البيان الختامي : لورشة عمل التكتلوجيا الرقمية والانسان متى تصيب ومتى تتجاوز حدودها
أنهى مركز تموز للدراسات والتكوين ورشة تفكير ونقاش التكنلوجيا الرقميه والإنسان : متى تصيب ومتى تتجاوز حدودها وذلك يومي 4 و5 حزيران2021 فى قاعة المحاضرات 118 ، بمشاركة ثلة من الأكادمين والنشطاء من طلبة جامعين فى مرحلة الدراسات العليا وخرج المؤتمر بنص البيان الختامى والتوصيات الختامية للورشة بمحطات اربعة خرج فيها البيان وهي :
أولاً- في جدل التكنولوجيا/ الإنسان: أسئلة وهواجس
هل يكونُ تقدّم العلوم على حساب إنسانية الإنسان؟ وهل من سبيل إلى المواءمة بين التقدم العلمي والإنسان، فلا يُسلب إنسانيته، ولا يخسر العلم شيئًا من اندفاعته ومن مسيرتِهِ الظافرة؟
هل نذهب بعيدًا مع الفيلسوف جان جاك روسو، أم نتحوّط لجهة رؤيته، القائلة إن الحضارة، بإنجازاتها، تقود إلى حياة مصطنعة ومنحطّة، بل إن الحضارة والعلوم يُفسدان الخير الطبيعي لدى الإنسان؟
هل نُجاري الفيلسوف فرنسيس فوكوياما، إذْ يُعلنُ نهاية الإنسان وانتصار الطبيعة/ المادة، أي انتصار الموضوع اللاإنساني على الذات الإنسانية، في ما يُشبه نهاية التاريخ الإنساني وبداية التاريخ الطبيعي؟
هل يأخذنا عصر الرقمنة إلى كونٍ جديد، حيث يغدو الإنسان فيه كائنًا، لا عمق له ولا ذاكرة ولا قيم؟
هل الانتقال إلى عبودية عالم الأشياء جعل الإنسان المعاصر رازحًا تحت أسر عملية الإنتاج والإستهلاك؟
هل ستكون الغلبة لمسيرة العلم، فيُطيح منظومات القيم التي تعيّشت عليها البشرية ردحًا طويلاً من الزمن؟
ثانيًا- في الحقائق والرؤى
تتميّز كل واحدة من الثورات الصناعية الأربع باختراقات تكنولوجية، أحدثت نقلة نوعية في أنماط الإنتاج والاقتصاد، إمتدادًا إلى الحياة الفردية والجمعية، وعلاقة الإنسان بالطبيعة والأشياء.
إذا كانت الثورة الصناعية الثالثة تمثِّل الرقمنة البسيطة ، فإن الثورة الرابعة، التي نستظلّها في هذا العصر، تمثِّل الرقمنة الإبداعية. وبهذا تُشرَّعُ الأبواب أمام احتمالات لا محدودة، من خلال الاختراقات الكبيرة لتكنولوجيات ناشئة، في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وانترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا النانو ، والتكنولوجيا الحيوية، وعلم المواد والحوسبة الكمومية .. وسوى ذلك من اختراقات مذهلة.
من شأن الإنجازات الرقمية دعم أهداف التنمية المستدامة، من منظور اقتصاد المعرفة، الذي باتت له هيمنةٌ في مختلف بلاد العالم، فقد تكون لهذه الإنجازات آثار سلبية، بالنسبة إلى حقوق الإنسان، وتهديد الخصوصية وتقليص الأمن وتفاقم عدم المساواة.
إن للبيانات الضخمة، بخصائصها المميزة: حجمًا وسرعةً وتنوّعًا، ما يُؤهِّلها لعددٍ كبيرٍ من الاستخدامات الشخصية، والاستخدامات الحكومية، وتحسين أداء المنظمات الحكومية والبلديات، إضافةً إلى الاستخدمات الاقتصادية والطبية والتربوية وسواها.
إذْ لا مُستقبل لأي دولة ما لم تتحوّل من دولة مستهلكة إلى دولة منتجة، يكون للإبتكار فيها، عبر التكنولوجيا الرقمية، حضورٌ، فذلك من منطلق أن الابتكار وسيلة فاعلة وحاجة ماسّة لإيجاد حلول ريادية، في مواجهة التحديات الكثيرة في مختلف الميادين، لا سيما زمن الأزمات الطارئة (كما هو الحال مع جائحة كورونا).
يمكن للتكنولوجيا أن تُساعد في جعل العالم أكثر إنصافًا وأكثر سلمًا وأكثر عدلاً. ويكفي أن نعلم ما للهوية الموحدة
National ID)) من إيجابيات للدولة ولأصحاب العلاقة على حد سواء.
إن التكنولوجيا، بكل أذرُعها وتجلياتها، إذْ تخرج من كونها مجرّد أداة إلى حيِّز الماهية، فهي تستحيل معضلةً، على المستوى القيمي الأخلاقي. وفي هذا المجال، فإن الذكاء الاصطناعي يُشكل أكبر التحديات الأخلاقية. ناهيك عن مُنجزات الثورة البيوتكنولوجية التي تضعنا أمام تحوّل نوعي عميق، يتمثّل في الانتقال من صناعة الأشياء إلى صناعة الحياة (مشاركة الله في الخلق!).
لما كان للتكنولوجيا- أي تكنولوجيا- قوتان مُتعارضتان: قوة الخلق وقوة التدمير، فإن السطوة التي طفقت تمارسها على حياة الناس، لا سيّما الروابط الاجتماعية، تعودُ إلى الاستعمال المفرط لأدواتها وبرامجها.
بمساعدة تقنية انترنت الأشياء، يُمكن توفير القدرة على اتصال أي شخص بالشبكة،والتحكم بأشياء وتطبيقات مُتعددة عن بُعد، وبالتالي انتهاك الخصوصية والتجسّس على المواطنين.
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي من ابرز الوسائل، التي ترتكز عليها المخططات الاستراتيجية لنشر العنف والفوضى والأعمال الإجرامية ونشر الشائعات والأخبار المغلوطة، وزعزعة الاقتناعات الفكرية والثوابت العقدية.
للإرهاب الرقمي السيبراني مروحةٌ واسعة من المنعكسات السلبية والخطرة على البنى التحتية، وعلى المؤسسات المالية والمصرفية ووسائل النقل والملاحة الجوية . إضافة إلى الآثار النفسية على البشر (الخوف- تأثر الصحة النفسية والعقلية والجسدية- قلة الثقة بالمنظمات والمؤسسات).