الخميس 28 تشرين الثاني 2024

هذا ما يخشاه الاحتلال من تعاظم المقاومة في جنين


النهار الاخبارية - وكالات
بحسب التقرير، تابع الشاباك فكرة إنشاء كتيبة جنين في وقت مبكر من مايو 2021، بعدما شكل الكادر في الجهاد الإسلامي خلية من المقاومين لتنفيذ عمليات إطلاق نار ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وكان مخيم جنين هو الحيز الذي تشكلت فيه الفكرة، باعتباره أحد الأماكن المحصنة نسبيا.

ويتابع التقرير موضحا أنه في يونيو 2021، تمكن الشاباك من اعتراض السيارة التي كان يستقلها العموري ومقاومين آخرين من مخيم جنين، وأطلقت وحدة اليمام الخاصة النار باتجاههما ما أدى لاستشهاد العموري، وإصابة مقاوم آخر كان برفقته، بالإضافة لاستشهاد عنصرين من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وبعد ذلك تقرر عدم الإعلان عن اسم قائد الكتيبة.

وفق التقرير، أثارت عملية اغتيال الكادر في الجهاد الإسلامي جميل العموري اهتمام الفلسطينيين، وبدأت كتيبة جنين في كسب التأييد على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد تحرر الأسرى الستة من سجن جلبوع، ظهرت الكتيبة في مخيم جنين وهي تطلب من الأسرى القدوم للمخيم لحمايتهم. 
ويشير التقرير إلى أن قائد حماس في غزة يحيى السنوار حوّل أموالاً كثيرة إلى مقاتلي جنين، ومقرات حماس في لبنان وتركيا، وحتى الإيرانيين، وكله حوّل إلى شراء أسلحة وذخائر، ومن ثم تنفيذ عمليات إطلاق نار.

يكشف التقرير أن قائد فرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال العميد آفي بلوط الذي تولى المنصب في تلك الفترة، تلقى مراجعة استخباراتية معمقة حول كتيبة جنين والنشاط المقاوم في المخيم، لكنه سرعان ما لاحظ أن الكتيبة تتمدد إلى مناطق أخرى.

 يلفت التقرير إلى أنه في أواخر شهر ديسمبر 2021، دخلت قوات مشاة ومهندسين إلى منازل منفذي عملية حومش وهم أيضا من الجهاد الإسلامي، وتفاجأت القوات بإطلاق النار عليها من كل الجهات بصورة غير اعتيادية، بما في ذلك إلقاء عبوات ناسفة، ومن هنا استشعر جيش الاحتلال الخطر، وأدرك بلوط أنه كان عليه أن يوسع دائرة الهجمات ضد المقاومين، وكانت التقديرات في حينها أن كتيبة جنين تضم 100 مسلح. 

ويوضح التقرير أن بلوط جمع حوله قادة الألوية وأكد لهم أن هناك فجوة في العمل في جنين ونابلس مقارنة بالخليل والمدن الأخرى، وقال: "لا يوجد فراغ في أي مكان، حينما يكون هناك فراغ، وحينما لا نتحرك، تتحرك أطراف أخرى" في إشارة منه لتمدد كتيبة جنين في عدة مناطق". 

يضيف التقرير أن السلطة الفلسطينية تضعف تدريجياً منذ عدة سنوات وتضعف معها بشكل تلقائي الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تخشى العمل في مخيم جنين للاجئين الذي تبلغ مساحته 700 متر مربع فقط، فيما مصدر قلق الاحتلال هو تحول أي عملية واسعة في جنين إلى شرارة لإشعال الأوضاع في الضفة الغربية ككل. 

ويوضح التقرير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حاول دفع الأجهزة الأمنية الفلسطينية للعمل في جنين، لكن في كل مرة تجرأت فيها السلطة على اعتقال مقاومين في المخيم أو بعيدًا عنه، كانوا يتراجعون بسرعة كبيرة، ووصف مسؤولون في جيش الاحتلال بأن ما يجري هو "إذلال للسلطة الفلسطينية".

ويبلغ عدد كتيبة جنين التي تعمل انطلاقا من مخيم جنين حاليا نحو مائة وخمسين مقاتلا، وفقد تقديرات الاحتلال، وليس لديهم قائد معلن، وميزانية الكتيبة تقدر بملايين الشواقل تتلقاها من عدة مصادر بينها الجهاد الإسلامي وحماس، وهي مقسمة إلى فرق ذات أدوار مختلفة، ومن التوثيق الميداني يتبين أن لديهم أجهزة لاسلكي، والكثير من الذخيرة للبنادق من مختلف الأنواع، بعضها سُرق من قواعد جيش الاحتلال، ومسدسات، ومناظير جديدة بما في ذلك مناظير الرؤية الليلية، بحسب التقرير.

ويكشف التقرير أن قائد فرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال اعترف بأنه فوجئ باستئناف موجة التصعيد بعد شهر آذار، وتبين أن منفذي عمليات بني براك وتل أبيب ومستوطنة إلعاد قد تأثروا بشهداء من مخيم جنين اغتالهم جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

وفق التقرير، في الأشهر الأخيرة، قام عناصر كتيبة جنين بوضع الكاميرات في شوارع المخيم وأطراف المدينة، وهناك مراقبون منتظمون يتواجدون على الأسطح وفي الشوارع على مدار الساعة، بالإضافة إلى ذلك، في الأسابيع الأخيرة، تم نصب نقاط تفتيش للمركبات، والتحدي الأصعب اليوم بالنسبة لجيش الاحتلال هو الخروج من المخيم بعد أي عملية عسكرية، حيث يجري إغلاق الطرق، وإطلاق النار على القوات من عدة اتجاهات. 

والشغل الشاغل للمسؤولين في الجهاز الأمني للاحتلال ​​ليس فقط دعم أهالي المخيم للمقاومين، وإحجام السلطة عن مواجهتهم، بل انضمام أسرى محررين من ذوي المعرفة والخبرة في المقاومة في مختلف المجالات. وحول ذلك يقول مسؤول أمني لدى الاحتلال: "لقد توقفوا منذ فترة طويلة عن قبول أي شخص يريد حمل السلاح، يبدوا أنهم في مرحلة انتقالية من هجمات إطلاق نار إلى هجمات بالمتفجرات" وفي الأشهر الأخيرة كانت إشارات لذلك.

وأكد مصدر أمني كبير لدى الاحتلال لموقع والا أن عملية عسكرية واسعة في جنين قد تؤدي لسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، وهذا قد يؤدي إلى تصعيد واسع يمكن أن يهز أركان السلطة الفلسطينية بشكل يتعارض مع المصلحة الأمنية للاحتلال. 

ويزعم التقرير أن الرئيس محمود عباس وبخ قادة فتح في جنين بسبب فقدان السيطرة في المدينة والمخيم، وقال لهم إن "قوتكم في الميدان صفر!"، وذكر في حديثه الدكتور عبد الله أحمد أبو التين، أحد كبار مديري وزارة الصحة الفلسطينية، وعضو إقليم فتح، الذي اغتاله جيش الاحتلال، وعلق على ذلك قائلا: منذ متى يحمل أحد أعضاء فتح السلاح؟ هل هذا ما طلبته منك؟ ماذا سأقول للعالم ...؟ ". وأكد خلال النقاش أن الأجهزة الأمنية لا تسيطر فعلياً على جنين.