السبت 23 تشرين الثاني 2024

هل تنعكس انتكاسة "العدالة والتنمية" في المغرب

 

النهار الاخباريه  وكالات 
اتجهت الأنظار نحو الأحزاب الإسلامية الجزائرية بعد فشل حزب العدالة والتنمية المغربي في انتخابات المجالس الجهوية والبلدية التي جرت أخيراً في المغرب، وفي حين تستعد التشكيلات السياسية الجزائرية لموعد إجراء الانتخابات المحلية المبكرة لتجديد مجالس البلديات والولايات في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تبقى تلك المحسوبة على الإخوان ملتزمة الصمت.
وسارعت "حركة مجتمع السلم"، أكبر حزب إسلامي في الجزائر، إلى التعليق على "انتكاسة" حزب العدالة والتنمية في المغرب، فكتب رئيسها عبد الرزاق مقري، في منشور على صفحته في "فيسبوك" حمل عنوان "العبرة"، أن "ما حصده إسلاميو المغرب، إنما كان نتيجة طبيعية لما زرعوه من قبل"، مضيفاً إنها "عبرة  للانبطاحيين من الإسلاميين، أو أي قوة سياسية، حينما يعتقدون أنهم بالتنازلات عن مبادئهم ستحتضنهم الأنظمة الفاسدة العميلة، وأن الغرب سيقبلهم". وأبرز أن "الخسارة بالتزوير الانتخابي أفضل من الخسارة المهينة في حضن الفساد والعمالة".

"العدالة والتنمية" ليس إخوانياً
وطرحت تعليقات الأحزاب الإسلامية الجزائرية على فشل نظرائها في المغرب استفهامات عدة، غير أن رئيس حركة النهضة، أحد أقطاب تيار الإخوان في الجزائر، يزيد بن عائشة، أوضح في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن "حزب العدالة والتنمية المغربي لا علاقة له بالإخوان تنظيماً، وحتى في خياراته الفكرية والسياسية، إذ أن له مدرسته الخاصة"، مضيفاً أن "السياسة معركة إذا أحسنت إدارتها تنتصر وإذا أسأت تفشل". وشدد على أن لا علاقة للأحزاب الإسلامية في الجزائر بما يحدث في المغرب.
تزامن وتوقعات
وجاء تزامن "اخفاق" حرب العدالة والتنمية المغربي الانتخابي مع استعداد الجزائر لتنظيم الانتخابات المحلية في 27 نوفمبر المقبل، ليطرح تساؤلات حول مدى تأثير الفشل في المغرب على إخوان الجزائر.
وفي وقت لم تعلن الأحزاب الاسلامية عن موقفها من الموعد الانتخابي سواء بالمشاركة أو المقاطعة، يتوقع متابعون "انتقال عدوى الانتكاسة" من الرباط إلى الجزائر، لاعتبارات عدة أهمها "تطليق الجزائريين للسياسة وعزوفهم عن المشاركة في الانتخابات"، بدليل النسب المعلنة خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمان والتصويت على الدستور، بالإضافة إلى "تراجع الوعاء الانتخابي للأحزاب الاسلامية وتقلّص دائرة حضورها الميداني والشعبي".
وشهدت الانتخابات التشريعية الجزائرية التي جرت في 12 يونيو (حزيران) الماضي، حلول "حركة مجتمع السلم" في المرتبة الثالثة بعدما حصدت 64 مقعداً برلمانياً، في حين حصلت حركة البناء على 40 مقعداً.
انتقال عدوى الانتكاسة؟
في السياق، رأت المستشارة القانونية، أمال لعروسي، أن "ما حصل في المغرب إنما هي حالة عامة لمسار تنظيم الإخوان سواء بالمغرب أو بالجزائر أو بتونس، لأن حركية التاريخ وديناميكيته مرهونة بالتحول، وعلى الرغم من امتلاك الأخوان السلطة والجهاز التنفيذي للدولة، غير أنهم لم يتمكنوا من تحقيق التنمية المطلوبة". وشددت على أن "الإخوان لا يملكون مشروع دولة، وأما التي ينادون بها فهي شبيهة بدولة طالبان التي ستنهار قريباً".
وزادت "لا ننتظر من الانتخابات المحلية المقبلة أي تقدم لتنظيم الإخوان في الجزائر، الممثَل بحركة البناء وحركة مجتمع السلم، بدليل العزوف الواسع لدى مناضلي هذين الحزبين اللذين يعانيان صعوبات كبيرة في إيجاد مَن يترشح بين صفوفهما للانتخابات"، متوقعةً أن "انتكاسة كبيرة جداً ستصيب الأحزاب الإسلامية في الجزائر".
تأثير مستبعد
من جانبه، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية، علي لخضاري، أن "تأثير فشل حزب العدالة والتنمية المغربي على التيار الاسلامي في الجزائر خلال الانتخابات المحلية القادمة أمر بعيد نسبياً، إذ أن الحزب المغربي ليس إخوانياً تربطه رابطة بالتنظيم العالمي، وإنما يستلهم من أدبيات الإخوان في المسألة السياسية أو ما يُعرف بالإسلام السياسي"، مضيفاً أن "حزب العدالة والتنمية هو حزب وظيفي تم تمرير مشاريع عدة خلال عهداته"، مبرزاً أن "التصويت كان عقابياً من طرف الشعب المغربي".
وواصل لخضاري أن "الأمر يختلف مع الجزائر، على اعتبار أن الإخوان متحالفون ومتوافقون مع السلطة منذ التسعينيات، حيث أن جزء منهم مرتاح لسياسة توزيع الحصص القائمة بين  
الطرفين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أن متغيرات اللعبة السياسية مختلفة، لذا أرى أن الأوضاع تبقى على حالها ولن يؤثر ما حدث مع العدالة والتنمية على إخوان الجزائر".
تضارب حول النتائج
من جهته، لمّح حزب العدالة والتنمية المغربي إلى وجود "مؤامرة" استهدفته من أجل الاطاحة به وإخراجه من المشهد السياسي، وقال إن النتائج المعلن عنها في انتخابات يوم الأربعاء 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، "غير مفهومة وغير منطقية"، "ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية ولا موقع الحزب ومكانته في المشهد السياسي وحصيلته في تدبير الشأن العام المحلي والحكومي".
إلا أن القيادي في العدالة والتنمية، لحسن العمراني، ذكر في منشور على صفحته في "فيسبوك"، أن حزبه هُزم انتخابياً ويلزمه الاعتراف بذلك واستخلاص ما يلزم من نتائج، والأهم اتخاذ الخطوات العملية الضرورية، مضيفاً أن "الهزيمة مؤلمة، ولكنها ليست نهاية المسار".