الأحد 24 تشرين الثاني 2024

صحيفة عبرية.. ما زالت المنطقة تغلي

قالت صحيفة هآرتس العبرية في مقالة لكبير محلليها عاموس هرئيل في عددها الصادر يوم الأحد 23 أيار، إنه رغم وقف إطلاق النار إلا أن المنطقة ما زالت تغلي. القدس بشكل خاص حساسة إزاء استمرار الخلاف القانوني حول إخلاء عائلات فلسطينية من الشيخ جراح وصراعات السيطرة على الحرم. وسيكون من السهل نسبياً إشعال هذا الحريق من جديد. "إسرائيل" بحاجة إلى خطوات تبني الثقة مع الأردن والسلطة الفلسطينية فيما يخص الحرم. ولكن نتنياهو يخشى أن تورطه هذه الخطوة مع أحزاب اليمين، في الوقت الذي فيه علاقته مع الملك عبد الله، ملك الأردن، متعكرة.
وتنتظره في غزة والضفة ثلاثة امتحانات: الامتحان الفوري يتعلق بالرد على الصاروخ الأول. فإسرائيل فشلت في هذا الامتحان سنوات كثيرة. الأمر بدأ بعد الانفصال. وبعد شهر من ذلك، عندما أطلقت حماس للمرة الأولى رشقات ثقيلة، ضبطت إسرائيل نفسها. أما في هذه المرة فقد أوصى رئيس الأركان، افيف كوخافي، نتنياهو وغانتس برد دراماتيكي على أي هجوم من غزة. وسنرى إذا كان سيتم تطبيق اقتراحه.
الامتحان الثاني يتعلق بازدياد قوة حماس. في السنوات السبع منذ عملية "الجرف الصامد” زادت ترسانة الصواريخ لدى حماس وتم تطوير المدى ودرجة الضرر التي قد تتسبب بها (بفضل الرؤوس المتفجرة الأكبر). وثمة جزء من المسؤولية عن ذلك تتحمله "إسرائيل"، فقد تم تهريب مواد ثنائية الاستخدام في المعابر من "إسرائيل" إلى القطاع وساعدت على تحسين الصواريخ. سيكون الجيش "الإسرائيلي" بحاجة إلى العثور على طرق لتشديد الرقابة، وستكون الحكومة بحاجة إلى تقرير ما إذا كانت ستقوم بخطوات هجومية لوقف زيادة القوة هذه، مثلما تفعل في سوريا ولبنان ضد حزب الله.
الامتحان الثالث والأهم منها جميعاً، يتعلق بالاستراتيجية في الساحة الفلسطينية. فقد امتنع نتنياهو خلال سنوات عن إجراء أي نقاش استراتيجي في هذا الأمر. عملياً، اتبع سياسة غير علنية سعت إلى التهدئة مع حماس مقابل غض النظر عن ازدياد قوتها على حساب السلطة الفلسطينية. يزداد عدد الأشخاص في القيادة الأمنية العليا الذين يعتقدون أن المعركة الأخيرة أثبتت أننا نحتاج إلى التغيير، أو على الأقل إلى نقاش جدي في السياسة. ومن المشكوك فيه أن يحدث ذلك طالما يستثمر نتنياهو معظم جهوده في المعركة لبقائه.