أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مجددا على أهمية الحوار مع روسيا، موضحة أن "العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي ليست جيدة بالفعل في الوقت الراهن، لكن حتى إبان حقبة الحرب الباردة، كان الناس يتحدثون مع بعضهم البعض".
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (28 يونيو/حزيران 2021) إن إجراء الاتحاد الأوروبي محادثات مع روسيا سيكون مفيدا فيما يتعلق بعدد من القضايا، لاسيما إبلاغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجمات الإلكترونية ليست أساسا لعلاقات مثمرة.
وأضافت ميركل أمام مشرعين ألمان وفرنسيين خلال اجتماع عبر الإنترنت حضره رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس "هنا، أعتقد أن من الأفضل ألا نكتفي بالتحدث فيما بيننا، ولكن أن نواجه أيضا الرئيس الروسي بهذه الأمور ونقول إنه ‘لا يمكن أن يحدث تعاون مثمر على هذا الأساس".
ورفض قادة الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة اقتراحا فرنسيا-ألمانيا بعقد قمة مع روسيا، خلال اجتماع قمة الأسبوع الماضي في بروكسل.
وقالت ميركل "العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي ليست جيدة بالفعل في الوقت الراهن، لكن حتى إبان حقبة الحرب الباردة، كان الناس يتحدثون مع بعضهم البعض، لذلك أعتقد أن الصمت لا يؤدي إلى حل المشكلات".
وذكرت أن قادة الاتحاد الأوروبي حددوا القضايا التي يريدون معالجتها مع روسيا، وكلفوا مسؤولين ببحث التصورات والظروف التي يمكن بموجبها المضي قدما في المحادثات مع موسكو. وقالت "هذا معناه أننا اتخذنا خطوة للأمام لكننا لم نبلغ هدفنا بعد".
وإضافة إلى مخاوف الاتحاد الأوروبي بخصوص نفوذ موسكو في روسيا البيضاء وأوكرانيا، أدرجت ميركل قضايا نزع السلاح ومستقبل سوريا وليبيا كمسائل يمكن للتكتل "أن يبحث مع الرئيس الروسي ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى نتائج مشتركة بخصوصها".
وكانت ميركل في طليعة من تقدم بمقترح خلال القمة الأوروبية لتقديم عرض لبوتين لإجراء محادثات لكن المقترح فشل بسبب اعتراض دول الاتحاد الأوروبي الواقعة شرقي أوروبا. واتفق المجتمعون على أن يعمل الاتحاد الأوروبي مستقبلا على جعل روسيا تلزم حدودها بصورة ملحوظة.
وقالت ميركل إن القمة شهدت قلقا "من احتمال ألا نتمكن من الظهور متحدين"، ورأت أن عقد قمة مع بوتين يتطلب تحضيرا مكثفا للغاية مشيرة إلى أنه خلال هذه القمة: "يجب أن نتحدث عن كل القضايا التي نشكو منها وكذلك القضايا التي نعتزم التعاون فيها أيضا".
وتبدي دول البلطيق وبولندا والسويد وهولندا اعتراضا على الانخراط في حوار مع رئيس روسي "يعزز التحركات العدائية ضد بلدان الاتحاد الأوروبي وجوارها". وتدهورت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا منذ ضم شبه جزيرة القرم وبدء النزاع في أوكرانيا عام .2014 ولم تعقد أي قمة بين الجانبين منذ ذلك الحين.
من جانبها كانت روسيا قد جددت، عقب القمة الأوروبية، عرضها لـ"حوار على قدم المساواة " مع الاتحاد الأوروبي، شريطة ألا يقوم ذلك على أساس "تهديدات بفرض عقوبات أحادية الجانب وغير قانونية على بلادنا، التي سيتبعها رد متناسب حتما، وبروكسل تدرك ذلك جيدا"، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.