النهار الاخباريه- بيروت
تصاعدت أزمة الوقود المتفاقمة في لبنان إلى حد الخروج عن السيطرة، بعدما اضطرت المخابز والشركات والمستشفيات إما إلى تقليص ساعات عملها أو الإغلاق التام، مما يزيد من صعوبة الحياة للبنانيين الذين يعانون بالفعل من آثار الانهيار المالي.
اختفى زيت الوقود من الأسواق وتصبب اللبنانيون عرقا في المنازل بلا إضاءة أو أجهزة تكييف، وباتوا يتخلصون بطبيعة الحال من محتويات أجهزة التبريد (الثلاجات)، في الوقت الذي يضطرون فيه للوقوف بالساعات في محطات الوقود بانتظار البنزين الذي تحول إلى سلعة نادرة.
يقول كثيرون إن أوضاع الحياة أسوأ مما كانت عليه في الحرب الأهلية بين سنتي 1975 و1990.
إنه سقوط جديد باتجاه القاع في الأزمة المالية التي اندلعت أواخر 2019 بفعل عقود من الفساد وسوء الإدارة من نخبة حاكمة تواصل الفشل في العثور على حلول، بينما سقط أكثر من نصف اللبنانيين في براثن الفقر.
في أحدث الإخفاقات السياسية دخلت الحكومة في خلاف مع البنك المركزي حول قراره وقف دعم المحروقات وهي مقدمة تفضي إلى قفزة كبيرة في الأسعار.
ويقول مستوردون إن المواجهة مستمرة في الوقت الذي تشعر فيه البلاد بألم النقص الكبير في الوقود.
وقال حسان خليفة (50 عاما) الذي يملك مطعم شواء صغير قرب البرلمان في بيروت إنه أثناء فترة الحرب الأهلية رغم فظاعتها لم تكن تنقطع الكهرباء.
وأضاف أن الدولة، التي من المفترض أن تعتني بشعبها، تفعل النقيض "وتحاول إذلالنا بقدر ما تستطيع".
كان خليفة يشغل ثلاثة برادات (ثلاجات) لكنه أصبح يكتفي بواحدة يقوم بتشغيلها عبر سلك من مولد كهربائي لدى الجيران الذي يزمجر متسببا في ضجيج بطول الشارع. قال "اعتدنا على صوته.. نسمعه مثلما نسمع الطيور أو أي شيء آخر.