الخميس 20 تشرين الثاني 2025

نتنياهو يعيد رسم خطوط التماس شمالاويصعد منالجنوب السوري

النهار الاخباريه وكالات
في تطوّر ميداني وسياسي يعكس انتقالًا واضحًا نحو مرحلة جديدة من التصعيد، كثّفت إسرائيل ضرباتها في الجنوب اللبناني، بالتزامن مع جولة غير مسبوقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس في الجنوب السوري، وسط تنديد رسمي من دمشق.

هذا الحراك المزدوج، بين لبنان وسوريا، يفتح الباب أمام تساؤلات جدية بشأن سقف المواجهة المقبلة وملامح المرحلة التي تستعد لها تل أبيب بعد انتهاء عمليّاتها في غزة.
بعد الغارة التي استهدفت مخيم عين الحلوة، عادت إسرائيل لتضرب بلدات جنوبية عدة، مؤكدة أن عملياتها تستهدف "بنى تحتية تابعة لحزب الله”، في سياق رسائل نارية تريدها الغارة على عين الحلوة، أكبر المخيمات الفلسطينية من حيث الاكتظاظ والمساحة، تمثل رسالة تتجاوز الفصائل وتصل إلى الدولة اللبنانية التي بدأت قبل فترة خطوات لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات.
واوضحت المصادر  أن السلطة اللبنانية نجحت في نزع جزء من السلاح خارج المخيمات، لكنها فشلت في معالجة الملف داخلها، حيث بقيت أسلحة بيد تنظيمات تنضوي تحت جناح حزب الله، مثل حماس والجهاد الإسلامي وغيرها، مشيرا إلى أن هذا التراخي يفاقم الامتعاض العربي والدولي من بطء الدولة اللبنانية في تنفيذ قراراتها.وتشيرنفس المصادر ايضا أن عجز السلطة اللبنانية عن ضبط السلاح داخل المخيمات يثير تساؤلات حول قدرتها على تنفيذ الاستحقاق الأكبر، أي نزع سلاح حزب الله نفسه، في ظل "حماية” إيرانية واضحة له، ما يعمّق الانقسام داخل الدولة ويعطّل تنفيذ القرارات المرتبطة بحصرية السلاح.
على الجبهة السورية، نفّذ نتنياهو وكاتس جولة في الجنوب السوري، قالت دمشق إنها "غير شرعية" وتشكل "انتهاكًا خطيرًا لسيادتها".

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، تأتي الخطوة وسط تعثر الاتفاق الأمني مع دمشق، وبعد رفض إسرائيل طلبا سوريا بالانسحاب الكامل من مواقع ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي عقب سقوط نظام الأسد.

وأكد نتنياهو، خلال الجولة، أن حماية الدروز تمثل أولوية وأن مهمة قواته في سوريا قد تتطور، في إشارة واضحة إلى اتساع مساحة العمليات الإسرائيلية باتجاه عمق الجنوب السوري وربطها بالوضع في لبنان.
أن وجود نتنياهو داخل منطقة التغلغل الإسرائيلية جنوب سوريا يحمل دلالات على انتقال إسرائيل إلى "مرحلة ثانية” من التصعيد تشمل الجبهتين معا.
وفي سياق موازٍ، أعلنت الشاباك والشرطة الإسرائيلية اعتقال مجموعة من سكان شمال إسرائيل، بينهم جنود احتياط ومدنيون سوريون، للاشتباه في تهريب أسلحة من سوريا عبر قرية "حجر" القريبة من الجولان.

الرواية الإسرائيلية تحدثت عن محاولة إدخال شحنة تضم متفجرات وقذائف "آر بي جي” وبنادق هجومية وذخائر.