علمت جريدة الأخبار اللبنانية أن الهدف من المحادثات التي دُعيت إليها «حماس» في مصر هو «مناقشة إمكانية تهدئة طويلة الأمد وقضية الأسرى والمفقودين (الصهاينة) في غزة»، فيما حددت (سلطات الاحتلال) شرطَين للمحادثات: الأول أن تجري في قناتَين منفصلتَين، والآخر أن كل تقدم في إعادة إعمار غزة سيكون مشروطاً بإحراز تقدم في قضية الأسرى والمفقودين.
وعلى خط موازٍ، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، منح بلاده 360 مليون دولار «مساعدات عاجلة للفلسطينيين»، ليتبعه وزير الخارجية القطري، محمد آل ثاني، بإعلان تقديم بلاده 500 مليون دولار لإعادة إعمار القطاع، في وقت تواصل فيه القاهرة اتصالاتها وزيارات وفدها الأمني لتثبيت التهدئة، بالتزامن مع الحديث إلى أطراف دولية حول «إطلاق عملية السلام» مجدداً، و"تشكيل هيئة دولية لإعادة الإعمار".
وفي إشارة إلى رغبة واشنطن في خفض التوتر وتراجع إدارة جو بايدن عن خطوات سابقة كنقل السفارة "الإسرائيلية" إلى القدس المحتلة، أعلن بلينكن أن فتح القنصلية الأميركية في المدينة يحتاج إلى بعض الوقت، لافتاً عقب سلسلة زيارات في المنطقة إلى أن «الولايات المتحدة تعمل مع "إسرائيل" والسلطة والأمم المتحدة لتحديد أولويات غزة، وتجنب إطلاق دوامة العنف مجدداً، وإيجاد الظروف الأفضل وصولاً إلى حل الدولتين».
وحول طبيعة الدعم الأميركي لغزة، قال: «ما يتطلبه البناء والإغاثة للفلسطينيين أو لسكان غزة هو ليس بالاستجابة فقط وتلبية الاحتياجات الفورية مثل الصرف الصحي والكهرباء التي تم طلبها ولكن هناك حاجة أيضاً إلى آفاق حقيقية تجاه حياة أفضل للناس».
وضمن مساعي الاحتلال للتراجع عن الخطوات التي قد تؤجج الأوضاع في غزة، كشفت وسائل إعلام عبرية أنه تقرّر اليوم فتح معبر «كرم أبو سالم» وإدخال كميات من الوقود بعد يوم من فتح بحر غزة جزئياً أمام الصيادين.
في سياق ذي صلة، يواصل رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، لقاءاته للتباحث في إعادة الإعمار، إذ التقى المنسق الخاص للأمم المتحدة لـ«عملية السلام» في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، وممثل الاتحاد الأوروبي لدى (السلطة)، سفين كون فون بورغسدورف، وممثل البنك الدولي ، كانثان شانكار، في مكتبه في رام الله.
لكن تصريحات أدلى بها ماتياس شمالي، وهو مدير عمليات «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (الأونروا) في قطاع غزة، للقناة الـ12 العبرية، أثارت غضباً فلسطينياً، جراء قوله، إن «ضربات الجيش الإسرائيلي كانت حرفية وعلى دقة عالية، ولم تكن هناك أهداف مدنية إلا بعض الاستثناءات»، لتُعبّر «حماس» عن صدمتها من تصريحاته، متهمة إياه بأنه «نصّب نفسه محللاً عسكرياً وناطقاً باسم جيش الاحتلال»، فيما دعت «الجهاد الإسلامي إلى «عزل شمالي من مهامه»، مطالبة إدارة «الأونروا» بـ«الاعتذار وإلزام مسؤوليها بمهام عملهم في حماية اللاجئين الفلسطينيين».
وفي وقت متأخر أمس، قال شمالي: «أعتذر عن تصريحاتي وجيش الاحتلال قتل 200 من المدنيين بغزة ويجب محاسبته»، مضيفاً أنه يأسف ويعتذر، «لأن قتل الأطفال يحطّم كلّ قوانين الحرب ويجب ألا يفلت من قام بذلك من العقاب".