النهار الاخباريه وكالات
على الرغم من تأكيد السلطات الأوكرانية قصف المدمرة الروسية "موسكفا" بصاروخ مضاد للسفن في البحر الأسود في 13 أبريل (نيسان) الحالي، إلا أن روسيا لم تؤكد بشكل حاسم سبب الحريق في السفينة، ولم تؤكد غرقها إلا بعد أيام.
وما زالت الرواية الرسمية الروسية أن الطراد الصاروخي تضرر "جراء عاصفة" ولم يمكن إصلاحه وغرق من دون خسائر في الطاقم. أما الرواية الأوكرانية، فهي أنه تم قصف المدمرة بصاروخ "نيبتون" مضاد للسفن وأن إغراقها أفشل خطط روسيا لهجوم من البحر على ميناء أوديسا الاستراتيجي الأوكراني على البحر الأسود. وبحسب التقديرات الأوكرانية، خسر الروس حوالى 100 من طاقم المدمرة في الهجوم الصاروخي الأوكراني عليها.
في عددها الصادر اليوم (20-4-2022)، كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية عن أن أحدث طائرة استطلاع وتجسس أميركية حامت قرب المنطقة التي كانت المدمرة الروسية موجودة فيها ذلك اليوم وقبل وقت قصير من قصفها بصاروخ أوكراني.
"بوينغ بي 8 بوسايدون"
فقد تم رصد الطائرة من طراز "بوينغ بي 8 بوسايدون" على بعد نحو 160 كيلومتراً (100 ميل) من المدمرة "موسكفا" في اليوم الذي تعرضت فيه للقصف وقبل ساعات قليلة من استهدافها.
وتُعدّ تلك الطائرة أحدث ما في الترسانة الأميركية وأكثرها تقدماً في رصد الغواصات والاستطلاع والتتبع للسفن الحربية.
وتستطيع الطائرة "بي 8" إلقاء عوامات سونار في المياه المفتوحة لتحديد سفن العدو، كما أنها مزودة بأجهزة رادار "إيه بي واي – 10" المتقدمة جداً. وتبلغ تكلفة الطائرة الواحدة من هذا الطراز المتقدم نحو 430 مليون دولار (330 مليون جنيه استرليني
على الرغم من أن تفاصيل مكونات تلك الطائرة وقدراتها الاستطلاعية والتجسسية من الأمور السرية، إلا أن الخبراء قدّروا سابقاً أنه يمكنها مسح منطقة مساحتها 10 آلاف متر مربع من على مدى يصل إلى 354 كيلومتراً (220 ميلاً). ويعني ذلك أن المدمرة الروسية "موسكفا" كانت في نطاق مسحها الراداري بحسب المسار الجوي لها الذي فصّله تقرير الصحيفة.
ووفق ما سجله موقع تتبّع الطيران "فلايت رادار 24"، أقلعت الطائرة "بي 8" الأميركية بالكود التعريفي AE681B في 13 أبريل من القاعدة الجوية للبحرية الأميركية في سيغونيلا بصقلية في إيطاليا باتجاه البحر الأسود.
وكان أول تسجيل لها على موقع تتبّع الطيران في الساعة 1:32 بعد الظهر بتوقيت كييف فوق مياه البحر الأبيض المتوسط. وبحسب مسار الطائرة، حلقت فوق منطقة البلقان ثم بلغاريا قبل أن تصل إلى الأجواء فوق شاطئ رومانيا على البحر الأسود.
إختفاء الطائرة
كان آخر تسجيل لذلك المسار فوق بلدة فاليا نوكاريلور في رومانيا، أي على بعد أقل من 20 كيلومتراً (12 ميلاً) من الحدود الأوكرانية، وذلك في الساعة 3:27 بعد الظهر. وعند هذا الحد، كانت الطائرة الأميركية على بعد يقلّ عن 160 كيلومتراً (110 أميال) من الموقع الذي ضُربت فيه المدمرة الروسية.
في الوقت الذي اختفت الطائرة "بي 8" من على رادار موقع تتبّع الطائرات، كانت قد هبطت من ارتفاع 29 ألف قدم إلى ارتفاع 11900 قدم.
وظل موقع الطائرة غير معروف لمدة ساعة و58 دقيقة بعد ذلك. وعادت لتظهر على شاشات موقع تتبّع الطيران في الساعة 6:23 مساء في مسار باتجاه شاطئ البحر الأسود فوق بلدة كازيمسيا في رومانيا، أي على بعد أقل من 60 كيلومتراً (37 ميلاً) من آخر موقع مسجل لها.
وبحسب ما ذكره خبراء عسكريون لصحيفة "تايمز"، فإن الطائرة "بي 8" توقِف بث جهاز الإرسال المحدد لموقعها حين تدخل أجواء منطقة صراع أو حرب، كما يحدث تقليدياً في هذه الحالات. وبعد 19 دقيقة من آخر تحديد لموقعها على رادار موقع تتبّع الطيران، اختفت الطائرة عن شاشات الرادار مجدداً قبل أن تعاود الظهور بعد 42 دقيقة قرب بلدة أبورد جنوب رومانيا في الساعة 7:24 مساء. ومن هذا الموقع، اتجهت نحو قاعدتها التي انطلقت منها في سيغونيلا بإيطاليا.
يذكر أن أول إبلاغ عن قصف المدمرة الروسية "موسكفا" كان في الساعة 8:42، حين بث متطوع على علاقة بالجيش الأوكراني رسالة على موقع التواصل "فيسبوك" تفيد بقصف المدمرة. وفي الساعة 10:31 ليلاً، أعلن حاكم أوديسا أول تأكيد رسمي بضرب المدمرة الروسية.
ومع أنه لم يتم التصريح بأن الطائرة العسكرية الأميركية كان لها دور في قصف المدمرة الروسية وإغراقها، إلا أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اعترف الشهر الماضي بأن الولايات المتحدة تمدّ الجيش الأوكراني بالمعلومات الاستخبارية والاستطلاعية في إقليم دونباس. وكان ذلك أول اعتراف رسمي بأن الجيش الأميركي يشارك معلومات استخبارية مع أوكرانيا.