السبت 28 أيلول 2024

لحظات مؤثرة بين الطفل مناصرة ووالدته والمحكمة تُسقط تهمة الإرهاب عنه

النهار الاخباريه القدس
ما إن دخل الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة (20 عاماً) قاعة المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة بئر السبع، الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2022، للنظر في طلب الإفراج عنه، حتى نادته والدته، تخبره بوجودها في المكان.
لكنّ القيود الإسرائيلية حالت دون سماعه نداءات أُمه المتكررة، حيث أحاط به أفراد الشرطة الإسرائيلية. وصاحت والدته "أحمد.. هيني يمّا (أنا هنا).. بدي (أريد أن) أحضنه"، بعد أقل من دقيقة أخرجته عناصر الشرطة من القاعة، دون أن يتمكن من لقاء والدته.

أعربت والدة أحمد مناصرة، التي رأت ابنها لأول مرة منذ سبع سنوات دون فاصل زجاجي بينهما، عن أملها بأن تقرر المحكمة الإفراج عنه، كما أضافت في تصريحات عقب الجلسة: "أنا أم ما خلوني أقرب على ابني، كنت أطلع عليه نظرات والشرطي يسكر عليه متعمد".
بينما وصل أقارب أحمد مناصرة إلى المحكمة، ومحاميه خالد زبارقة، ومتضامنون. ويجوز للمعتقل المطالبة بالإفراج عنه بعد قضاء ثُلثي محكوميته بالسجن .
من جهته قال المحامي خالد زبارقة: "المحكمة الإسرائيلية تقرر إبطال قرار لجنة الثلث بوصف قضية أحمد مناصرة قضية إرهاب، كون طاقم الدفاع لم يتمكن من حضور الجلسة حينها، وستُعاد القضية مرة أخرى للجلسة بحضور الدفاع، لتحديد إن كانت قضية إرهاب أم لا".

معاناة أحمد مناصرة في السجن

وُلد أحمد مناصرة في 22 يناير/كانون الثاني 2002، في القدس، وبحسب نادي الأسير الفلسطيني فإن مناصرة اعتُقل عام 2015، حينما كان طالباً في الصف الثامن بإحدى مدارس القدس، وكان آنذاك يبلغ من العمر 13 عاماً.
أضاف نادي الأسير في بيان: "بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول 2015، تعرّض أحمد وابن عمه حسن، الذي استُشهد في ذلك اليوم بعد إطلاق النار عليه هو وأحمد، لعملية تنكيل وحشية من قِبل المستوطنين".
كما تابع: "في حينه نُشرت فيديوهات لمشاهد قاسية له، كان ملقى على الأرض ويصرخ وهو مصاب، ويحاول جنود الاحتلال تثبيته على الأرض والتنكيل به، وتحولت قضيته إلى قضية عالمية".
أكمل نادي الأسير: "شكّل هذا اليوم نقطة تحوّل في حياة أحمد مناصرة، بعد اعتقاله وتعرضه لتحقيق وتعذيب جسديّ ونفسيّ حتى خلال تلقيه العلاج في المستشفى، ونتيجة ذلك أصيب بكسر في الجمجمة، وأعراض صحية خطيرة".
لاحقاً أصدرت محكمة إسرائيلية بعد عدة جلسات حُكماً بالسّجن الفعلي بحقّ أحمد لمدة 12 عاماً، وتعويض بقيمة 180 ألف شيكل (الدولار 3.22 شيكل)، بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن، وجرى تخفيض الحكم لمدة تسع سنوات ونصف السنة، عام 2017، بحسب نادي الأسير.
أضاف نادي الأسير: "يُواجه أحمد ظروفاً صحية ونفسية صعبة وخطيرة في العزل الانفراديّ في سجن إيشل ببئر السبع". وتابع: "ستكون جلسة المحكمة اليوم محاولة جديدة لإنقاذه، حتى يعود إلى أحضان عائلته ويتلقى الرعاية والعلاج المناسبين".