النهار الاخبارية - وكالات
شددت صحيفة "هآرتس" العبرية، على أن الضربة الاستراتيجية التي وجهتها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس يوم السابع من أكتوبر الجاري، "أخطر بألف مرة" من الإخفاق الذي أدى إلى "حرب يوم الغفران" (حرب أكتوبر 1973).
وأشارت الصحيفة إلى أن تحذيرات المؤسسة الأمنية والعسكرية كانت متعلقة بعمليات التسلل إلى المستوطنات، في وقت حذرت معلومات استخبارية إسرائيلية من معطيات لدى دول ومنظمات تعتبر "إسرائيل" ضعيفة، وقابلة للتضرر أكثر من أي وقت مضى.
وكشفت أن رئيس أركان الجيش ورئيس شعبة "أمان"، ووزير الأمن، جميعهم سلطوا الضوء على هذه التحذيرات، لكن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، "كان متفائلاً واستمر فيما هو عليه".
وشددت الصحيفة على أن الحكومة الحالية، "وبعد أن قسمت الإسرائيليين تركتهم لمصيرهم"، موضحةً أن "نتيجة ذلك واجهت إسرائيل صدمة.. صدمة ستكوينا لأجيال".
وفي التفاصيل، ذكرت "هآرتس" أنه في الليلة التي سبقت الهجوم، تراكمت مؤشرات أو أجزاء معلومات أثارت خشية معينة.
وفي تقرير آخر اعتبرت الصحيفة أن المسؤول عن الكارثة التي ضربت "إسرائيل" في "عيد التوراة"، واضح ومعروف، هو بنيامين نتنياهو.
وبينت أن نتنياهو سيحاول بالتأكيد التنصل من مسؤوليته وإلقاء التهمة على قادة الجيش وأمان والشاباك، إذ أنهم كأسلافهم عشية حرب "يوم الغفران" شخصوا احتمالية منخفضة لحرب، وكذلك استعدادهم لهجوم كتائب القسام كان مختلّاً.
وأشارت إلى أنهم استخفوا بالعدو وبقدراته العسكرية، وبعد أيام وأسابيع أخرى، عندما يتبين عمق الاختلالات في الجيش الإسرائيلي، وفي مجتمع الاستخبارات، ستثار مطالب محقة للإطاحة بهم ومحاكمتهم.
لكن هذا الإخفاق الاستخباري والعسكري لا يُعفي نتنياهو من مسؤوليته الشاملة عن الأزمة، وفق الصحيفة.
وفي ذات السياق، كشف تقرير لمحلل الشؤون العسكرية في الصحيفة نفسها، عاموس هرئيِل، أن المستوى السياسي لدى الاحتلال، تلقى تحذيرات من المستوى الأمني عن شكوك بشأن تحركات عند الجبهة الجنوبية، قبل ليلة من عملية "طوفان الأقصى"، إلا أنه تجاهل هذه الإشارات، واعتبرها ضعيفة.
وأكد التقرير أن عملية كتائب القسام كانت بسبب "فشل استخباري وعدم استعداد كاف من الجيش.