض الاكتئاب إجراء تغييرات في نمط الحياة. على سبيل المثال، إجراء تغييرات رياضية في حياة الشخص قادر على إحداث تغييرات إيجابية على حياة المصابين بالاكتئاب.
كما وجدت تجارب علمية أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يقلل أيضاً من الأعراض.