السبت 23 تشرين الثاني 2024

أطباء يفسرون السبب وراء تجلط الدم المرتبط باللقاحات

قال الأطباء إنهم يبحثون عن سبب جلطات الدم التي قد تكون مرتبطة ببعض لقاحات فيروس «كورونا»، وأشاروا إلى إن نتائجهم لها آثار مهمة على كيفية علاج الحالة، بغض النظر عما إذا كانت اللقاحات تسببها فعلياً أم لا، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
ورغم أن الرابط لم يتم تأكيده بعد، فإنهم يطلقون على الحالة توصيف نقص الصفيحات المناعية الناجمة عن اللقاح أو «في آي تي تي». وتتميز الحالة بتخثر الدم غير المعتاد مع انخفاض عدد الصفائح الدموية. يعاني المرضى من جلطات خطيرة وأحياناً نزف في نفس الوقت.
وتم ربط ذلك بشدة بلقاح «أسترازينيكا» المضاد لفيروس «كورونا»، الذي يستخدم على نطاق واسع في أوروبا والمملكة المتحدة.
وتقوم المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء بفحص ما إذا كان لقاح «جونسون آند جونسون» قد يتسبب أيضاً في حدوث جلطات دموية.
ويستخدم كل من لقاحي «أسترازينيكا» و«جونسون آند جونسون» فيروسات البرد الشائعة التي تسمى الفيروسات الغدية، ويشتبه بعض الخبراء في أن استجابة الجسم لتلك النواقل الفيروسية قد تكمن وراء التفاعل. ومن الجدير ذكره أن لقاح «أسترازينيكا» غير مصرح به في الولايات المتحدة.
وطلبت إدارة الغذاء والدواء ومراكز السيطرة على الأمراض وقف إعطاء لقاح «جونسون آند جونسون» أثناء التحقيق.
ودرس فريق بقيادة الدكتورة ماري سكالي، اختصاصية أمراض الدم في مستشفيات كلية لندن الجامعية، 22 مريضاً أصيبوا بالمتلازمة بعد تلقي لقاح «أسترازينيكا»، ووجدوا أن لديهم استجابة غير عادية للأجسام المضادة. لم يُنظر إلى هذه الأجسام المضادة المزعومة «بي إف 4» من قبل إلا على أنها تفاعل نادر لاستخدام الهيبارين المميع للدم الشائع.
وأفادت سكالي وزملاؤها بأن النتائج تدعم نظرية مفادها أن رد الفعل المناعي قد يكون أساس جلطات الدم النادرة، لكن النتائج لم تفسر ذلك بعد. ما قد يحدث هو رد فعل من قبل الجهاز المناعي مع الصفائح الدموية لإحداث تخثر غير منضبط.
وأشاروا إلى أنه حتى ولو تسببت اللقاحات في ذلك، فإن هذه الحالات لا تزال نادرة جداً وغير معتادة.
وكتبوا: «لا يبدو أن خطر الإصابة بنقص الصفيحات وخطر الخثار الوريدي بعد التطعيم ضد (كورونا) أعلى من المخاطر الأساسية لدى عامة السكان، وهو اكتشاف يتفق مع الطبيعة النادرة والمتفرقة لهذه المتلازمة».
وأضاف فريق البحث أن «الأحداث التي تم الإبلاغ عنها في هذه الدراسة تبدو نادرة، وحتى يتم إجراء مزيد من التحليل، من الصعب التنبؤ بمن قد يتأثر. وتتطور الأعراض عادة بعد أكثر من خمسة أيام من جرعة اللقاح الأولى».
ولكن إذا كان التطعيم يمكن أن يسبب الحالة، فسيكون من المهم التعرف على ذلك ومعالجته بشكل مناسب - لأنه لا يُنصح باستخدام العلاج المعتاد لجلطات الدم لمحاربة نقص الصفيحات المناعي المرتبط اللقاح.
ويجب إعطاء المرضى الأدوية المضادة للتخثر، ولكن ليس الهيبارين.
وكتب دوغلاس سينس من جامعة بنسلفانيا والدكتور جيمس بوسيل من كلية وايل كورنيل للطب في تعليق أنه ليس من الواضح أيضاً من هو الأكثر عرضة للخطر.
وقالا إن «معظم المرضى المشمولين في هذه التقارير هم من النساء دون سن الخمسين، وبعضهن يتلقين العلاج ببدائل هرمون الاستروجين أو موانع الحمل الفموية. وقد أصيبت نسبة عالية بشكل ملحوظ من المرضى بجلطات في مواقع غير عادية».
وفرضت بعض الدول الأوروبية قيوداً على من يجب أن يحصل على لقاح «أسترازينيكا». على سبيل المثال، تحد بلجيكا من استخدامه للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عاماً. وأوقفت دول أخرى استخدامه مؤقتاً. وطُلب من مستشاري اللقاحات في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها النظر فيما إذا كانت قيود مماثلة قد تكون مناسبة للقاح «جونسون آند جونسون»، رغم أنه تم الإبلاغ عن عدد قليل فقط من الحالات المشابهة في الولايات المتحدة.