النهار الاخبارية - وكالات
كشف موقع "واللا" العبري، تفاصيلَ عملية الاغتيال الدموية التي نفّذتها قوات الاحتلال ضد مقاتلي "عرين الأسود"، الذين كانوا بداخل منزل في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، أواخرَ أكتوبر الماضي.
وسلّط الموقع العبري، الضوء على تفاصيل جديدة يتم التطرق إليها لأول مرة، استناداً إلى مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية، تحدّثت عن ملابسات الجريمة الغادرة للاحتلال.
يتحدث موقع "واللا" العبري، عن انعقاد كثير من الاجتماعات بين كبار الضباط في الجيش وجهاز الأمن العام-الشاباك.
وأشار أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع "واللا"، إلى أن الأيام التي سبقت يوم العملية العسكرية على مجموعة عرين الأسود، كانت بمثابة مجال مفتوح من الأخذ والرد بين مختلِف القادة الأمنيين، حول كيفية وتوقيت وأساليب الهجوم.
ويقول بوخبوط متحدّثاً عن كواليس العملية العسكرية الإسرائيلية، إنه رغم التعقيد الهندسي المحيط بالشقة التي يقيم فيها عدد من مقاتلي العرين في نابلس، فإن بيني غانتس (وزير الحرب) وافق على العملية الحساسة في قلب واحدة من أكثر المناطق الفلسطينية كثافة وخطورة.
قناصة وكلاب مُدرّبة
وتابع: "تم تحضير الجنود المدربين، والسرية العالية، والكلاب المهنية، والعملاء السريين، والقناصة التي تقتل على بعد 1200 متر، والتكنولوجيا المتقدمة، بدون تفاصيل".
مضيفاً، أنه "بالتزامن فقد تمت زيادة الضغط على العرين، ما اضطرهم إلى العودة إلى المخبأ، وتجنب الازدحام في الشوارع، وقد نصب الجيش كمائن على محاور بارزة لمنعهم من الهروب إلى جنين".
يقول الموقع العبري، إنه "مع منتصف الليل بقليل، رن هاتف غانتس، وأبلغه سكرتيره العسكري "ياكي دولف" ببدء العملية".
ويضيف: "تقدم 140 جندياً سيرًا نحو شقة الاختباء، لكن حلّاقا شاهد الجنود، وأبلغ الباقين بالأمر، لكن كان واضحا أن الساعة الرملية قد انقلبت، وكل ثانية تمر تعد بالغة الأهمية والخطورة، مع بدء المساجد بالدعوة لحماية قادة العرين، عقب محاصرة جنود الاحتلال للمبنى".
ويواصل: "استخدام صواريخ ومتفجرات، ما أدى إلى اشتعال النيران في الشقة، وفي غضون وقت قصير، استشهد خمسة من قادة العرين، عقب استخدام الكثير من الذخيرة والعبوات الناسفة التي عرّضت قوات الاحتلال للخطر بشكل كبير".
عرين الأسود تُفنّذ رواية الاحتلال
يذكر أنّ مجموعة مقاتلي "عرين الأسود" كانت قد أصدرت بياناً رسمياً حول هذه العملية، أكدت فيه رفضها القاطع لأن يحتكرَ الاحتلال رواية وحيدة في سرد وقائع هذه العملية.
وقالت "عرين الأسود" في بيان صحفي: "يطل علينا اليوم جيش العدو الإسرائيلي متفاخرًا بإنجازه غير المسبوق ضد مجموعة عرين الأسود، ونحن بإذن الله صادقين مع أبناء شعبنا أولاً وصادقين مع أعدائنا ثانياً".
وتابعت المجموعة الفلسطينية المقاومة في بيانها: "لذلك وجب التوضيح أن ليلة الاقتحام اجتمعت قيادة مجموعة عرين الأسود، ووفقاً لمعلومات أمنية وتقديرات وصلتها بقرب عملية للاحتلال تستهدف العرين، ليحقق فيها لبيد وغانتس إنجازات انتخابية، فقررت قيادة العرين المُناورة بالمُقاتلين واستدراج العدو للداخل وتفريق المُقاتلين بالأحواش داخل البلدة القديمة، وضرب العدو من الأجناب والمؤخرة".
وتابعت: "كان الفاصل الزمني بيننا وبين العدو عشر دقائق لانسحاب القائد وديع الحوح ومن معه، وما أخره إلا بعض التجهيزات النهائية لتفخيخ المكان، وبالفعل مقاتلونا في الخارج اكتشفوا القوة الخاصة التي سبقت دخول القوات، وهذه القوة قضي عليها بمعنى الكلمة، فقد تم إطلاق دفعات نارية كثيفة ومتتالية، وتفجير عبوات كانت مزروعة سابقاً، وما إن دخلت القوة حتى صرخ القائد بأعلى صوت على المقاتلين بمحاصرة الحارة".
وأردف بيان "عرين الأسود”: "منذ ذلك الوقت تركزت عملية قوات الاحتلال (اليمام) و(اليمار) والقوات الخاصة من (اليسام) فقط على إنقاذ القوة الخاصة، ولم يصلوا إلى المقاتلين بالداخل، فقاموا بقصف المنزل، وعند انسحابهم أعلنوا عبر كل مواقعهم، وبعد فشل تصفية قادة ومقاتلي العرين وعدم حصولهم على أية معلومة أثناء المعركة، وعدم وصولهم لأية جثة مقاتل، ولا حصولهم حتى على أية قطعة من عتاد، أعلنوا أن الهدف كان تفجير مُختبر للعرين، ولكن قضاء الله نافذ".
ووفق عرين الأسود: "بعد استشهاد القائد وديع الحوح أخذ العدو، ظناً منه أن لا رواية إلا روايته، يتبجح وينسج الروايات، ويكذب على شعبه، كما يكذب دائماً ويوزع قتلاه ومصابيه على حوادث الدهس والسُقوط عن الشجر أو إطلاق النار بالخطأ أو التسلق في جبال نيبال، كما فعل سابقا بضابط القوات الخاصة محمود خير الدين، ولكن هنا نضع الاحتلال في اختبار حقيقي أمام مواطنيه، إن كنت صادقًا مع شعبك قم ببث الفيديو التوثيقي للعملية كاملة، لكنك كاذب درسناك جيداً ونعلم أنك كاذب ولن تفعلها".
وتابع البيان: "أما أبناء شعبنا العظيم، لقد كان مقاتلونا يستمعون لتكبيراتكم ويستمعون لأصواتكم وحتى يستمعون لصوت رصاصكم الموجه للعدو، وما زادهم ذلك إلا إصرارًا".
واختتم: "ونطمئنكم يا تاج رؤوسنا يا نبضنا يا كلنا يا من حملنا أرواحنا على أكفنا لنذود عن دين الله ونذود عنكم، أن مجموعة عرين الأسود بخير، ولا نريد أن نرى على وجوهكم الحزن واليأس، فنحن نستمد قوتنا منكم بعد الله، نعم يعز علينا الفقد، ولكننا سنمضي قدماً، لأن وصايا الشهداء مقدسة، فإن مضى وديع فهناك ألف وديع، ومقاتلونا بألف خير، أما لجيش البامبرز نقول كما قلنا لكم أثناء الاشتباك، ونحن نحاصر نخبتكم: سنرى من سيحاصر من".