الإثنين 7 تموز 2025

إيطاليا تستقبل 17 طفلًا فلسطينيًا لتلقي العلاج.. من بينهم الناجي الوحيد من مجزرة آل النجار


اليزابيتا باميلا بترولا

استقبلت إيطاليا، الأربعاء 11-6-2025، دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين المصابين جراء العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة، في خطوة إنسانية بارزة تؤكد التزامها بحماية الضحايا المدنيين، خاصة الأطفال. ووصل 17 طفلًا، بعضهم في حالات حرجة، إلى عدد من المدن الإيطالية، برفقة أكثر من 50 من أفراد أسرهم.

من أبرز القصص المؤلمة للاطفال الذين وصلوا ايطاليا للعلاج، قصة الطفل آدم النجار (11 عامًا)، الذي نجا من مجزرة مروعة استهدفت منزله في خان يونس يوم 23 مايو، وأودت بحياة تسعة من أشقائه. وصل آدم، المصاب بكسور متعددة وإصابة دماغية، إلى مطار ليناتي في ميلانو برفقة والدته الطبيبة آلاء النجار، وكان في استقباله وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني. وقد نُقل الطفل لاحقًا إلى مستشفى نيغواردا لتلقي العلاج.

وقالت والدته لصحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية:

 "آدم حالياً مستقر، لكنه لا يشعر بأصابعه اليسرى بسبب تلف الأعصاب. فقد إخوته ووالده خلال الهجوم، ومع ذلك لا يزال يتمسك بالحياة."
وشملت الإصابات الأخرى:
ليث برهوم (9 أعوام): إصابة بالعمود الفقري – يتلقى العلاج في مستشفى بامبينو جيزو في روما.

نور شعث (7 أعوام): حروق شديدة – تعالج في مستشفى سانت أورسولا في بولونيا.

ملاك أبو عبيد (6 أعوام): شظايا في البطن والصدر – نُقلت إلى مستشفى كاريدجي في فلورنسا.

العملية الإنسانية نُظّمت بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإيطالية والجيش الإيطالي، حيث وصلت ثلاث طائرات عسكرية من مطار إيلات الإسرائيلي، في حين توزعت الرحلات إلى مطارات في ميلانو وروما وبولونيا وفلورنسا. وبهذه الدفعة، يرتفع عدد الفلسطينيين الجرحى الذين استقبلتهم إيطاليا منذ بدء الحرب إلى 150 شخصًا.

ردود فعل رسمية

قال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني:

 "هذه المبادرة ليست مجرد إغاثة طبية، بل رسالة سياسية واضحة مفادها أن إيطاليا تقف إلى جانب الإنسانية، خاصة حين يكون الأطفال هم الضحايا."

كما أشار رئيس بلدية ميلانو، بيبي سالا:

 "ميلانو ستظل منارة للكرامة الإنسانية. لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث لأطفال غزة."

صوت المجتمع الدولي

أدانت المنظمات الدولية استمرار استهداف المدنيين، خصوصًا الأطفال، في النزاع.

قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف:

> "لا يمكن للعالم أن يبرر مقتل أو تشويه أكثر من 15 ألف طفل. هؤلاء الأطفال لا يُقاتلون في الحروب، لكنهم يدفعون ثمنها الأكبر."



من جهته، صرّح توماس بيير، رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في الأراضي الفلسطينية:

 "ما نراه ليس فقط جراحًا جسدية، بل صدمات نفسية حادة ستحتاج إلى سنوات من العلاج. النظام الصحي في غزة منهار، وهؤلاء الأطفال بحاجة ماسة إلى بيئة آمنة للشفاء."

كما أكد روبرت مردوخ، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، أن:

 "الوضع الإنساني في غزة كارثي. نقل هؤلاء الأطفال إلى مستشفيات في أوروبا ضرورة عاجلة، وليس خيارًا ترفيهيًا."
دعوة عاجلة للتحرك الدولي
بينما تستمر الحرب وتتصاعد الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، يبقى واجب المجتمع الدولي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
إن قصص الأطفال الذين وصلوا إلى إيطاليا للعلاج تُمثّل جزءًا صغيرًا من مأساة إنسانية كبرى يعيشها شعب بأكمله.

المطلوب اليوم ليس فقط علاج الضحايا، بل وقف نزيف الضحايا.

 ودعت منظمات إنسانية وحكومات غربية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفرض هدنة إنسانية دائمة، وتأمين ممرات آمنة لإجلاء الجرحى، ودعم إعادة تأهيل القطاع الصحي المنهار في غزة، لضمان حق الأطفال في البقاء، والتعافي، والعيش بكرامة.