السبت 18 كانون الثاني 2025

ماذا يحضر اللوبي الإسرائيلي فى الكونجرس الامريكي من مخططات لابتلاع الضفه الغربيه



النهار الاخباريه وكالات

صعود دونالد ترامب للواجهة مجدداً، تبدو ملامح فترة رئاسية ثانية مرهونة بزيادة الدعم لإسرائيل. ترامب، الذي أعلن عن "اتفاق بشأن الرهائن" عبر منصة "تروث سوشيال"، أثبت خلال ولايته الأولى انحيازه الكامل لإسرائيل بنقل السفارة إلى القدس، دعم المستوطنات، والاعتراف بالجولان المحتل. الآن، يضاعف رهاناته بتعيينات مؤيدة للصهيونية المتطرفة، مثل ترشيح مايك هاكابي، الذي ينكر وجود الفلسطينيين أصلاً، سفيراً لدى إسرائيل.

وقبل تنصيبه بأيام، شهد الكونغرس الأميركي تأسيس لوبي صهيوني جديد بقيادة يوسي دغان وبعض النواب الجمهوريين، يهدف إلى تعزيز هيمنة الاستيطان في الضفة الغربيه

لوبي "الضفة الغربية في الكونغرس الأميركي"
في خطوة غير مسبوقة، تم إطلاق لوبي "الضفة الغربية" في الكونغرس الأميركي بمبادرة من يوسي دغان، رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلية، وعضوة الكونغرس كلوديا تيني. هدف اللوبي المعلن هو توثيق العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي ومؤيديه في الكونغرس، ودفع أجندات تشريعية تدعم المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية.

وفقاً لتقارير إسرائيلية، يسعى اللوبي إلى الترويج لقوانين تكرّس الرواية الصهيونية، بما في ذلك استبدال مصطلح "الضفة الغربية" في الوثائق الأميركية بمصطلح توراتي "يهودا والسامرة". كما يعمل على رفع العقوبات عن المستوطنات الإسرائيلية، إلى جانب تعزيز الدعم الدولي لتوسيعها.

شهد حفل إطلاق اللوبي حضور أكثر من 20 عضواً من الكونغرس، إضافة إلى مسؤولين مقربين من إدارة ترامب وزعماء إنجيليين ويهود أميركيين. جاء هذا الحدث بعد جهود مكثفة قادها دغان للتأثير على الجمهوريين في الكونغرس، بهدف استثمار عودة ترامب لدعم مشروع فرض سيادة الاحتلال على الضفة الغربية.

وأُقيم حفل الافتتاح في واشنطن يوم 16 يناير/كانون الثاني قبل أيام قليلة من تنصيب الرئيس دونالد ترامب، بعد عام كامل من الجهود التي بذلها رؤساء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لوضع خطة لاستثمار عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وتضمنت هذه مساعٍ دبلوماسية مكثفة قادها يوسي دغان، شملت لقاءات مع شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري، إلى جانب اجتماعات وزيارات متبادلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف ضمان دعم قوي لتطبيق سيادة الاحتلال الإسرائيلي على "الضفة الغربية".

خطورة اللوبيات الإسرائيلية الأمريكية
لا يمكن تجاهل هيمنة جماعات الضغط الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في الولايات المتحدة، إذ تشكل قوة تأثيرية كبيرة على سياسات الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط، مثل أيباك، الصهاينة المسيحيين، والمقاولين العسكريين. فوفقاً لتقرير The Progressive، استخدمت أيباك نفوذها المالي لإزاحة نواب تقدميين مؤيدين للفلسطينيين مثل كوري بوش وجمال بومان، مما بث الخوف بين بقية التقدميين. في الوقت ذاته، يدفع عشرات الملايين من الصهاينة المسيحيين الأمريكيين، الذين يعتبرون إسرائيل مركزية لنبوءات دينية حول العودة النهائية للمسيح، نحو سياسات أكثر تطرفاً، مدعومين بنفوذ واسع داخل الكونغرس.
أما عن المقاولين العسكريين المتمثلين في شركات الأسلحة، مثل لوكهيد مارتن ونورثروب غرومان، فلديهم عدد من جماعات الضغط يدافعون عن مصالحهم في الكونغرس أكبر من عدد أعضاء الكونغرس نفسه، وفقاً للمجلة. وبفضل مبلغ 18 مليار دولار الذي خصصه الكونغرس للاحتلال في عام 2024، ارتفعت أسهم الأسلحة بشكل كبير على مدار العام الماضي، متفوقة بشكل كبير على مؤشرات الأسهم الرئيسية.

هل يصبح الكونغرس أكثر صهيونية؟
وبحسب المجلة الأمريكية، فإن الكونغرس الـ118 كان مؤيداً لإسرائيل بشكل كبير، غير أن الكونغرس الجديد، الذي يهيمن عليه الجمهوريون في مجلسي الشيوخ والنواب، يُتوقع أن يكون أكثر تحيزاً وبشكل ساحق لصالح إسرائيل. يسعى الأعضاء لتمرير حزمة من التشريعات التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، معاقبة أي جهة دولية تحاول محاسبة إسرائيل، وقمع الحركة المحلية المطالبة بحقوق الفلسطينيين.