النهار الاخبارية - وكالات
في أول أيام عيد الفطر المبارك تعيش عوائل الشهداء ساعات عصيبة، وهم يفتقدون لأبنائهم الذين ارتقوا خلال التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحاماتهم لمدينة نابلس، لكنهم يشعرون بفخر عظيم تجاه ما فعلوه حيث أحيوا المقاومة من جديد في نفوس الفلسطينيين.
يقول والد الشهيد مشعل بغدادي لـ"فلسطين الآن"، : "الله أكرمنا بهذه الشهادة، فهي شرف عظيم لنا. الحمد لله الذي أوجدنا على أرض فلسطين وجعلنا من المدافعين عنها في ظل تخاذل القريب والبعيد".
وعن العيد يقول "يوم عصيب لا شك.. أول عيد يمر علينا ومشعل بعيد عنا، حيث لا لقاء آخر إلا في جنات النعيم وهذا أملنا بالله وهذا اصلا ما يخفف عنا".
وأوضح أنهم يزورن قبره باستمرار لكن اليوم المشاعر مختلفة تماما، لكن الله هو الذي ينزل الصبر على قلوبنا، إضافة لالتفاف الناس ومشاعرهم النبيلة تجاهنا".
واستشهد بغدادي 25 عاما خلال اشتباك مسلح عنيف خاضه مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الليلة ذاتها التي اغتالت بها قائد مجموعة عرين الأسود وديع الحوح في 25-10 من العام الماضي.
بدورها، قالت والدة الشهيد محمد العزيزي من البلدة القديمة في نابلس إن فلسطين مميزة في كل شيء وحتى في مناسباتها المختلفة هي مميزة.
وتابعت لـ"فلسطين الآن"، : "عيدنا يختلف عن غيره في بقية الدول، فعيدنا عيد الشهداء. أبناؤنا ضحوا بحياتهم حتى يعيش الشعب الفلسطيني بكرامة، وكلنا أمل أن يكون التحرير وطرد المحتل قريبا ببركة دماء شهدائنا الاكرم منا جميعا".
.وتابعت "لقد ارتضى ابنائي هذه الطريق، عدي الكبير مطارد للاحتلال، وابني الأوسط محمد شهيدا والصغير أمير أسيرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي".
تنهدت ام عدي وأضافت "لا املك إلا أن ابارك لأبنائنا الشهداء هذه المكانة العظيمة التي اختصهم الله بها. فعيدهم اليوم في الجنة فرحين بلقاء الله، ومصاحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمجاهدين الابطال على مر التاريخ، لقد اصطفاهم الله ليؤدوا رسالة عظيمة".
واستدركت "لقد أحيوا سيرة المقاومة في النفوس من جديد.. بعثوا الأمل بقوة للفلسطينيين ولكافة احرار العالم أن النصر قريب وأن الفلسطيني الأعزل إلا من إرادته قادر على دحر هذا العدو المجرم".
أما عائلة الشهيد سائد الكوني فالوجع عندها مضاعف، إذ ما تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتجز جثمانه منذ استشهاده بتاريخ 25-9-2022، بعد أن نصبت كمينا لمجموعة مقاومة من عرين الأسود في منطقة الجبل الجنوبي بنابلس.
وقال والده لـ"فلسطين الآن"، ": "رسالتنا نحن عوائل الشهداء أننا تعاهدنا في السير على خطاهم حتى النصر وتحرير المسجد الأقصى من دنس المحال والمستوطنين الذين يدنسونه باستمرار".
وتابع "هذا أول عيد لنا بعد استشهاد نجلي في مهمة جهادية مع عرين الأسود.. هناك حزن كبير لا يخفف منه إلا أنهم أصفياء أنقياء اختارهم الله لنيل هذا الشرف العظيم". وقال إن الاحتلال يمعن في عقاب أهالي الشهداء من خلال احتجاز جثامينهم والمماطلة في تسليمها.
وأوضح أنه يزور قبور بالشهداء ويواسي ذويهم على أمل أن يأتي اليوم الذي يزور فيه قبر ابنه، مؤكدا أن محبة الناس لهم واقتداء الجيل الصغير بهم دليل على صوابية نهجهم.