النهار الاخباريه – احمد عثمان
وكأن القدر شاء ان يكون الثامن والعشرين من حزيران يوما أسوداً في تاريخ بلدة القاع. ففي الذكرى 38 لمجزرة القاع الشهيرة في 1978 تمتزج الصلوات على راحة نفس شهداء سقطوا في الماضي واخرين قضوا في الامس القريب وفي كلا الحالتين لا ذنب لهؤلاء سوى انهم سكان منطقة حدودية قدرهم ان يأتيهم الغدر من خلف الحدود ولو بفارق في وقائع وظروف الحادثتين.
وقد بلغ حد الاجرام ان يستهدف الارهاب مجددا مصلين يتضامنون مع ابناء شهداء مجزرة صباح الاحد-الاثنين بشكل سلمي امام الكنيسة ليل الاثنين ولم تكن دموع هؤلاء قد جفت منذ بداية النهار المشؤوم.
و بأقل من 24 ساعة 8 عمليات انغماسية هزت القاع البقاعية وحصدت ارواح ابرياء سقطوا شهداء وجرحى.
8 انفجارات اشبه بسيناريو او كابوس دموي ينذر بنمط جديد من العمليات الانتحارية معاكس تماماً للنمطية المعهودة نسبة إلى ما شهدته البلاد في السابق.
حيث قام اربعة انتحاريين فجروا انفسهم في البلدة مساء الاثنين، اثنان منهم امام كنيسة مار الياس وثالث على مقربة من آلية للجيش ورابع قرب موقع التفجير الصباحي. في 28 حزيران 2016 ستتفتح الجروح وبدل من ان تضاء شعلة امام نصب الشهداء التذكاري تخليدا لذكراهم، ستذرف دموع ساخنة من قلوب محترقة على ابرياء ناموا آمنين ليصحوا على شرف الشهادة، وعلى جرحى دفعوا دماء في مواجهة الارهاب.
وتشير المعلومات الامنيه الوارده للنهار الاخباريه ان الارهابيون الاربعه دخلوا عبر مشاريع القاع واجتازوا السهول الشاسعة التي تستحيل مراقبتها الى ان وصلوا الى نقطة الامانة التي تبعد عن الحدود حوالى العشرة كيلومترات، بفارق زمني محدود عن توقيت وقوع التفجيرات الانتحارية.
وقد اراد الارهابيون الاربعه من تنفيذ عمليتهم ان تكون على نطاق واسع متزامنه او متفرقه وتوكد المعلومات التى وصلت النهار الاخباريه لها انالانتحارين اضاعوا الطريق
لانهم كانوا بانتظار وصول الدليل الذي كان يريد ان يصطحبهم الى مكان تنفيذ عملياتهم الارهابيه إلا انه لم يصل لاساب امنيه حالت دون وصوله .
والجدير ذكره ان الانتحارين الخمسه كانوا حليقين الذقون وشعرهم الاجعد تحول الى شعر مالس وهذا ياخذنا بالاستراتيجيه الجديده التى تتبعها الجماعات الارهابيه بالتفكير بطريقه متطوره فى الاجرام وقد حاول هؤلاء التغلل بين المدنيين الى حين تحديد ساعة الصفر لعملياتهم .
وفى المساء وبحسب المعلومات التى حصلت عليها النهار الاخباريه جاءت العمليات التى قام بها خمسه ارهابين ووفق المعلومات، فإنه 3 إنتحاريين نفذوا أولاً ثلاث هجمات إستهدفت وقفة تضامنية مع شهداء تفجيرات الفجر كان الاهالي يقومون بها ومن ثم تبعها تفجير آخر حصل بعد تجمع المواطنين ليصبح العدد 4 إنفجارات حيث نادى الارهابيون وفق شهود عيان "الله وأكبر" وفجروا أنفسهم بشكلٍ متسلسل.
وفى اتصال اجرته النهار مع رئيس بلديه القاع بشير مطر الذي شدد ان يد الاجرام تفتك بالقاع وانه لا بد من وضع حد لحالة النزوح المتفلت في البلدة وعلى تخومها.
وبحسب رئيس بلدية القاع بشير مطر بلغ عدد النازحين السوريين بعد الازمة السورية 25000 نازح في ظل وجود بيئة حاضنة للمسلحين في منطقة مشاريع القاع الحدودية الشاسعة وفي ظل التفلت الاداري والقانوني. ويضيف مطر انه صار لهؤلاء مدارس مرخصة ومحلات تجارية وحوالى 2000 وحدة سكنية منها ما هو غير مرخص بتمويل من جهات مشبوهة مجاورة، ما يعزز توسيع رقعة الاستيلاء على اراض زراعية هي لابناء القاع يبلغ مجمل مساحتها ال 120 مليون متر مربع وهذا الامر يسمح بتكريس هوية غريبة عن المنطقة.
وبالتالي فالمطلوب هو وضع حد لتمدد ازمة المخيمات وتجمعات النازحين الخارجة عن اي رقابة، من اجل مساعدة الجيش في اداء مهامه في هذه المرحلة الخطيرة التي يعزز فيها مواقعه واجراءاته
تسلح عسكري غير مسبوق
وبشكل غير مسبوق ولشدة حالات القلق التى طغت على البلده ارتفع منسبوب الاستنفار العسكري الغير مسبوق بتسلح اهالى البلده وتعاظمت هذه الظاهرة الى تسلح غير مسبوق للنساء الى جانب الرجال بلباسهم المدني حاملين على اكتافهم "كلاشنيكوف" وجعبة عسكرية يرتدونها تتوزع على أطرافها ذخائر وقنابل، فالأصوات الآتية والحركات من جهة البساتين المحيطة بالبلدة تقلق الأهالي والجيش الذي يجري منذ ليل أمس مسحاً شاملاً لكامل بلدة القاع تحسباً لاختباء انتحاريين آخرين او حرب انغماسية شرسة جديدة من نوعها قد تشهدها المنطقة بين لحظة وأخرى.
ومن خلال هذه الحالة الفريده برزت عدة اشارات ميدانيه عدة وبقوة على الساحة اللبنانية وتحديداً المسيحية، تشي احداها بان اهالي القاع رجالاً ونساءً ذات الصبغة القواتية بغالبيتهم أقرب إلى نظرية الأمن الذاتي- الزيتي للدفاع عن وجودهم وحماية كيانهم اذا استدعى الأمر ولكن تحت إمرة الجيش اللبناني.
الا ان مشهد "الامن الذاتي" في هذا اليوم الدموي الطويل اثار سخط الكثيرين، فيما ذهبت انتقادات أخرى إلى ما هو أبعد من اهال قرروا تعبئة قدراتهم في خدمة الجيش.
هذه النظرية السائدة اليوم أكثر من اي وقت مضى لن تحل محل الدولة أو مؤسساتها الامنية والعسكرية، وفق ما أكدته مصادر مواكبة للمجريات السياسية - الأمنية الداخلية، والتي تحتم في سياق حديثها وقوف هؤلاء الشبان حاملي السلاح خلف الاجهزة الامنية اللبنانية.
وتقع بلديّة قاع بعلبك في قضاء بعلبك أحد أقضية محافظة بعلبك - الهرمل هذه المحافظة هي واحدة من ثمان محافظات يتشكل منها لبنان الإداري.
تبعد قاع بعلبك حوالي 125 كلم (77.675 مي) عن بيروت عاصمة لبنان. ترتفع حوالي 644 م (2112.964 قدم - 704.2784 يارد) عن سطح البحر وتمتد على مساحة تُقدَّر بـ 1291 هكتاراً (12.91 كلم²- 4.98326 مي² .