الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

الكنيسة الإنجيلية بالقدس تؤكد تلقي مستشفى المعمداني 3 إنذارات قبل قصفه..

النهار الاخبارية - وكالات 
كشفت الكنيسة الإنجيلية في القدس، الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن تلقيها 3 إنذارات من الجانب الإسرائيلي لإخلاء المستشفى المعمداني التابع لها في قطاع غزة، قبل أن يتم قصفه الثلاثاء، ما تسبب في استشهاد 471 شخصاً، فيما أصدرت حركة حماس بياناً أوردت فيه أدلة قاطعة على تورط الاحتلال في هذه الجريمة، وذلك بعد تنصله من المسؤولية.  

وقال رئيس الأساقفة الأنجليكاني في القدس المطران حسام نعوم، في مؤتمر صحفي، إنه "منذ القرار الذي اتخذ بشأن إخلاء شمال غزة إلى الجنوب، تلقينا 3 إنذارات من أجل إخلاء مستشفى المعمداني، وكان ذلك في أيام السبت والأحد والإثنين قبل أن يتم قصفه مساء الثلاثاء".

وأضاف حسام نعوم أن "أغلب تلك الإنذارات كانت عبر الهاتف. اتصلوا بالإدارة وأبلغوها، فعندهم أرقام جميع مديري المستشفى"، معتبراً أن ما شهده المستشفى "جريمة ومجزرة".

وقال نعوم: "نواصل قول إن المستشفى بحد ذاته هو ملاذ الناس وما حصل جريمة ومجزرة، ونحن كرؤساء كنائس نحذّر دوماً من دوامات العنف التي ستحصل بسبب الصراع القائم في الشرق الأوسط، خاصة بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

ولدى سؤاله عن الجهة التي قصفت المستشفى، قال نعوم: "ما عرفناه نحن هو ما شاهدناه في التلفاز، ونحن لسنا خبراء عسكريين لتحديد الجهة المستهدفة، لكني أريد أن أقول شيئاً، إن ما نعرفه على الأقل، هناك العديد من المباني والمنازل والعديد من الأماكن التي تم قصفها من قبل الغارات الإسرائيلية، وهذه حقائق على الأرض".

وبخصوص عمل المستشفى لفت نعوم إلى أنه "مستشفى خيري غير ربحي وتديره الكنيسة، ونقوم بذلك منذ أكثر من 130 سنة فهو موجود هناك منذ 1882، وكان يقدم الخدمات لأهالينا في غزة منذ سنوات عديدة".

وأضاف: "شركاؤنا في الكنيسة وحتى منظمات حكومية دائماً ما كانوا يدعمون عمل المستشفى… وهو حيادي ولا يتبع لأي جانب منذ أول تأسيسه، وهذا ليس بجديد".

وذكر أنهم قدموا "للمشفى لوحات طاقة شمسية لتزويده بالكهرباء، وهناك إمدادات بالماء وإمدادات طبية، لكن استمرار توافرها هو مسألة أيام قليلة فقط لحين نفادها".

حماس تفند رواية الاحتلال 
فيما أصدرت حركة حماس مذكرة مهمة حول تفنيد مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن تنصله من مسؤولية مجزرة المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في مدينة غزة .

ووضعت حركة حماس، في مذكرتها أدلة قاطعة على قيام الاحتلال بهذه الجريمة، مشيرةً إلى أن الاحتلال منذ بداية العدوان لم يميز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وقد استهدف القصف خدمات الطوارئ وسيارات الإسعاف والدفاع المدني والمدارس والمساجد والكنائس بشكل ممنهج، كما أنه أرسل عدة تحذيرات لعدة مستشفيات، تحذرها بالإخلاء في الأيام الماضية.

ومن الأدلة التي أوردتها حركة حماس، تأكيد مديري مستشفيات في غزة اتصال الاحتلال بهم ومطالبتهم بالإخلاء الفوري، بحجة أن المستشفى يقع ضمن "النطاق الجغرافي للعمليات العسكرية الإسرائيلية"، وأبرز المستشفيات التي تلقت اتصالات من الاحتلال هي (العودة، وكمال عدوان، والإندونيسي، والقدس، والمعمداني، والكويتي). 

بحسب البيان، ففي يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول، في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء، أطلق الاحتلال قذيفتين باتجاه المستشفى المعمداني، ثم اتصل جيش الاحتلال بمدير المستشفى د.ماهر عياد يسأله: إننا حذرناكم أمس بقذيفتين فلماذا لم تخلوا المستشفى حتى اللحظة؟ 

كما أخبر مدير المستشفى مطران الكنيسة الإنجيلية في بريطانيا باتصال جيش الاحتلال، الذي اتصل بدوره بالمنظمات الدولية قبل أن يرسل إلى المستشفى رسالة اطمئنان أن باستطاعتهم البقاء في المستشفى.  

كما أشار البيان إلى مسارعة المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال بنشر تصريح عبر منصة إكس وتليغرام فور وقوع المجزرة، قال فيه: "كنا قد أنذرنا بإخلاء مستشفى المعمداني وخمسة مستشفيات أخريات كي لا تتخذها منظمة حماس ملاذاً لها"، لكنه سرعان ما حذفه. 

كما أكد البيان، أنه قبيل وخلال الحدث لم تطلق فصائل المقاومة أي صواريخ تجاه الاحتلال، ولم تفعّل صفارات الإنذار لدى الاحتلال، ولم تنطلق مضادات القبة الحديدية.

فيما أكد البيان أن طائرات الاستطلاع للاحتلال تقوم بتصوير ورصد كل شبر في قطاع غزة، فإذا كانت الصواريخ بفعل صواريخ المقاومة، فليخرج للعالم بصورة واحدة تدلل على ذلك.

كما تساءل البيان حول ادعاء الاحتلال أن المجزرة هي بفعل صواريخ الجهاد الإسلامي، فكيف استطاع الاحتلال أن يحدد ويميز بين صواريخ المقاومة فور إطلاقها (كما يدعي)؟

كما أشار البيان إلى أن صواريخ المقاومة صواريخ محلية الصنع، وليست لديها قوة تدميرية كالتي تسبب قتل المئات في ضربة واحدة. 

كما قال البيان إن "منظومة الاحتلال الحربية توثق وتسجل كل عملياتها باليوم والساعة والدقيقة والثانية، وفي كل المرات السابقة كانت تخرج منظومته الإعلامية لتعلن أو تنفي ما هو أقل من هذه المجازر، فما الذي جعلها تنتظر أكثر من 4 ساعات سوى نسج السيناريوهات؟!". 


وتعرض المستشفى المعمداني في غزة، أمس الثلاثاء، لـ"مجزرة إسرائيلية خلفت 471 قتيلاً، منهم 28 حالاتهم حرجة"، بحسب وزارة الصحة في غزة.

وأثارت المجزرة غضباً عالمياً واسعاً وإدانات شديدة في عواصم عدة، باعتبارها "جريمة حرب"، مع اتهامات للمجتمع الدولي بالتواطؤ مع إسرائيل، ودعوات إلى "ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني".

وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، شن غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.

ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة.