النهار الاخبارية - وكالات
كشفت تحقيقات أجرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تعمد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار على مدنيين عزل، وآخرين لم يشكلوا خطراً مباشراً خلال اقتحام نابلس، الأسبوع الماضي، والذي انتهى باستشهاد 11 فلسطينياً، بينهم مسنٌّ.
واستندت الصحيفة في تحقيقها، على تسجيلات كاميرات أمنية وشهادات من مواقع متعددة في نابلس، وراجعت منشورات وتسجيلات بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي وثقت الاقتحام.
وفيما استشهد 11 فلسطينياً في اقتحام نابلس وأصيب أكثر من 100، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، قالت الصحيفة إن جنود الاحتلال الإسرائيلي استخدموا قوتهم المميتة مع فلسطينيين عزل، وإن ما لا يقل عن أربعة من الشهداء "لا يبدو أنهم كانوا يشكلون تهديداً".
وأوضجت الصحيفة الأمريكية، أن قوات الاحتلال قد اقتحمت نابلس "بمعدات قتالية، وشقُّوا طريقهم سيراً على الأقدام في السوق المزدحمة، واتخذوا مواقعهم في المنازل وعلى الأسطح المحيطة بمنزل كان يحتمي به ثلاثة مسلحين من تنظيم (عرين الأسود)، وحين رفضوا الاستسلام، بدأ تبادل لإطلاق النار استمر عدة ساعات".
توصلت الصحيفة من الأدلة المصورة إلى أن قوات الاحتلال أطلقت النار على حشد من المدنيين كانوا يقفون على قرب من مكان الاقتحام.
تسببت رشقة الطلقات التي استهدفت الحشد، في استشهاد عبد الهادي الأشقر، (65 عاماً)، الذي كان قد غادر لتوّه من المسجد، ومحمد شعبان (16 عاماً).
فيما أظهرت اللقطات التي فحصتها الصحيفة الشهيد عدنان بعارة، الذي يبلغ من العمر 72 عاماً، مستلقياً على الأرض ولديه إصابات واضحة في ذراعه ورقبته وخصره.
بررت قوات الاحتلال ذلك بأن جنودها كانوا يردون على مصدر إطلاق نار، حيث قالت في رد خاص للصحيفة: "كان الحادث عملياتي، حيث أطلق مسلحون النار بكثافة على الجنود، الذين ردوا بإطلاق الرصاص الحي. إضافة إلى ذلك، جرى التحريض على أعمال شغب عنيفة، حيث ألقى المشتبه بهم الحجارة وزجاجات المولوتوف والعبوات المتفجرة نحو الجنود".
تعقيباً على ذلك قالت سارة هاريسون، المحامية السابقة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والتي تعمل الآن محللة بارزة في شؤون الشراكات العسكرية الأمريكية لدى مجموعة الأزمات الدولية: "إذا نظرت إلى هذا بموضوعية، يبدو واضحاً أن قوات الأمن المتورطة انتهكت قانون حقوق الإنسان عن طريق إطلاق النار عشوائياً تجاه مجموعة من المارة، وإزهاق أرواح هؤلاء الذين لم يشكلوا أي تهديد".
وأضافت هاريسون أنه بموجب القانون، يتعين على المسؤولين الأمريكيين تقييم لقطات كهذه؛ لتقييم ما إذا كانت وحدات الجيش الإسرائيلي يجب أن تبقى مؤهلة للحصول على مساعدة عسكرية.
في حادثة أخرى خلال اقتحام نابلس رصدتها الصحيفة، اقترب محمد عنبوسي (24 عاماً)، واختبأ بجوار سيارة، ثم أطلق الألعاب النارية تجاه مركبة عسكرية متوقفة هناك، قبل أن يطلق جندي إسرائيلي من داخل مركبة، النار على عنبوسي، ويصيبه في ساقه.
وعندما طلب عنبوسي المساعدة، جاء رجل آخر، يدعى جاسر قنير، لمساعدته، حيث بدأ الرجلان في الركض بعيداً، عندما أُطلق الرصاص عليهما من الخلف.
عندما كان عنبوسي وقنير ممدَّدَين على الرصيف بلا حركة، توقفت المركبة الإسرائيلية بجوار المكان ثم انسحبت، فيما أظهرت اللقطات التي فحصتها الصحيفة أن قنير تلقى رصاصة في رأسه، فيما ظهر الدم وهو يغمر المكان حول صدر عنبوسي.
قال خالد اللدواي، أحد الشهود والذي ساعد في استعادة جثتي الرجلين، إن قنير استشهد على الفور وإن عنبوسي استشهد عندما وصلت سيارة إسعاف فلسطينية.
تعقيباً على ذلك، قال عمر شاكر، مدير مكتب "هيومن رايتس ووتش" في الأراضي المحتلة: "من الصعب أن نرى عن طريق اللقطة كيف شكّل محمد عنبوسي أو جاسر قنير، أي تهديد من الأساس، فضلاً عن التهديد الوشيك للحياة الذي يمكن أن يبرر استخدام القوة المميتة بموجب القانون الدولي، في اللحظة التي أردتهما القوات الإسرائيلية قتيلين"، مضيفًا،: "تبدو هذه حالة أخرى تستخدم فيها القوات الإسرائيلية القوة المفرطة غير المشروعة".
يُذكر أنه منذ بداية عام 2023، قتل الاحتلال ما يزيد على 60 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.