نشرت أسرة تحرير "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا حول واقعية الآمال المعلقة على القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي والأمريكي.
وجاء في المقال: تحدثت وسائل الإعلام كثيرا عن الاستعدادات الجارية لعقد القمة المرتقبة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجوزيف بايدن هذا الأسبوع. وعلى وجه الخصوص، كان من المفترض أن يلتقي سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف مع مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جيك سوليفان. وقد سبق أن تواصلا في نهاية أبريل، وناقشا، من بين أمور أخرى، القمة المحتملة بين بوتين وبايدن.
من الجدير بالذكر، ولكن ليس من المستغرب على الإطلاق، أن "القناة الأمنية" أصبحت تقريبا الأكثر استقرارا في الاتصالات بين موسكو وواشنطن. فمع موجة الفتور، بل في حالة روسيا والولايات المتحدة الجمود في العلاقات جزئيا، تم تهميش العديد من الموضوعات المشتركة، وبقي موضوع الأمن وحده. وعندما لا تنجح مناقشة حتى هذا الموضوع، تبدأ المواجهة المباشرة.
القمة القادمة، تعطي الأمل في إمكانية تحقيق انفراج، على الرغم من كل الخلافات. ومع ذلك، فإن نجاح القمم يتوقف دائما، بشكل مباشر، على مدى شعور القادة بمسؤوليتهم، وكيف يحددونها لأنفسهم. وقادة القوى العظمى يدركون أن التوصل إلى اتفاق ليس مجرد مهمة سياسية، إنما وجودية. ذلك أن الصراع الجذري والشامل بين أكبر دولتين يكون قاتلا ومدمرا في عالم أصبحت فيه الحدود أكثر شفافية، بما يلبي تماما مصالح معظم الناس.
فهل يدرك بوتين وبايدن ذلك؟ إذا كان الجواب (نعم)، فيمكن أن يؤدي اجتماعهما إلى تحريك العلاقات بين البلدين من نقطة الجمود ويساعد في استئناف الحوار الكامل بين الدولتين، وإن (لا)، فعندئذ ستعقد القمة بحكم العطالة، وستكون شيئا لذاته. وفي هذه الحالة، سوف تتزحزح الاتصالات بين موسكو وواشنطن عن نقطة الصفر فقط في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب.